ارشيف من : 2005-2008
مؤتمر القدس يكسر الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية.. ارتياح للموقف الإيراني
غزة ـ عماد عيد
وسط حالة الحصار الدولي الخانق التي يعيشها الشارع الفلسطيني، جاء الإعلان الإيراني عن دعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا عبر "مؤتمر القدس" في طهران بمشاركة ممثلين عن دول وفصائل ليثير حالة من الارتياح من هذه القرارات التي بعثت أملا لدى الفلسطينيين بإمكانية التمرد على القرارات الأميركية والإسرائيلية الضاغطة على الحكومة الفلسطينية، ومعها الشارع الفلسطيني.
أحمد عباس (موظف) عبّر عن تحيته للشعب الإيراني المقاوم والحكومة الباسلة التي اختارت دعم الشعب الفلسطيني في الوقت المناسب، في وقت بقيت فيه الوعود العربية في مرحلة الكلام وقال: نشكر الشعب الإيراني نيابة عن الشعب الفلسطيني، وندعو الدول العربية المتخاذلة لتغيير مواقفها ودعم الحكومة لتتجاوز أزمتها".
أم محمود ربّة أسرة قالت إنها تفتخر بهذا الدعم لاحتياج السلطة والشعب له، ولأنه يأتي في وقت تخلف فيه الجميع عن الوقوف مع الشعب الفلسطيني، لا بالمال ولا بالسياسة. في حين رأى الشاب إبراهيم محمود أن الدعم الإيراني مشرّف لأنه يحترم الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن إيران وقفت وقفة ايجابية نتمنى من الدول العربية أن تقف مثل موقفها الإيجابي.
الترحيب على المستوى الشعبي كان مماثلا للترحيب على المستوى الرسمي، سواء على صعيد الفصائل أو الحكومة، فقد أكد غازي حمد الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية أن الموقف الإيراني يبعث على الفخر والاعتزاز ويعطي دفعة قوية لصمود الشعب الفلسطيني، ويعزز العلاقة الإسلامية التي يجب أن تسود بين الفلسطينيين وأشقائهم من العرب والمسلمين.
وأضاف: "أعتقد أنها رسالة الى العالم كله بأن الحكومة الفلسطينية ليست معزولة، بل لها امتداد عربي وإسلامي، وهو الامتداد الذي يوفر لها الاحتضان السياسي والدعم المالي والاقتصادي بعيدا عن الابتزاز وبعيدا عن الضغوط السياسية وبعيدا عن فرض الشروط المسبقة، ولذلك نحن قدرنا الموقف الإيراني من هذه القضية، وهذا البذل والعطاء اللامحدود، وقدرنا موقف الدول العربية التي وقفت إلى جانبنا أيضا وساهمت في دعمنا واحتضاننا".
وأشار حمد إلى أن الدعم الإيراني سيعيد الحراك العربي والإسلامي للنظر إلى القضية الفلسطينية على أنها جامعة للدول العربية والإسلامية من أجل أن تتقدم لتوحيد صفوفها في مواجهة الضغوط الأميركية.
واعتبر حمد أن هذا المؤتمر وما صدر عنه من قرار يفتح نافذة كبيرة جدا تشعر من خلالها أميركا أن هناك من يقف في وجهها، ويشجع أيضا دولا أخرى على اتخاذ الموقف نفسه.
كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية قال إن الدعم الإيراني مهم في هذه اللحظة لأنه يساهم جزئيا في فك الحصار الذي تعانيه السلطة والشعب، داعيا الى مزيد من هذا الدعم سواء من قبل إيران أو باقي الدول العربية والإسلامية. وأضاف: "إننا نعتقد أن البعد القومي والإسلامي الذي يتمثل بمثل هذا الدعم يأتي في ظل محاولات حكومة "إسرائيل" عزل القضية الفلسطينية عن محيطها للاستفراد بها.. ونحن نعتقد أن الحصار يتعدى الحصار المالي ليصل إلى حدود الضغط السياسي من أجل تقديم تنازلات سياسية جوهرية تمكن المشروع الصهيوني من الترسخ على الأرض الفلسطينية".
وقال الغول: إن كل أشكال الدعم مطلوبة، الدعم السياسي مطلوب، وعدم السماح بالاستفراد بالشعب الفلسطيني مطلوب.. وحتى ننجح في الصمود نحن بحاجة إلى دعم سياسي ودعم مالي، لأن هذا الدعم يشكل حالة صمود على طريق إلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني.
دعم قديم جديد
رئيس اللجنة الإيرانية لمساندة انتفاضة الأقصى في قطاع غزة عمر شلح قال إن فلسطين ليست جديدة على القاموس الإيراني، فإيران وقفت مع الشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة الإسلامية، وهي حاضرة في قلب الفكر السياسي الإيراني الذي جعل من طهران مكانا حاضنا للقدس وفلسطين. معتبراً أن ما يحدث الآن هو تأكيد لهذا الحضور الذي بدأ بإعلان يوم القدس، واستمر خلال السنوات وزادت وتيرته عبر انتفاضة الأقصى.
وقال: "إيران تستطيع كما استطاعت في السابق توفير دعم مالي وسياسي لإعانة المظلومين، ونظنها لا تتأخر في مواصلة الدعم للمشروع الفلسطيني لإدراكها أن هذا واجب ديني وأخلاقي وعقائدي وإسلامي، وخير شاهد مؤتمر القدس الذي أقامته الجمهورية الإسلامية دعما للشعب الفلسطيني، في حين بقيت الوعود الأخرى ذرا للرماد في العيون".
الانتقاد/ فلسطينيات ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ ابريل 2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018