ارشيف من :آراء وتحليلات

أربعة أسباب تحفز ساركوزي لإعادة إحياء اتفاق النورماندي الذي هيأ للقرار 1559

أربعة أسباب تحفز ساركوزي لإعادة إحياء اتفاق النورماندي الذي هيأ للقرار 1559

باريس - نضال حمادة

هناك عدد من الدلائل والتصريحات المتزايدة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ومن قبله الناطق الرسمي باسم الخارجية التي تدل على منحى جديد في السياسة الفرنسية تجاه لبنان وسوريا، وإن كان هذا غير واضح المعالم في المرحلة الحالية. لعل أبرز هذه التصريحات تلك المتعلقة بصواريخ سكود وضرورة مراقبة الحدود اللبنانية السورية، وهي تأتي في سياق تعزيز هذا الاتجاه عقب زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى واشنطن، والتي أسفرت عن تقارب فرنسي أميركي في ملف سوريا ولبنان يذكّر بالتقارب بين الرئيسين الفرنسي والأميركي السابقين جاك شيراك وجورج بوش في قمة النورماندي خريف عام 2004 والتي أنتجت القرار الدولي الشهير رقم 1559، الذي يصفه ريشارد لا بفيير في كتابه" بيروت ـ بغداد ـ بيروت، القصة السرية للقرار 1559" بأنه السبب الأساس في دخول لبنان دوامة عنف لم يشهدها من قبل.

في هذا السياق تصب التصريحات الجديدة لرئيس الديبلوماسية الفرنسية حول الحدود اللبنانية السورية، وهي تبدو غير متناغمة مع سياسة فرنسا المتبعة حيال دمشق وبيروت منذ تولي ساركوزي الرئاسة الفرنسية. كما أن كوشنير الذي لم يتوقف عن إطلاق التصريحات النارية ضد إيران، كان يحاذر دوماً الإدلاء بتصريحات نارية تتعلق بالملفين السوري واللبناني، كون الرجل يعتبر نفسه عراب مؤتمر الحوار اللبناني في مدينة (سيل سان كلو) في النصف الثاني من شهر تموز/يوليو عام 2007 عند تسلمه وزارة الخارجية في فرنسا، وهو توقف عن التصعيد الإعلامي ضد سوريا منذ زمن طويل.

من هنا فإن تصريحات كوشنير الجديدة لها دلالاتها التي لا تخفى على المراقبين الذين يعتبرون أن أسباب التقارب بين واشنطن وباريس حول الملف السوري ـ اللبناني موجودة في قصر الإليزيه، والمنظرون لهذا التقارب هم مستشارون مقربون من ساركوزي، كما يمكن تعداد أربعة أسباب تحفز ساركوزي للسير على خطى سلفه شيراك في هذا الموضوع.

أ - وجود مُنظر سياسة التقارب بين شيراك وبوش جان دافيد ليفيت في قصر الإليزيه، وهو يشغل منصب كبير مستشاري الرئيس الفرنسي.

ب ـ حاجة ساركوزي لقوة ونفوذ اللوبي اليهودي في أميركا، فضلا عن حاجته للتصالح مع الرئيس باراك أوباما عقب خسارة اليمين للانتخابات المحلية في فرنسا أوائل الشهر الماضي.

ج ـ حدة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا بعد انكشاف قرب إفلاس اليونان، والحديث عن تمدد الأزمة المالية إلى دول أوروبية منها اسبانيا والبرتغال، حيث تحتاج الأخيرة لمساعدات عاجلة بقيمة خمسة وعشرين مليار يورو، وتحميل الاوروبيين لمؤسسة غولدمان ساكس المالية الأميركية مسؤولية كبيرة في هذا الموضوع.

د - فشل سياسة التقارب الفرنسية مع سوريا من أجل إبعادها عن إيران، وهي السياسة التي اعتمدها ساركوزي وحجته الانفتاح، فباريس لا تنظر بعين الرضى لقمة دمشق الثلاثية التي جمعت الرئيسين بشار الاسد ومحمود أحمدي نجاد ومعهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.


2010-05-06