ارشيف من : 2005-2008

هنية أبرز المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء:حماس تتجه نحو تشكيل الحكومة من دون فتح

هنية أبرز المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء:حماس تتجه نحو تشكيل الحكومة من دون فتح

غزة ـ عماد عيد‏

الأنظار كلها ما زالت موجهة نحو حركة حماس بانتظار أن تفصح عن خطتها للمرحلة المقبلة فيما يتعلق بمحورين: المحور الأول القريب يتعلق بالحكومة وخطوطها العريضة، والمحور الثاني البعيد وهو السياسي ويتعلق بمرتكزات حماس السياسية الجديدة للتعامل مع المرحلة، وما ينبثق عنها من محور ثالث يتعلق أساسا بالوضع الداخلي الفلسطيني.. فما زال الجميع ينتظر أن تعلن حركة حماس أو أن تسرب التشكيل الحكومي الجديد ومن سيترأس هذا التشكيل، وهل سيكون من حماس أم أنه سيكون أيضا من التكنوقراط كما هي الحال بالنسب الى غالبية الوزراء.‏

وقد ذكرت مصادر مقربة من حركة فتح أن التيار الأوسع داخل الحركة يتجه نحو عدم المشاركة في حكومة ائتلافية مع حماس، ويعتبرون ذلك في غير مصلحة الحركة التي تتجه حتى الآن إلى ترتيب أوضاعها، وقد أفادت مصادر متواترة ومطلعة في اللجنة المركزية لحركة فتح إن ما حصل حتى الآن من لقاءات ومداولات داخل الحركة في الأراضي الفلسطينية وفي الأردن أفضى إلى مقترحات بمثابة الخطوط العريضة لحركة فتح في المرحلة المقبلة.. وأولى هذه الخطوط هو عدم المشاركة في حكومة مع حماس، والثاني تفعيل مؤسسة الرئاسة الفلسطينية الوحيدة المتبقية بما يتبع لها من أجهزة أمنية ومحسوبة على حركة فتح، والثالث هو ترتيب وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تأهيلها كمرجعية للقرار الفلسطيني، ومحاولة تفعيل أطرها وفصائلها وضم فصائل أخرى لها. وأما الرابع فهو ترتيب وضع حركة فتح والعمل من أجل عقد المؤتمر الحركي السادس ووضع الأسس لترسيخ آلية تداول السلطة داخل الحركة بالطرائق الديمقراطية..‏

هذا الأمر كله جعل حماس تتجه في اتصالاتها وجهدها من أجل إعلان التشكيل الحكومي باتجاهات أخرى للإعلان عن حكومة مختلفة في الشكل والمضمون.‏

وبحسب مصادر مقربة من حركة حماس فإن الحركة قطعت شوطا كبيرا بهذا الاتجاه، ولكنها ترفض حتى الآن الإعلان عن التشكيل حتى ترى الموقف النهائي لحركة فتح وآخر الترتيبات التي تجري داخل فتح، ومن هي القيادة المرشحة لقيادة الحركة حتى لا تتجاوز هذه الترتيبات.‏

ومن المقرر أن يلتئم المجلس التشريعي الجديد في أولى جلساته يوم غد السبت في كل من غزة والضفة عبر تقنية الفيديو كونفرنس لانتخاب قيادة للمجلس، أي رئيس ونائبين وأمين سر. وبحسب حماس فإن رئيس المجلس سيكون من الضفة، وبالتالي فإن رئيس الحكومة سيكون من قطاع غزة.. وبحسب كثير من المحللين والمقربين فإن إسماعيل هنية هو المرشح الأقوى لتقلد مثل هذا المنصب، في حين سيتقلد الدكتور محمود الزهار وزارة الصحة بحسب المصادر والتوقعات نفسها التي قالت ان ثلاثة أسماء مرشحة لتقلد وزارة الداخلية، وأقوى هذه الأسماء هو فتحي حماد من شمال قطاع غزة..‏

أما على المحور السياسي، فإن عاصفة نبأ فوز حركة حماس في الانتخابات بدأت في الهدوء والتراجع، وبدأ العالم يهيئ نفسه لمرحلة جديدة تكون حماس إحدى أدواتها باعتبارها منتخبة وباعتبارها موجودة في منطقة من أهم بقاع الأرض تأثيرا على العالم.. وبالفعل فقد أعلنت بعض الدول استعدادها لاستقبال وفد من حماس والتعامل معها في المرحلة المقبلة، لكن ذلك لم يمنع الغالبية العظمى من الدول ـ بما فيها التي استعدت لاستقبال حماس على أراضيها ـ من الاستمرار في تبني الموقف الأميركي والصهيوني من حماس، والقاضي بضرورة أن تنفذ حماس شروطا أربعة قبل أن يتم التعامل معها كشريك للإسرائيليين. أول هذه الشروط هو الاعتراف بـ"إسرائيل" و"حقها في الوجود" إضافة إلى إعلانها نبذ العنف وما يسمى بالإرهاب، فضلا عن ضرورة تغيير ميثاقها الداعي إلى إزالة إسرائيل من الوجود والتعامل بقوة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، خصوصا الأجنحة العسكرية وضرورة جمع سلاح هذه الأجنحة وتفكيكها.‏

وبرغم التغير الواضح في الخطاب السياسي والإعلامي، وكذلك في المواقف من مختلف الأمور بالنسبة الى حماس، فإن الأخيرة ما زالت تؤكد أنها لن تغير من مواقفها بشكل جذري، خصوصا في ما يتعلق بالشروط التي يصر الكيان الصهيوني على تنفيذها قبل التعامل مع حماس كشريك، ولكن في الوقت نفسه فإن المراقبين يرون ان حماس بما لديها من براغماتية لن تقول للعالم لا صريحة ولا نعم، ويرون أنها ستسعى إلى قول "لعم" أو الحل الوسط الذي يبقي على مشروعها دون التخلي عن ثوابتها.‏

الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1149 ـ 17 شباط/فبراير 2006‏

2006-10-30