ارشيف من : 2005-2008
السجال السياسي يصل الى ذروته بين الحكومة والرئاسة
غزة ـ "الانتقاد"
السجال السياسي ووصوله الى مراحل الحسم بين الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح من جهة، والحكومة وحركة حماس من جهة اخرى، غطى على كل شيء حتى على العدوان الصهيوني المتعاظم والمتواصل، وقد وصل هذا السجال الى ذروته يوم الثلاثاء الماضي عندما أعلن عن فشل الحوار من قبل بعض الأوساط المقربة من الرئاسة، وبالتالي عزم الرئيس محمود عباس على تحديد اليوم الذي سيجرى فيه الاستفتاء، وذلك بعد ان فشلت كل الاطراف في التوصل الى اتفاق حول وثيقة الاسرى او تطويرها.
وقد أعلن عباس انه ان لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن هذه الوثيقة فإن الاستفتاء هو البديل، ودعمته في ذلك اللجنة المركزية لحركة فتح، وكل هياكلها التنظيمية، وبعض القوى المرتبطة بمنظمة التحرير، في حين حسمت حماس امرها برفض الاستفتاء حول هذه الوثيقة بهذه الطريقة، معتبرة انه التفاف على نتائج الانتخابات التشريعية، وان الظروف الموضوعية والسياسية الراهنة وظروف الحصار والجوع لا تساهم ولا تساعد في اجرائه والوصول الى نتائج موضوعية حوله، كما اكد على ذلك كل قادة حماس، وأيدها في ذلك حركة الجهاد الاسلامي التي أصدرت بيانات بهذا الخصوص. لكن حركة الجهاد بالاضافة الى الجبهتين الشعبية والديمقراطية طالبت بضرورة الاستمرار في الحوار وعدم اللجوء الى الاستفتاء، واعتباره سيفا مصلتاً على رقاب المتحاورين، باعتبار ان القضايا المطروحة هي قضايا مصيرية وتحتاج الى وقت اضافي للتوصل بشأنها الى تفاهمات لا اتفاقات، حتى الأسرى الذين هم مصدر الوثيقة فقد باتت مواقفهم متباينة، فأسرى حركة حماس اكدوا عبر بيان اصدروه رفضهم للاستفتاء على الوثيقة التي اعتبروها ارضية وليست اتفاقا نهائيا برغم تأييد البعض، وخصوصا من وقّع على هذه الوثيقة، في حين اصدر اسرى حركة فتح بيانا اخر اكدوا فيه تأييدهم لهذه الوثيقة وللاستفتاء عليها، ووقوفهم خلف الرئيس في قراره.
وعلى الرغم من إعطاء عباس مهلة ثلاثة ايام اضافية للمتحاورين للتوصل الى اتفاق فإن الارجح ان يتم التوصل الى اتفاق، وخصوصا ان حماس والجهاد الاسلامي ما زالتا تطالبان بنقل الحوار الى قطاع غزة، واعطائه مهلة مفتوحة دون التلويح بالاستفتاء وانقضاء المهلة. وكما يقول المحللون فإن عباس سيحدد يوما للاستفتاء، ما يعني دخول الشارع الفلسطيني والاراضي الفلسطينية والقضية الفلسطينية في مرحلة جديدة ربما تحمل الاسوأ، برغم تدخل بعض الجهات العربية من اجل النفخ في بوق الحوار على حساب الاستفتاء، وبالتالي ابعاد شبح الاقتتال الداخلي الذي يصب في مصلحة الحكومة الصهيونية المستمرة بتطبيق خطتها الحالية بإكمال الجدار وقضم ومصادرة المزيد من الاراضي، وتهويد وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وترسيخ المستوطنات الكبيرة، مع المضي قدما في عمليات القتل والتصفية بحق كوادر ونشطاء الانتفاضة الذين يشكلون خطرا ملحا عليها.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1165 ـ 9 حزيران/يونيو2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018