ارشيف من : 2005-2008

النتيجة الحتمية

النتيجة الحتمية

عادة، عندما تقوم قوة متغطرسة باحتلال أرض ما يكون أصحاب هذه الأرض أمام خيارين اثنين: إما أن يستسلموا للمحتل فيعيشوا بالذل والهوان، وإما أن ينتهجوا طريق مقاومة العدوان، وهو طريق سيوصلهم حتما وبناءً على معطيات التاريخ إلى التحرر والاستقلال عن المحتل.‏

وهذه المقاومة التي عادة ما تجد نفسها أمام عدم توازن في القوة مع الاحتلال تقوم بتحصيل جميع ما يتوافر لها من إمكانيات وعناصر لاستخدامها في معركتها، كما تعمل على حصر السلبيات التي تحيط بها وتحويلها إلى عناصر ايجابية قدر الإمكان لدعم مسيرتها، فتوجد الظروف المناسبة التي تمكنها من التغلب على عدوها الذي يقف عاجزا أمام تحركاتها وضرباتها، فيضطر إلى الانكفاء والخروج من دائرة عمليات المقاومة لتعود الأرض إلى أصحابها بكل فخر واعتزاز.‏

هذه النتيجة التي تتوصل إليها المقاومة، تكون غالبا في خلاف منطق حساب توازن القوى التقليدية، إذ أن الحسابات التي تستند إليها المقاومة تقوم على منطق آخر، منطق غائب أو مغيب عن بال القوة المتغطرسة التي تكون مأخوذة بعوامل القدرة العسكرية والتقنية التي بحوزتها، فتنسى أن هناك حسابات أخرى، حسابات لطالما أثبتت صحتها ونجاعتها.‏

فما حصل في جنوب لبنان وبعده في غزة، وما يجري حاليا في الضفة وباقي فلسطين المحتلة، يؤكد أن الحرب الدائرة هي حرب إرادات، ومن يملك الإرادة والثبات والعزم لا بد أن ينهي هذه الحرب لمصلحته.‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ أبريل 2006‏

2006-10-30