دمشق ـ راضي محسن
اتفقت سورية والاتحاد الأوروبي على موعد الرابع عشر من الشهر المقبل للتوقيع بالأحرف الأولى على النص المحدث لاتفاقية الشراكة السورية الأوروبية التي جُمِدت المصادقة النهائية عليها منذ نحو أربع سنوات.
وكان الجانبان وقعا أواخر العام 2004 الاتفاقية بالأحرف الأولى إلا أن إجراءات المصادقة عليها توقفت من قبل الأوروبيين بسبب توتر العلاقة مع دمشق إثر اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري واتهام سورية بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته بشدة.
وأكد بيان مشترك صدر في ختام مباحثات نائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر في بروكسل اتفاق الجانبين على جميع القضايا المتعلقة بتحديث اتفاق الشراكة السورية الأوروبية بغرض توقيعه في المستقبل القريب.
وشدد البيان على أهمية النتائج الناجحة للاجتماع وقال إن الدردري وفالدنر اتفقا على اللقاء مجدداً في دمشق في الرابع عشر من الشهر المقبل للتوقيع بالأحرف الأولى على النص المحدث بهدف عرضه للتصديق عليه من قبل السلطات المعنية لدى الجانبين.
وأكد البيان أن هذا الإنجاز يعتبر خطوة مهمة في العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وسورية وهو مبني على الرغبة المشتركة والمصالح المتبادلة لكلا الطرفين.
وتأتي هذه التطورات نتيجة الانفتاح الأوروبي على سورية والذي بدأ بوضوح منذ أن قام الرئيس بشار الأسد منتصف شهر تموز/يوليو الماضي بزيارة إلى باريس وعقد قمة ثنائية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي زار دمشق أوائل أيلول/سبتمبر الماضي.
وفي باريس، قدم ساركوزي "التزاماً" لدمشق "باعتباره رئيساً لمجلس أوروبا بأنه سيتخذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإطلاق عملية المصادقة عليه في أقرب وقت ممكن".
وسورية هي الدولة الوحيدة من دول "إعلان برشلونة" التي لم توقع بشكل نهائي على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى إنشاء سوق حرة بين الدول المتوسطية بنهاية الفترة الانتقالية المحددة في سنة 2010.
وكانت فالدنر اعتبرت في مؤتمر صحفي أول أمس عقب محادثاتها مع الدردري أن اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية هي المكان الأمثل لتعميق العلاقات بين الطرفين معربة عن عزمها تقديم مقترح للدول الأعضاء في الاتحاد من أجل توقيع الاتفاقية في المستقبل لأن ذلك يصب في مصلحة الطرفين.