ارشيف من :أخبار لبنانية

عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون لـ"الانتقاد": ذهاب العماد عون الى سوريا زيارة لمسقط رأس مار مارون

عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون لـ"الانتقاد": ذهاب العماد عون الى سوريا زيارة لمسقط رأس مار مارون

حاوره: حسين عواد
عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون لـ"الانتقاد": ذهاب العماد عون الى سوريا زيارة لمسقط رأس مار مارونالنبرة العالية التي يلجأ إليها الفريق الاذاري مع اقتراب المسافة من الاستحقاق الانتخابي ليست إلا من قبيل "المأزق الذي يعيشه هذا الفريق"، برأي النائب الزحلاوي سليم عون.. الواثق من ان "نتائج الانتخابات النيابية ستكون لمصلحة المعارضة"..
النائب عون قال لـ"الانتقاد" إن الكلام المفبرك الجاري حالياً على الساحة المسيحية وخاصة حول زيارة العماد ميشال عون لسوريا دليل على "الانزعاج  من هذه الزيارة التي تصب في مصلحة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً"، مذكراً بالرهان الاذاري على الاميركي "الذي لم يحمِ مسيحيي العراق".
وسأل عن "حق هؤلاء بزيارة السعودية ومصر واميركا والدول الأوروبية، وعندما يذهب العماد عون الى سوريا تقوم الدنيا ولا تقعد.. فعون ينطلق من قاعدة كونه لبنانياً مسيحياً مشرقياً، وخياره هو من أبقى المسيحيين في لبنان والعراق وسوريا مرفوعي الرأس".
"الانتقاد" سألت عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون عن المستجدات على الساحة اللبنانية عامة والمسيحية خاصة، لا سيما حول زيارة عون المرتقبة الى سوريا، وما يدور في فلكها.

هناك كلام سياسي عالي النبرة، هل سنشهد مزيداً منه كلما اقتربنا من الاستحقاق الانتخابي؟
ـ صحيح، هذا مردّه إلى الخوف والقلق الذي يشعر به فريق 14 شباط كلما اقتربنا من الانتخابات، وبالتالي سنشهد تصعيدا كلاميا ومحاولة إثارة بعض الغرائز، وربما لا أعرف إلى أي مدى سيصلون بتصعيدهم، خصوصاً بعدما خسروا كل الوعود التي وعدوا بها.

.. في المقلب الآخر هناك من يتحدث عن شعور فريق المعارضة باقتراب الخسارة، وان حوادث الاغتيالات وخلافه قد تنتج حيال ذلك؟
ـ هم يحاولون دائما استباق الأمور، وتوجيه الاتهام إلى الفريق الآخر من باب الاستغلال السياسي، والتي لن يكون لها أي مفعول، لا بل العكس، نحن نشعر يوما بعد يوم ان الانتخابات تتجه لمصلحتنا، وان وضع المعارضة في تحسن مطّرد، وان كل الرهانات الى راهن عليها هذا الفريق على الخارج في تراجع مستمر، بدءاً من التغيير الحاصل مع وصول اوباما إلى الحكم، وصولا إلى الأفق المسدود للسياسة الأميركية في المنطقة، وغرقه في المستنقع العراقي، إلى سقوط المشاريع حول الشرق الأوسط الجديد وضرب المقاومة، واليوم الإدارة الجديدة تحاول أن تفتش عن طريقة أخرى في التعاطي مع ملفات المنطقة، وبالتالي شئنا أم أبينا الانعكاس سيكون بشكل ايجابي علينا في لبنان، وعليه فان الفريق الشباطي شعر انه مجرد دمى تحركهم مصالح الآخرين، وبالتالي الناخب يرى ما يدور من حوله من متغيرات على صعيد المنطقة، لا سيما من كان يراهن على الأميركي، فوجد انه من الاهون عليه ان يأخذ خيار المصلحة الوطنية، والوحدة الوطنية، المنسجم مع محيطه ومع قضاياه المحقة.

ألا تعتقد انك تبالغ بعض الشيء عندما تقول ان الفريق الآخر خسر كل رهاناته في حين ان احد صقور 14 اذار عاد للتو من واشنطن وسيكرر زيارته مرة اخرى؟
ـ لا تنسَ ان وليد جنبلاط هو أول من شعر بهذه التغيرات، وهو عندما وجد طريق العودة الى دمشق مقفلة ذهب بعيداً بهذا الاتجاه لأنه لم يجد أمامه خياراً آخر، الي اين سيذهب.. لا احد يعرف.

من هنا كيف تقرأ خطاب الرئيس أمين الجميل عندما دعا الى التوازن بين السلطتين المركزية والمناطقية، هل هي دعوة إلى الفدرالية؟
عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون لـ"الانتقاد": ذهاب العماد عون الى سوريا زيارة لمسقط رأس مار مارونـ ما ذهب إليه الرئيس امين الجميل هو اكبر دليل على عمق المأزق الذي يمر به فريق 14 شباط، لذلك هم يرفعون النبرة عالياً، ظناً منهم ان هذا النوع من الخطاب سيكسبهم بالسياسة في الانتخابات النيابية او سيزيدون من أصوات ناخبيهم، لكن هم لا يدركون ان الناخب اللبناني عموما والناخب المسيحي خصوصا واع لكل هذه المشاريع السياسية، ويعرف أن رهان هؤلاء رهان خاسر، وهذا الفريق "استوى" وبدأ "يهر"، وبالتالي هذا النوع من الخطابات يدل على الكثير من القلق والهلع من المرحلة القادمة، وبالتالي الناخب المسيحي أدرك أين هي خياراته السياسية الصحيحة.

