ارشيف من :آراء وتحليلات
فشل المفاوضات غير المباشرة قبل أن تبدأ.. ولا حل أمام الفلسطينيين إلا المقاومة

حسان ابراهيم
ليس خافيا، او مستغربا، الحديث عن فشل المفاوضات، غير المباشرة، بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية، اذ يدرك الجميع ان مآلها الى الفشل، لا محالة، بل ان من يدفع باتجاهها يدرك ايضا، انه من شبه المؤكد فشلها.
يخوض رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المفاوضات غير المباشرة مضطراً في ظل الضغط الاميركي المفعّل حياله، لا رغبة منه في التفاوض مع الفلسطينيين، اذ ليس لديه النية او الارادة كي "يتنازل" عن شيء، حتى وإن كانت المسألة تتعلق بمواضيع شكلية. اما رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فيخوض المفاوضات لأنها علة وجوده ولا يوجد اي مبرر له كي ينوجد، ككيان سياسي، ضمن الطروحات التسووية التي ينادي بها، الا من خلال خوض المفاوضات مع "اسرائيل"، سواء كانت شكلية او غير شكلية، وسواء ادرك انها ستؤول الى الفشل ام الى النقيض من ذلك. في حين ان رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما، يفرض المفاوضات على الجانبين ربطا بملفات المنطقة والمصالح الاميركية في ساحاتها.
بعيدا عن الحقوق الفلسطينية، التي لا حياد عنها، يفترض بأصل التفاوض بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية ان تبحث حدود الدولة الفلسطينية ضمن الهزيمة العربية عام 1967، والقدس واللاجئين، وايضا مستوى السيادة الفلسطينية على حدود هذه الدولة. بحسب نتنياهو، الذي "رضي" بدولة فلسطينية بحدود موقتة، لم يرض عن اي شيء آخر، الامر الذي افرغ هذه الدولة، المفرغة اصلا، من معناها السيادي، فهو يشترط ان تكون منزوعة السلاح، كما يشترط ان تكون حدودها الشرقية مع الاردن مسيطرا عليها من قبل الجيش الاسرائيلي، كما انه يشترط أيضا الاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية، مع ابقاء القدس بشطريها، الشرقي والغربي، موحدة وعاصمة "ابدية" للكيان الاسرائيلي.
يدخل نتنياهو المفاوضات غير المباشرة ضمن هذه الشروط، وهي شروط مسبقة ويعلنها دون اي تردد او مواربة. وبرغم ذلك يجلس رئيس السلطة الفلسطينية معه بشكل "غير مباشر" الى طاولة التفاوض، برعاية اميركية. يتهم الاسرائيليون محمود عباس بأنه يدرك ان المفاوضات لن تفضي الى نتيجة، وان الاعلان عن فشلها امر لا مناص منه. وهذا اتهام صحيح وواقعي ومنطقي، وبالتالي فان مفاوضات عباس وإن كانت غير مباشرة ليست الا مساعدة يقدمها للحكومة الاسرائيلية الحالية كي تتملص حتى من الأهداف التي ترسمها السلطة الفلسطينية لنفسها في اطار منطق التفاوض والتسوية مع اسرائيل، بعيدا عن المقاومة ومنطقها، اي ان عباس يضر حتى بمنطق التسوية الذي ينادي به، لكن الارادة الاميركية هي الحاكمة وهي التي تفرض عليه التصرف، فكان لها ما تريده.
يفترض بالمفاوضات غير المباشرة ان تستمر أربعة اشهر، ومن بعدها سيعلن عن فشلها. وحديث الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية، وايضا الادارة الاميركية، كما تسرب للاعلام في الفترة الاخيرة، يشير الى وجود نية اميركية للاعلان عن حل ما يجري عرضه على الجانبين، الاسرائيلي والفلسطيني، ويعمل في المقابل على الترويج له دوليا، اي فرضه فرضا.. هل ستصدق التسريبات، وهل ينوي اوباما او يمكنه ان يطرح حلا بالفعل، برغم كل ما يحيطه من ضغوط وموانع داخلية، ليس اقلها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.. وفي حال اقدم بالفعل على طرح حل، فهل سيرضى الطرف الاسرائيلي به، وفي حال رضي به، على فرض ذلك، فهل سيقدم على تنفيذه.. انها اسئلة مرحّلة الى ما بعد الاشهر الاربعة، لكن يمكن ان يقال دون كثير من المجازفة: اذا كانت الادارة الاميركية غير قادرة على ايقاف الاستيطان، بل ايقاف الحديث عنه شكليا، حتى في حي واحد من احياء القدس، فهل يمكنها ان تطرح حلا وتفرض تنفيذه على اسرائيل.. السؤال واضح، واوضح منه هو الاجابة.
