ارشيف من :أخبار عالمية

مشعل: نرفض بالمطلق أن تتحول التهدئة من خطوة تكتيكية مؤقتة إلى استراتيجية

مشعل: نرفض بالمطلق أن تتحول التهدئة من خطوة تكتيكية مؤقتة إلى استراتيجية
دمشق ـ راضي محسن
رفض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل ما أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد من نيته الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة مطلع العام القادم في حال لم يتم حتى ذلك الموعد إنهاء حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية.
وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقده الاثنين على هامش "الملتقى العربي الدولي لحق العودة": من حق رئيس السلطة الإعلان عن انتخابات (رئاسية) في التاسع من كانون الثاني لكن ليس من حقه أن يدعو إلى انتخابات تشريعية".
وتقول حماس إن ولاية عباس تنتهي في التاسع من كانون الثاني القادم بحسب القانون الأساسي الفلسطيني الذي ينص على أن ولاية رئيس السلطة الوطنية مدتها أربع سنوات.
لكن حركة فتح تقول إن الولاية الرئاسية تنتهي مع نهاية ولاية المجلس التشريعي الحالي بحسب قانون الانتخابات الفلسطيني. وتعتبر أن السنة التي أمضاها عباس في السلطة بين وفاة الرئيس ياسر عرفات وانتخابات المجلس الحالي كانت استثنائية.
واعتبر مشعل أن تهديد عباس بإجراء انتخابات في حال فشل التوصل إلى مصالحة فلسطينية "معناه أن المصالحة مطلوبة الآن في فترة معينه لتمرير استحقاق ‪9 يناير" موعد انتهاء ولاية عباس.
ومع ذلك فإن مشعل تحدث عن إمكانية الاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في حال تم التوصل إلى ذلك في الحوار وقال إن حماس "ستتخذ الموقف المناسب في حال قررت الإعلان عن مرشحٍ لها للرئاسة الفلسطينية".
ورداً على سؤال حول إعلان المجلس المركزي الفلسطيني قبل يومين محمود عباس رئيسا لـ "دولة فلسطين" ، أجاب مشعل ساخراً "تسميةُ رئيسٍ لدولةٍ غير موجودة، صحتين وعافية، أوصاف مملكة في غير موضعها".
وقال إن "الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لدولة في الهواء. حماس تريد دولة على الأرض".
وحول استهداف عباس لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في خطابه أول أمس قال مشعل: "بلغني ذلك لكنني لم أسمعه وأقول لن أنزل إلى هذا المستوى من الأداء وكلٌ له مخزونه الذي يخرجه".
وتابع إن "عباس قال للفصائل في وقت سابق إن مشعل لم يسيء لي لكني أقول عباس أساء لي شخصيا وللأخوة في قيادة حركة حماس، وحقي الشخصي يأخذه رب العالمين".
ورداً على سؤال، نفى مشعل التقارير الإعلامية التي تحدثت عن "توجيه مدير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان تهديدات لحماس وقياداتها في حال لم يوافقوا على الحوار الذي كان مزمعاً عقده في القاهرة وأن حماس ستدفع الثمن باهظا".
وقال مشعل "حماس لم تفعل شيئاً حتى يتم تهديدها، وحماس في ذات الوقت لا تهدد أحداً ولا تقبل بالتهديد، وعلاقاتنا مع مصر ليست قائمة على منطق التهديد".
وأضاف: "نحن نرحب بمصر كراعية للحوار وليس لدينا فيتو على الحوار ونطالبهم باحترام مطالبنا، ويجب أن يكون العرب ومصر على مسافة واحدة" من مختلف الأطراف الفلسطينية.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على ضرورة الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني والعودة إلى طاولة الحوار، لمعالجة كافة الملفات الوطنية، تمهيداً للتوافق والعمل على أساس برنامج سياسي مشترك، مشدداً على استعداد حركته للمضي بالمصالحة الوطنية مع تحمل كافة استحقاقاتها، "لأن الانقسام لم يكن خياراً بل كان نتيجة للذين حاولوا الانقلاب على نتائج الانتخابات".
مشعل: نرفض بالمطلق أن تتحول التهدئة من خطوة تكتيكية مؤقتة إلى استراتيجية 
وأوضح مشعل أن حركة حماس تريد مصالحة "تعالج الملفات المختلفة وفي إطار رزمة كاملة"، بحيث يتم التوافق من خلالها على "حكومة وفاق وطني تتفق عليها الفصائل، وهذا لا يمنع من وجود وزراء كفاءات"، إضافة إلى إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية في الضفة وغزة على حد سواء، مشيراً إلى أن "المنطق لا يقبل ببناء أجهزة أمنية في غزة في حين تبقى على حالها ولا يمسها أحد في الضفة".