وهل خياراته بذهاب العماد ميشال عون الى سوريا؟
ـ سبق للجنرال عون ان حدد خياراته في السابق عندما أوضح انه عندما تخرج سوريا من لبنان سيكون هناك صفحة جديدة، وأسال هل علينا ان نسعى للحرب  لمجرد الحرب ام أن الهدف هو الوصول إلى سلام، ونحن نعتبر ان الحل الطبيعي بين دولتين متجاورتين هو السلام وليس الحرب، والسؤال يفترض ان يكون هو: هل جاء وقت هذه الزيارة أم لا، لا ان نسأل لماذا هذه الزيارة؟ ونقول ان زيارة سوريا حان أوانها خصوصاً ان بعض الملفات العالقة وضع حل لها، فيما الملفات الأخرى في طريقها إلى الحل. وهل نريد ان نقيم العلاقة بواسطة "الروموت كنترول".

البعض يأخذ عليكم انكم تسرعتم في تلبية دعوة الزيارة، وخصوصا ان هناك ملفات عالقة تنتظر إيجاد حلول لها؟
ـ الحلول بدأت من إتمام الاتفاق على تبادل العلاقات الدبلوماسية بين رئيس الجمهورية اللبنانية والرئيس السوري، أما في موضوع ترسيم الحدود فوضع على النار، ثم هناك ملف المفقودين، وهو ملف أخذه على عاتقه رئيس الجمهورية، وبالتالي هذه الزيارة تأتي في سياق المساعدة لحل الأمور العالقة، وترطيب الاجواء، ولكن لا ننسى ان هذا الموضوع في عهدة الرئيس ولا مجال للمزاحمة معه، وبالتالي توقيت الزيارة جاء متأخرا برأينا، وليس كما يقال متسرعا، وبالتالي إذا لم نعمل على تنقية الأجواء مع سوريا فان ذلك يؤزم الأمور ولا يحلها، والمفارقة هنا ان الذين يدعون ان هذه الزيارة تضر بالجنرال هم الاخصام، أنا لا اعرف كيف تضر الجنرال، وإذا كانت فعلاً تضره كان عليهم أن يكونوا مسرورين لا معترضين على الزيارة.

الغريب كيف أن وقت فريق الموالاة يتخذ من الهجوم على سوريا مادة لكسب سياسي نجد العماد عون يذهب الى سوريا؟
ـ لماذا لا نقول ان سوريا هي من تتجه نحو عون بعد الخلاف معه، لماذا لا يكون الكلام المعاكس.. علينا ان نعرف ماذا نريد من سوريا، إذا كانت الدولة اللبنانية تريد قطع العلاقات فنحن أول من سينفذ لكوننا جزءا من الدولة اللبنانية، انطلاقاً من المصلحة الوطنية، ولكن لا يجوز ان نقول انه يفترض ان تكون هناك علاقة سليمة مع سوريا، وعندما تقوم جهة بزيارة سوريا تقوم الدنيا ولا تقعد، لماذا مثلاً سعد الحريري يزور السعودية والآخرون يزورون مصر واميركا وأوروبا، ولكن لنكن صريحين هم منزعجون لان هذا الحظر انكسر، وعلى أي حال فان الرأي العام اللبناني سيقتنع عندما تحقق الزيارة النتائج المرجوة على كل الصعد، وطريقة التعاطي مع الجنرال من قبل السوريين.

هذا بالنسبة للرأي العام اللبناني ماذا عن الرأي العام المسيحي؟
ـ انا أسال مسقط رأس مار مارون أين؟ اليوم العماد عون ذاهب لزيارة مسقط رأس مار مارون، وخيارنا اليوم هو الذي ابقى المسيحيين في لبنان وسوريا وفي العالم العربي مرفوعي الرأس، أما الآخرون ومن وراء رهاناتهم على الأميركي ماذا حل بالمسيحيين في العراق، ثم نحن أولاد هذه المنطقة، نحن شرقيون لا غرباء، كما قال العماد عندما سئل عن زيارته لسوريا، قال أنا لبناني مسيحي مشرقي، واليوم المسيحي سيدرك مدى المصلحة التي ستتحقق من زيارة العماد عون لسوريا، لماذا نريد ان نضع المسيحي في خانة المتزمت والمنغلق على نفسه، فالغرب يزعجه الانفتاح المسيحي على الآخر، وهم يريدون كل أديان المنطقة ان تنغلق على نفسها لان ذلك سيفشل كل مخططاتهم.

ماذا عن اللقاء الذي عقد قبيل أيام في بعلبك حول أوضاع منطقة البقاع؟
ـ السلطة سبق ان تعاطت بخفة مع مطالب هذه المنطقة، وخاصة على أبواب الشتاء، حيث سعر المازوت على حاله برغم انخفاض سعر برميل النفط عالميا، ونحن حذرنا الحكومة ان لم تأخذ بالمطالب المحقة لجهة تخفيض اسعار هذه المادة فسوف نلجأ الى السلبية، لأن هذه السلطة لا تفهم إلا عن طريق الضغط، وعلى أي حال هناك خطوات ستتخذ ما لم يؤخذ بالمطالب.
الانتقاد/ العدد1318 ـ 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008

2008-11-25