ارشيف من : 2005-2008

ثلاثون شهيداً في أسبوع دموي في الضفة وغزة.. القسام تكسر خطوط الهدنة

ثلاثون شهيداً في أسبوع دموي في الضفة وغزة.. القسام تكسر خطوط الهدنة

غزة ـ "الانتقاد"‏

النزف في قطاع غزة ما زال مستمرا والغارات الصهيونية ما زالت مستمرة لتحصد سياسة التصعيد الصهيوني 30 شهيدا وعشرات الجرحى في أحدث موجة دموية من صنع العدو.‏

الأسبوع افتتحته الدبابات الصهيونية عندما قصفت بعدة قذائف موقعا من الأمن الوطني شمال شرق مدينة غزة بحجة اقتراب مجموعة مسلحة من السياج الفاصل بين القطاع وبين الاراضي المحتلة عام 48 ما ادى الى استشهاد اثنين من جنود الامن الوطني وفتى في الخامسة عشرة من عمره، واصابة ثلاثة اخرين، والحجة تتكرر في كل مرة وهي اقتراب فلسطينيين من السياج الفاصل.‏

وبفارق يوم واحد اقدمت الطائرات الصهيونية على اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية جمال ابو سمهدانة الملقب بأبو عطايا وثلاثة آخرين من المقاومة بثلاثة صواريخ أطلقتها عليه مباشرة، عندما كان يتفقد أحد المواقع التدريبية التابعة للجان المقاومة الشعبية غرب رفح، وهو الموقع الذي قصف للمرة الثانية خلال اقل من شهرين، ومع ابو عطايا كان ثلاثة مقاومين تم التكتم على هوياتهم التنظيمية، لكن معلومات اكدتها مصادر مطلعة من لجان المقاومة وسرايا القدس وكتائب الاقصى ان الثلاثة كانوا من ثلاثة فصائل عسكرية مختلفة، الاول كان من سرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، والثاني من كتائب الاقصى ـ كتيبة المجاهدين، والثالث من لجان المقاومة الشعبية كان ابو عطايا يعدهم لعملية استشهادية في مكان ما رفضت هذه المصادر أن تفصح عنه، لكنهم اكدوا انه كان شخصيا يعد هؤلاء الاستشهاديين، وهذا مؤشر لاهمية هذه العملية، ويبدو ان الطائرات الاسرائيلية كانت قد رصدت بشكل مكثف خطوات ابو سمهدانة حتى وصل الى المكان في ساعات الليل بعد مشاركته في مسيرة جماهيرية في رفح لرفض الاقتتال الداخلي وتأييد الحوار الفلسطيني الفلسطيني.‏

الطائرات الصهيونية واصلت عمليات القصف خلال يوم تشييع ابو سمهدانة فقصفت مجموعة من سرايا القدس في بيت حانون ما ادى الى اصابة واحد من افراد المجموعة بجراح، وعندما تسرب الخبر الى الاهالي تمكن ثلاثة من اقربائه من الوصول الى المكان واجلائه في سيارة مدنية الى مستشفى العودة في بيت لاهيا شمال القطاع وفي طريق عودتهم الى المنزل اطلقت الطائرات الصهيونية صاروخين على سيارتهم ما ادى الى استشهاد الثلاثة واصابة ثلاثة اخرين من المارة بجراح، وبعد ان فرغ الناس من تشييع ابو سمهدانة ومن معه ارتكب الجيش الصهيوني مجزرة جديدة على شاطئ بحر بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بحق بعض الاسر الذين أرادوا قضاء يوم عطلة بعيدا عن الدماء والأشلاء واخبار القصف والقتل الصهيوني بحق الفلسطينيين، وذلك بإطلاق قذائف من الزوارق الحربية الصهيونية، وهو امر تمكنت عدسات الكاميرات من التقاطه في عرض البحر، وقد ادى هذا القصف الى استشهاد سبعة واصابة اكثر من 35 بجراح، وقد تبين ان ستة من الشهداء هم من اسرة واحدة من عائلة غالية قتلوا كلهم الا الطفلة هدى التي اهتزت الدنيا بأسرها لصورها وهي تصرخ "يابا يابا"، والشهداء هم اربع طفلات شقيقات هدى التي بقيت وحيدة ويتيمة، بالاضافة الى الام والاب في حين طغت صور الدماء وهي تلون امتعة الاطفال والنساء.‏

وقبل ان تفرغ سيارات الاسعاف من نقل الجرحى عن الشاطئ كانت الطائرات الصهيونية تطلق صواريخها من جديد على سيارة في منطقة الشيماء في بيت لاهيا كان بداخلها ثلاثة من قيادات القسام الميدانيين ما ادى الى اصابتهم بجراح متوسطة وفق مصادر من القسام، وهو الاستهداف الاول لكوادر من القسام وقتها ما اشار توسيع دائرة الاستهداف، وبالتالي مرحلة جديدة من التصعيد، وهو ما حصل بالفعل في اواخر الاسبوع. وقد اعلنت كتائب القسام استئناف عملياتها وانتهاء الهدنة التي كانت ملتزمة بها.‏

وبعد هذا القصف وقع انفجار في منزل يعود الى احد اعضاء سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامي في جباليا شمال قطاع غزة ما ادى الى استشهاد عمار شهاب (22 عاما) واصابة ثلاثة من افراد عائلته بجراح، وفي اليوم التالي كانت الطائرات تقصف مجموعة من كتائب القسام كانت تطلق الصواريخ باتجاه الاهداف الصهيونية ما ادى الى استشهاد اثنين واصابة اثنين اخرين بجراح، لكن الاصعب كان في المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الصهيونية في الغارة التي نفذت في شارع صلاح الدين شمال شرق مدينة غزة، والتي استهدفت قياديين من سرايا القدس استشهدا في القصف مع تسعة اخرين بينهم اربعة اطفال في حين اصيب اربعون اخرون بجراح، ويبدو ان الطائرات تعمدت اطلاق صاروخين على التوالي، وذلك بهدف ايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا في محاولة منها للتخفيف من الاثار الانسانية التي تركتها صور الطفلة هدى غالية على شاطئ البحر.‏

وفي المقابل استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها في الرد على هذه المجازر والغارات الصهيونية بإطلاق الصواريخ التي اصابت اهدافها في اكثر من مرة، وأوقعت خمسة جرحى وأضراراً في المنشآت الصهيونية في مستوطنة سديروت الى الشمال من قطاع غزة.‏

الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1166 ـ16 حزيران/يونيو 2006‏

2006-10-30