ارشيف من : 2005-2008

زيارة كوندي

زيارة كوندي

زارت كوندي المنطقة وصالت وجالت وسخرت وسائط الإعلام، ثم عادت بخفي حنين.‏

قد يكون هذا القول سبقا للأمور أو ضربا من الجنون، ولكن ما ظهر من نتائج بعد الزيارة يعكس مدى المأزق الذي تعيشه الإدارة الأميركية، والذي يشير إلى أن التطورات تسبق الاستيعاب الأميركي لها.‏

فكوندي لم تستطع انتزاع موافقة عربية على عزل حماس التي قلب فوزها في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة الموازين، ليس فقط في فلسطين المحتلة بل في المنطقة أيضا، كما أنها وحسبما تشير المعلومات لم تتمكن من دفع الدول العربية وخاصة الخليجية منها إلى اتخاذ موقف سلبي من إيران على خلفية برنامجها النووي، وبالتالي فوتت هذه الدول الفرصة على الولايات المتحدة لاستخدامها وقودا في حربها على الجمهورية الإسلامية.‏

وما يمكن أن نسميه زيادة للطين بلّة (طبعا من وجهة نظر الأميركيين) قيام الرئيس الايراني بزيارة للكويت وصفها الاعلام الكويتي بالزيارة التاريخية، وهو أول رئيس جمهورية يزور الكويت منذ انتصار الثورة الاسلامية في إيران. وطبعا تناولت المحادثات التطمينات النووية مرفقة باتفاقات اقتصادية، كتزويد الكويت بالغاز والمياه الإيرانيين. وأثمرت الزيارة موقفا كويتيا يؤكد على حق ايران في امتلاك التقنية النووية السلمية، ويطالب باستقلال وسيادة كاملة للعراق، وكذا دعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.‏

هذا جزء من المشهد العام، ولكنه مؤشر واضح للجميع على أن الأميركيين أو غيرهم من الغرباء على المنطقة يجيئون ويحضرون معهم مشاكلهم، لكنهم يذهبون وعندما يفعلون تلحقهم، أو ربما يسبقهم ما أتى معهم.‏

وحدهم أصحاب الأرض يبقون وتبقى معهم الأواصر الثقافية والسياسية والتاريخية العريقة والعميقة.‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1151 ـ 03/03/2006‏

2006-10-30