ارشيف من : 2005-2008
غارات إسرائيلية وعمليات اغتيال التوتر سيد الموقف في غزة
غزة ـ عماد عيد
لم يكن هذا الأسبوع أفضل من سابقه على الصعيدين الداخلي والخارجي، فمن جهة استمرت حالة التوتر السائدة بين حركتي فتح وحماس، ومن جهة أخرى استغلت القوات الصهيونية هذا التوتر في تكثيف خطتها العسكرية على كل الأصعدة.
فقد واصلت الطائرات الصهيونية بكل أنواعها وخاصة الاستطلاعية الهجومية اعتداءاتها خصوصا في قطاع غزة، حيث اغتالت بعد تحليق مكثف مجدي حماد القيادي في لجان المقاومة الإسلامية، وهي مجموعة منبثقة عن لجان المقاومة الشعبية، وذلك بإطلاق ثلاثة صواريخ على السيارة التي كانت تقله ما ادى الى استشهاده ومرافقه عماد عسلية القيادي الميداني في لجان المقاومة.
وقد اتهمت القوات الصهيونية حماد بالوقوف خلف عمليات اطلاق الصواريخ على الاهداف الصهيونية، اضافة الى ضلوعه في محاولة تهريب سيارة الى معبر المنطار شرق مدينة غزة وعلى متنها اكثر من 600 كيلوغرام من المتفجرات قبل اكثر من شهر، مع انها اكتشفت من قبل الامن الفلسطيني وتم تفجيرها بعد اشتباك بين المجموعة ورجال الامن.
على ان عمليات التحليق من قبل هذه الطائرات لم تمنع من استمرار سياسة القصف المدفعي المكثف للمنطقة الشمالية والشرقية لقطاع غزة بحجة منع اطلاق الصواريخ، وهذه المرة رفعت القوات الصهيونية من عيار القذائف المستخدمة بحيث اصبح صوتها اكثر ازعاجا، وتحدث ارتجاجا في المباني على بعد مئات الامتار من مكان سقوطها، كما اكدت ذلك المصادر الامنية الفلسطينية والسكان القريبون من هاتين المنطقتين، واصبح بإمكان من يسكن على بعد 6000 متر ان يسمع هذا الصوت ويشعر به داخل منزله، وهو ما دفع البعض الى التحذير من عواقبه البطيئة على صعيد خلخلة المباني، وعلى صعيد نشر الرعب في اوساط الاطفال.
غير ان هذه السياسة الصهيونية لم تحقق وقفا لاطلاق الصواريخ، بل على العكس فقد كثف المقاومون على اختلاف انتماءاتهم من عمليات اطلاق الصواريخ باتجاه الاهداف الصهيونية، وخصوصا على مستوطنة سديروت ومدينة المجدل المحتلة، بالاضافة الى القواعد العسكرية والمستوطنات المحاذية لجهتي الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، فيما ظلت سرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في صدارة القوة والأجنحة العسكرية التي أعلنت مسؤوليتها عن استهداف هذه المواقع الصهيونية بالصواريخ، وقد أوقعت دفعة من هذه الصواريخ والصواريخ التي أطلقتها لجان المقاومة الإسلامية ردا على عملية الاغتيال، أضراراً في مبانٍ في سديروت، واصابات في أوساط المستوطنين.
الاجتياحات ظلت هي المخطط الاوفر حظا من حيث التركيز في الخطة العسكرية الصهيونية، حيث تركزت بشكل يومي على مناطق جنين ونابلس ورام الله وطولكرم والمناطق المجاورة لها على وجه الخصوص، واعتقلت قوات الاحتلال العشرات من المواطنين الفلسطينيين ومن أعضاء وكوادر المقاومة الفلسطينية.
لكن هذه الاجتياحات لم تكن سهلة بالنسبة للجيش الصهيوني وخصوصا تلك التي تستهدف جنين حيث اصيب جنديان صهيونيان في واحد من هذه الاجتياحات، وقد تبنت سرايا القدس عملية التفجير التي استهدفت آلية صهيونية بعبوة تزن 140 كيلوغراما من المواد المتفجرة خلال اشتباك خاضه مقاتلوها ومقاتلو كتائب الاقصى لصد هذه الاجتياحات.
على ان التوتر الداخلي كان له انعكاساته على الاجواء الفلسطينية، فقد استمرت حالة السجال الى حد المواجهات بين حركتي فتح وحماس التي أودت بحياة العديد من المواطنين في ظل مساعٍ حثيثة تبذل لتطويق التوتر، هذا الى جانب استمرار التظاهرات لرجال الامن والشرطة وبعض اهالي الاسرى والجرحى وحركة فتح في اكثر من مكان في الضفة والقطاع ضد الاقتتال، وللمطالبة بالرواتب التي تعهدت الحكومة الفلسطينية بصرفها على دفعات ابتداءً من مطلع هذا الأسبوع.
الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1165 ـ 9 حزيران/يونيو2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018