ارشيف من : 2005-2008
استمرار حالة التصعيد وتهديد بتوسيعها:استشهاد 9 مواطنين ومحاولة للاعتداء على كنيسة البشارة
جاءت تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي باغتيال قيادة حماس بما فيها الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء المكلف، لتؤكد النية الإسرائيلية بتوسيع حالة العدوان الإسرائيلي كلما اقترب موعد الانتخابات الإسرائيلية في الثامن والعشرين من آذار الحالي.
قطاع غزة الذي شهد حالة من التوتر في أعقاب اغتيال قائد سرايا القدس خالد الدحدوح، ظلت الطائرات الاسرائيلية تحلق في أجوائه باحثة عن اهداف محتملة للجهاد الاسلامي، حيث اغتالت اثنين من كوادر سرايا القدس في عملية دموية أسفرت عن سقوط ستة شهداء دفعة واحدة.. فالقصف جاء في منطقة سكنية مزدحمة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وقتل مع الشهيدين منير سكر وأشرف شلوف ثلاثة فلسطينيين كلهم أطفال هم: أحمد السويسي والشقيقان رائد وعلاء البطش، فيما قضت عمة الشهيد منير سكر بسكتة قلبية أصابتها فور سماعها نبأ استشهاد ابن أخيها، هذا إضافة إلى تسعة جرحى.
مسلسل سقوط الشهداء استمر، وسقط شهيدان شقيقان قبل الغارة الاسرائيلية بساعات اثر اصطدامهما بلغم أرضي من مخلفات الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث وصلا الى المشفى أشلاء متناثرة.
أما في الضفة الغربية التي كانت مسرحا لجرائم متعددة في الأسابيع الاخيرة، فقد شهدت جريمة جديدة قتل خلالها قناص اسرائيلي طفلا فلسطينيا حاول منع وصول الغاز السام الى رئتي أمه المريضة.. القناص الاسرائيلي أطلق رصاصة على وجه عامر بسيوني (15 عاما) حين حاول اغلاق باب على سطح منزله ليخفف من رائحة قنابل الغاز السام، فأطلق الجنود النار نحوه دون رحمة وأردوه، في وقت استمرت فيه عمليات الاعتقال لتطال نحو ثلاثين فلسطينيا، سبعة منهم في قطاع غزة حين حاولوا التسلل نحو الأراضي المحتلة للحصول على عمل، مع فرض طوق بحري على القطاع لأول مرة منذ خروج الاحتلال منه.
قوات الاحتلال شرعت في بناء المقطع الأخير من الجدار بين مدينتي القدس وبيت لحم، إضافة إلى أعمال تجريف طالت منطقتي سلفيت وغربي رام الله، مع استمرارها باستخدام العنف ضد المتظاهرين احتجاجاً على بناء الجدار في عمق أراضي الضفة.
لكن الحادث الأخطر تمثل في محاولة متطرفين اسرائليين تنفيذ اعتداء ارهابي داخل كنيسة البشارة في الناصرة الواقعة داخل الاراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين، والتي تعتبر من أقدس الاماكن الدينية لدى المسيحيين.. ثلاثة متطرفين من عائلة واحدة حملوا كمية من المتفجرات والمواد المحترقة ودخلوا الى الكنيسة وأطلقوا بعضها، لكن سرعة تحرك الحراس أوقفت الجريمة، وهب المسلمون والمسيحيون لمواجهة الشرطة الاسرائيلية التي حاولت توفير الحماية للمتطرفين بالقوة.
وقد أثارت هذه المحاولة مخاوف متجددة لدى الفلسطينيين في أراضي الـ48 من تنامي الشعور المتطرف لدى الإسرائيليين وإمكانية تنفيذ جرائم متعددة بحقهم.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1152 ـ 10 آذار/مارس2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018