ارشيف من :آراء وتحليلات
هل تهيئ تصريحات كوشنير لسياسة فرنسية جديدة في الملفين اللبناني والسوري!

باريس - نضال حمادة
تصريحات وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير النارية والمتزامنة مع كل تصعيد إسرائيلي إزاء قضايا الشرق الأوسط باتت أمراً عادياً، وخصوصاً أن تصريحاته العام الماضي وتهديده لايران بشن حرب عليها في حال استمرت في برنامجها النووي ما زالت حاضرة في وجدان الرأي العام.
وفي سياق مشابه تأتي تصريحات كوشنير الأخيرة حول الحدود اللبنانية السورية، وهي جاءت مرتبكة وغير مفهومة في هذه المرحلة تحديداً لا سيما أنها تأتي عقب تصريحات نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون التي هددت فيها دمشق والرئيس بشار الأسد بنشوب حرب في المنطقة إذا حصل حزب الله على صواريخ سكود!.
وقالت مصادر مطلعة على السياسة الفرنسية "إن تصريحات كوشنير في هذا الوقت ليست واضحة المعالم، فللرجل سوابق كثيرة في هذا المجال ما دفع قصر الإيليزيه أكثر من مرة إلى تكذيب تصريحات رئيس ديبلوماسيته أو التنصل منها كما كان يحصل في الملفات اللبنانية والسورية والإيرانية".
ومن هنا تتابع المصادر، أن تصريحات كوشنير الجديدة يمكن أخذها من باب تمتين العلاقة مع الادارة الاميركية التي يرغب بها سيد الاليزية نيكولا ساركوزي، غير أن مصادر برلمانية فرنسية ترى الأمر من منظار آخر حيث جاءت التصريحات في هذا الملف بالذات عقب زيارة مصالحة قام بها ساركوزي إلى واشنطن لترتيب العلاقات الشخصية مع نظيره الأميركي باراك أوباما، فالتوتر وعدم الود الشخصي كان هو المسيطر على علاقات الرجلين.
وأعربت المصادر ذاتها عن خشية حقيقية من أن تكون تصريحات كوشنير جاءت نتيجة زيارة ساركوزي لواشنطن، وهو ما يعيد إلى الأذهان قمة النورمندي بين الرئيسين الفرنسي والأميركي السابقين جاك شيراك وجورج بوش الابن، التي أعادت الحرارة إلى علاقة الرجلين عقب الأزمة بين باريس وواشنطن في مجلس الأمن الدولي قبيل غزو العراق.
وتتابع المصادر أن "ساركوزي الخارج من انتخابات محلية خاسرة قد يرى في كسب ود اللوبي اليهودي في أميركا وفي فرنسا مركب الخلاص ووسيلته إلى الوصول لقصر الإليزيه للمرة الثانية في انتخابات عام 2012"، كما تطرح سؤالاً حول ما إذا كانت السياسة الفرنسية تجاه المنطقة على عتبة مرحلة جديدة، يكرر فيها ساركوزي سياسة سلفه خلال السنوات الثلاث الأخيرة من عهده، وهو سؤال ـ تقول المصادر ـ إن جوابه الشافي لن ينتظر وقتاً طويلاً لمعرفته.