كما أكد مشعل على ضرورة أن تؤدي المصالحة إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، "حيث لا يجوز أن يظل الموضوع مؤجلاً، نريد جدولة زمنية لإعادة البناء"، مشدداً على أن حركته تريد "مصالحات على الأرض، فالانقسام سبب جراحاً لابد من معالجتها".
ونوه مشعل إلى انه لابد من خلال المصالحة أن نصل إلى "اتفاق فلسطيني على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ضمن آليات وضمانات يتم توافق الكل الفلسطيني عليها.
وعبر مشعل عن استعداد حركة حماس لحوار فلسطيني يقوم على "التعامل مع هذه الملفات قبل إقرارها والتوقيع عليها، ونرحب بكل جهد عربي في هذا الإطار"، مع التأكيد على عدم القبول "بإضافة شروط سياسية جديدة أو تغيير أصول البرنامج السياسي الذي اتفقنا عليه في وثيقة الوفاق الوطني 2006".
وقال بهذا الصدد "يُلزِمنا البرنامج السياسي الذي ورد في اتفاق القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة، أما محاولة إلزامنا ببرنامج منظمة التحرير، فهو أمر لا نلتزم به لأن ذلك يعني تجريم المقاومة والاعتراف بإسرائيل".
وفي سياق الحديث عما يجري في الضفة عبر القيادي الفلسطيني عن قلقه البالغ إزاء الممارسات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وقال: "خطير جداً ما نراه اليوم من قبل السلطة في رام الله، والتصرف عملياً بشكل يومي كأن المقاومة منبوذة"، مشددا أن "لا أحد لديه التفويض في أن يجرم المفاوضة وينبذها".
وطالب مشعل بضرورة "توفير المناخ الإيجابي لهذه المصالحة، ومن ضمن ذلك الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية"، مؤكداً على "ضرورة التكافؤ بين الأطراف المتصالحة على طاولة الحوار"، وقال إنه تكلم مع عدد م وزراء الخارجية العرب وشرح لهم مطالب حركته "ولم يلمنا أحد لأنها مطالب منطقية".
وعن البرنامج السياسي الوطني في المرحلة القادمة أشار مشعل إلى أن "العدو الصهيوني لم يقدم موقفاً إيجابياً صريحاً من الحقوق الفلسطينية والعربية"، وبناء عليه فالمفاوض الفلسطيني "ليس مفوّضاً بقضية تبادل الأراضي، هذا ما اتفقنا عليه في وثيقة الوفاق الوطني، ولا أقل من حدود الرابع من حزيران، ولا بد من القدس التي احتلت عام 67 كاملة ولا بد من تفكيك المستوطنات، ولا بد من هدم الجدار ولا بد من السيادة الكاملة، ولا بد من حق العودة كاملاً وهو أمر اتفقنا عليه في اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني، والكل ملزم بتطبيق مفهوم العودة الذي اتفقنا عليه ووقعنا عليه".
وقال: "الرئاسة الفلسطينية وحكومة فياض اللاشرعية تتصرف ضمن خارطة الطريق من طرفٍ واحد"، مضيفاً: "هم يلتزمون بخارطة الطريق على قاعدة تجريم المقاومة وسلاحها ويشرعون الاعتقالات لمجرد وجود السلاح مع المقاومين".
وطالب مشعل قيادة حركة فتح بأن تركز على النقاط التوافقية لا على النقاط الخلافية، مشدداً على رفض حماس لاستدعاء التزامات منظمة التحرير والتصرف و"كأن المقاومة منبوذة".
وحول التهدئة قال مشعل: "إذا اضطرت المقاومة إلى تهدئة فهي اضطرارية"، مضيفا "في حوارات القاهرة التي لم تنعقد كانوا يريدون تمرير عبارة عن تهدئة بشكل مفتوح أي تتحول من خطوة تكتيكية مؤقتة إلى استراتيجية وهذا ما نرفضه بالمطلق" مؤكدا أن "المقاومة تضطر من حين إلى آخر إلى فترات مناورة".
وكرر مشعل موقف الحركة من رفض أي اتفاقات يتوصل إليها المفاوضون الفلسطينيون مع نظرائهم الإسرائيليين، وقال "إن الحركة لن تلتزم بشروط الرباعية أو بالتزامات منظمة التحرير التي تشير إلى نبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل".
وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى أن الحركة مستعدة للتعامل مع إدارة الرئيس الأميركي المقبل باراك أوباما بعقلٍ مفتوح، وعلى قاعدة احترام الحقوق الفلسطينية والعربية، لافتاً إلى أن المقاومة "لا ترفع البندقية في وجه الولايات المتحدة بل في وجه إسرائيل".
ورفض مشعل قبول شروط سياسية جديدة أو تغيير في البرنامج السياسي قائلا "إضافة شروط الرباعية أو التزامات منظمة التحرير الفلسطينية التي جرت في ظروف معينة لا تلزم حركة حماس لأن ذلك يعني نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وغيرها".
2008-11-25