ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: دعم الأشقاء!!

كتب محمد يونس
وقف المواطن الفلسطيني أمام المعبر الفاصل بين غزة والأراضي المصرية يترقب بارقة أمل تكسر عنه وعن أهل غزة هذا الحصار الجماعي.
فقد بات أهل غزة يعيشون أوضاعا أعادتهم مئة سنة إلى الوراء، لكن من دون مقوّمات للعيش بسبب منع العدو حتى للطين من دخول القطاع، بينما يقف الجميع يشاهدون الغزيين يلفظون أنفاسهم من دون أن يتحرك فيهم أي وازع لا أخلاقي ولا إنساني ولا حتى ديني أو قومي.
نظر المواطن عينه إلى الناحية التي ما ظن أنها ستكون قاسية عليه لهذه الدرجة، ما فكر يوما أن تدير ظهرها له وتتركه لقمة سائغة بين أنياب هذا الوحش، وبرغم ذلك بقي الأمل يمنعه من التصديق أن هذا قد يحصل، فتسمرت عيناه في أفق بعيد لعله يلوح ما يبشّر به جوع ناسه وأطفاله وعياله.
فجأة لاحت في ذاك الأفق غبرة استبشر خيرا وارتخت معالم وجهه التي تعبت من كثرة ما قطبت، هو الأمل يتقدم ويتقدم، وما إن اقتربت الصورة ووضحت معالمها حتى سيطرت على الوجه المسكين ذاته علامات الدهشة مجبولة بخيبة الأمل وعدم التصديق.
إنها الحقيقة المرة فلقد أرسلت له تلك الناحية تعزيزات عسكرية ضخمة حتى تمنع أهل غزة من كسر الحصار والتوجه إلى نصفهم الثاني، أكثر من أربعمئة عسكري من مكافحي الشغب قدموا إلى الجانب الآخر من رفح ليس لفتح المعبر وإدخال المؤن والمواد الغذائية والوقود، بل لمنع أبناء غزة من محاولة كسر الحصار بأيديهم، والأنكى من ذلك أن هذا الإجراء تزامن مع تفقد وفد عسكري أميركي الحدود المصرية مع غزة.
عاد المواطن إلى رشده وعادت إليه واقعيته، عندها أقسم أنه لن يسأل بعد الآن عن دعم الأشقاء...
الانتقاد/ العدد1318 ـ 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
وقف المواطن الفلسطيني أمام المعبر الفاصل بين غزة والأراضي المصرية يترقب بارقة أمل تكسر عنه وعن أهل غزة هذا الحصار الجماعي.
فقد بات أهل غزة يعيشون أوضاعا أعادتهم مئة سنة إلى الوراء، لكن من دون مقوّمات للعيش بسبب منع العدو حتى للطين من دخول القطاع، بينما يقف الجميع يشاهدون الغزيين يلفظون أنفاسهم من دون أن يتحرك فيهم أي وازع لا أخلاقي ولا إنساني ولا حتى ديني أو قومي.
نظر المواطن عينه إلى الناحية التي ما ظن أنها ستكون قاسية عليه لهذه الدرجة، ما فكر يوما أن تدير ظهرها له وتتركه لقمة سائغة بين أنياب هذا الوحش، وبرغم ذلك بقي الأمل يمنعه من التصديق أن هذا قد يحصل، فتسمرت عيناه في أفق بعيد لعله يلوح ما يبشّر به جوع ناسه وأطفاله وعياله.
فجأة لاحت في ذاك الأفق غبرة استبشر خيرا وارتخت معالم وجهه التي تعبت من كثرة ما قطبت، هو الأمل يتقدم ويتقدم، وما إن اقتربت الصورة ووضحت معالمها حتى سيطرت على الوجه المسكين ذاته علامات الدهشة مجبولة بخيبة الأمل وعدم التصديق.
إنها الحقيقة المرة فلقد أرسلت له تلك الناحية تعزيزات عسكرية ضخمة حتى تمنع أهل غزة من كسر الحصار والتوجه إلى نصفهم الثاني، أكثر من أربعمئة عسكري من مكافحي الشغب قدموا إلى الجانب الآخر من رفح ليس لفتح المعبر وإدخال المؤن والمواد الغذائية والوقود، بل لمنع أبناء غزة من محاولة كسر الحصار بأيديهم، والأنكى من ذلك أن هذا الإجراء تزامن مع تفقد وفد عسكري أميركي الحدود المصرية مع غزة.
عاد المواطن إلى رشده وعادت إليه واقعيته، عندها أقسم أنه لن يسأل بعد الآن عن دعم الأشقاء...
الانتقاد/ العدد1318 ـ 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008