ارشيف من :أخبار لبنانية

الموسوي: "إسرائيل" غير مستعدة لأي مواجهة ميدانية للجهوزية الكاملة للمقاومة

الموسوي: "إسرائيل" غير مستعدة لأي مواجهة ميدانية
للجهوزية الكاملة للمقاومة

استبعد مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف الموسوي احتمال نشوب أي عدوان في المنطقة "لأنّ كل الدول مشغولة بشؤون داخلية"، لافتاً إلى وجود استحقاقات داخلية في كلّ من الولايات المتحدة و"إسرائيل" وإيران ولبنان.
واوضح الموسوي، في حديث إلى صحيفة "الأخبار"، أنّ الإسرائيليين، عكس ما يشاع، غير مستعدين لأي صراع ميداني و"التقديرات تشير إلى أنّ المقاومة في لبنان مستعدة لخوض معركة عسكرية أكثر من الجيش الإسرائيلي".
وأشار إلى أن هذا "الموضوع محسوم عند قيادة العدو التي تتخبّط اليوم في صراعات داخلية في ظلّ غياب الحكومة بعد استقالة أولمرت"، لكنه شدد على أن استبعاد احتمال وقوع أيّ عدوان لا يلغي استمرار الحزب برفع جهوزيّته وتطوير قدراته، وفي خطّ مواز يعمل على إطلاق ورشة التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة.
وفي هذا السياق، أكد الموسوي أنّ الحزب "لم يبدأ العمل للانتخابات النيابية بعد"، مشيراً إلى الارتياح السياسي الذي يعيشه الحزب، مؤكداً السعي "إلى ضمان تمثيل الجميع، وكما قلنا سابقاً، المطلوب هو الشراكة في الحكم بين كل القوى".
وتابع الموسوي الحديث عن الانتخابات فلفت إلى أنّ حزب الله والمعارضة غير واهمين بأنّ الأكثرية النيابية المقبلة ستكون بفارق مقاعد قليلة، كما هي اليوم.
وعن سير الانتخابات، أكد ثقة الحزب بوزير الداخلية، زياد بارود، و"شفافيته وقدرته على جعل الانتخابات ديمقراطية"، إنما المشكلة بحسبه تكمن في مكان آخر "بعدد من الضباط في المناطق، حيث يغلب الانتماء الحزبي على الانتماء لمؤسسة قوى الأمن الداخلي".
وأعاد الموسوي التأكيد أنّ التواصل مع القوى مستمرّ، والموقف من المصالحات واضح "ولا قاعدة انتخابية له". ويعكس هذا الارتياح السياسي الحذر المستمر على الصعيد الأمني، وخاصةً بوجود تيارات سياسية في مناطق وجود حزب الله تعمل على الصعيد الأمني، فتيارات صاعدة ذات صبغة شيعية "تقوم بترتيبات عسكرية بصيغة شركات أمنية، ونحن فتّحنا أعيننا على هذا الموضوع لأن الأمن خط أحمر للحزب".
أما في المناطق المحيطة بانتشار الحزب، "فنحن مطمئنون إليها أمنياً"، نافياً أي تخوّف من إمكان وجود شبكات سنيّة أصولية في مخيّم برج البراجنة المحاذي للضاحية الجنوبية والمربّع الأمني للحزب.
وبالنسبة إلى لاقتراح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون المتعلق بالاستراتيجيا الدفاعية، فأشار الموسوي إلى أنّ أحداً "لم يقدم موقفاً آخر شبيهاً، والأهم في ما قدّمه هو عدم المراهنة على العلاقات الخارجية والدول الكبرى التي يمكن أن تغيّر مواقفها مع أيّ استحقاق أو حدث".
وأيد السيد الموسوي طرح تعميم ثقافة المقاومة، مشدداً في الوقت عينه على أنّ التكامل بين الجيش والمقاومة "أمر محسوم"، مشيراً إلى إيجابية توسيع مفهوم الاستراتيجيا على مختلف الأصعدة وعدم حصرها في الموضوع العسكري والأمني.
وفي موضوع تسليح الجيش، قال الموسوي "نحن ندعم تماماً هذا الخيار" ومع أن يكون الجيش اللبناني قادراً على صدّ أي اعتداء إسرائيلي أو إرهابي، "أو على الأقلّ تأخير أي محاولة توغّل أو اجتياح إسرائيلي". لكن اليوم في ظلّ الإمكانات الحالية، المؤسسة العسكرية عاجزة عن إتمام هذه المهمة وحدها، "لذا المقاومة موجودة إن كان من حيث قوّة الردع أو من حيث المفهوم العسكري لهذه المقاومة" التي يمكنها القيام بأمور عسكرية يعجز الجيش النظامي عن القيام بها.
وعن الحليف المسيحي ميشال عون، يقول الموسوي "لنا كامل الثقة بهذا الرجل، وقد برهن أنه الأفضل مسيحياً ووطنياً وله رؤية سياسية ذات أبعاد متعددة تهدف إلى تحصين لبنان داخلياً وحمايته من الأخطار الخارجية". ليتساءل "مع من يمكن التحالف من اللبنانيين، مع وليد جنبلاط أو سمير جعجع".
الموسوي أشار إلى أنّ جنبلاط قام في أميركا بجولة استطلاعية لمستقبل الموقف الأميركي في لبنان والمنطقة. وأكد أن الحزب لا يزال على موقفه، "ولا مشكلة لنا مع أحد إذا لم يتعرّض للمقاومة، أيدينا ممدودة للجميع، لكن موضوع التحالفات السياسية والانتخابية مبتوت، وإنّ حزب الله لن يتخلى عمّن دعمه ووقف إلى جانب المقاومة منذ بدء الحملات عليها".

صحيفة "الأخبار"

2008-11-25