على الطرف الفلسطيني الرسمي، اي السلطة الفلسطينية، ان يدرك ان اسرائيل لن "تتنازل" ما لم تكن مضطرة الى ذلك، لقد ثبت ان الادارة الاميركية غير قادرة على فعل ذلك، حتى وإن كانت تريد هذا المنحى، وبالتالي لا يبقى من جهة تفرض على اسرائيل التراجع سوى المقاومة وتلمسها سخونة الخطر والتهديد... والانسحاب من قطاع غزة لم يكن منّة من اريئيل شارون للفلسطينيين، فليس من عادته القيام بذلك، وهو القائل ان نتساريم حكمها حكم تل ابيب، كما ان الاميركيين لم يطلبوا منه ذلك، بل حاولوا منعه كما تشير تسريبات اسرائيلية حول هذه المسألة، لقد شعرت اسرائيل بسخونة الخطر، خطر المقاومة، وكانت مضطرة الى الانسحاب، وهذا ما قامت به.. وما دام ان السلطة الفلسطينية تسلك طريق التسوية والليونة وذرف الدموع، وتواصل الابتعاد عن منطق المقاومة، فلن تحقق اياً من مساعيها.. لقد ثبتت نتيجة المقاومة وثبتت نتيجة نقيضها.
ليس خافيا، او مستغربا، الحديث عن فشل المفاوضات، غير المباشرة، بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية، اذ يدرك الجميع ان مآلها الى الفشل، لا محالة، بل ان من يدفع باتجاهها يدرك ايضا، انه من شبه المؤكد فشلها.
يخوض رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المفاوضات غير المباشرة مضطراً في ظل الضغط الاميركي المفعّل حياله، لا رغبة منه في التفاوض مع الفلسطينيين، اذ ليس لديه النية او الارادة كي "يتنازل" عن شيء، حتى وإن كانت المسألة تتعلق بمواضيع شكلية. اما رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فيخوض المفاوضات لأنها علة وجوده ولا يوجد اي مبرر له كي ينوجد، ككيان سياسي، ضمن الطروحات التسووية التي ينادي بها، الا من خلال خوض المفاوضات مع "اسرائيل"، سواء كانت شكلية او غير شكلية، وسواء ادرك انها ستؤول الى الفشل ام الى النقيض من ذلك. في حين ان رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما، يفرض المفاوضات على الجانبين ربطا بملفات المنطقة والمصالح الاميركية في ساحاتها.
بعيدا عن الحقوق الفلسطينية، التي لا حياد عنها، يفترض بأصل التفاوض بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية ان تبحث حدود الدولة الفلسطينية ضمن الهزيمة العربية عام 1967، والقدس واللاجئين، وايضا مستوى السيادة الفلسطينية على حدود هذه الدولة. بحسب نتنياهو، الذي "رضي" بدولة فلسطينية بحدود موقتة، لم يرض عن اي شيء آخر، الامر الذي افرغ هذه الدولة، المفرغة اصلا، من معناها السيادي، فهو يشترط ان تكون منزوعة السلاح، كما يشترط ان تكون حدودها الشرقية مع الاردن مسيطرا عليها من قبل الجيش الاسرائيلي، كما انه يشترط أيضا الاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية، مع ابقاء القدس بشطريها، الشرقي والغربي، موحدة وعاصمة "ابدية" للكيان الاسرائيلي.
يدخل نتنياهو المفاوضات غير المباشرة ضمن هذه الشروط، وهي شروط مسبقة ويعلنها دون اي تردد او مواربة. وبرغم ذلك يجلس رئيس السلطة الفلسطينية معه بشكل "غير مباشر" الى طاولة التفاوض، برعاية اميركية. يتهم الاسرائيليون محمود عباس بأنه يدرك ان المفاوضات لن تفضي الى نتيجة، وان الاعلان عن فشلها امر لا مناص منه. وهذا اتهام صحيح وواقعي ومنطقي، وبالتالي فان مفاوضات عباس وإن كانت غير مباشرة ليست الا مساعدة يقدمها للحكومة الاسرائيلية الحالية كي تتملص حتى من الأهداف التي ترسمها السلطة الفلسطينية لنفسها في اطار منطق التفاوض والتسوية مع اسرائيل، بعيدا عن المقاومة ومنطقها، اي ان عباس يضر حتى بمنطق التسوية الذي ينادي به، لكن الارادة الاميركية هي الحاكمة وهي التي تفرض عليه التصرف، فكان لها ما تريده.
يفترض بالمفاوضات غير المباشرة ان تستمر أربعة اشهر، ومن بعدها سيعلن عن فشلها. وحديث الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية، وايضا الادارة الاميركية، كما تسرب للاعلام في الفترة الاخيرة، يشير الى وجود نية اميركية للاعلان عن حل ما يجري عرضه على الجانبين، الاسرائيلي والفلسطيني، ويعمل في المقابل على الترويج له دوليا، اي فرضه فرضا.. هل ستصدق التسريبات، وهل ينوي اوباما او يمكنه ان يطرح حلا بالفعل، برغم كل ما يحيطه من ضغوط وموانع داخلية، ليس اقلها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.. وفي حال اقدم بالفعل على طرح حل، فهل سيرضى الطرف الاسرائيلي به، وفي حال رضي به، على فرض ذلك، فهل سيقدم على تنفيذه.. انها اسئلة مرحّلة الى ما بعد الاشهر الاربعة، لكن يمكن ان يقال دون كثير من المجازفة: اذا كانت الادارة الاميركية غير قادرة على ايقاف الاستيطان، بل ايقاف الحديث عنه شكليا، حتى في حي واحد من احياء القدس، فهل يمكنها ان تطرح حلا وتفرض تنفيذه على اسرائيل.. السؤال واضح، واوضح منه هو الاجابة.
على الطرف الفلسطيني الرسمي، اي السلطة الفلسطينية، ان يدرك ان اسرائيل لن "تتنازل" ما لم تكن مضطرة الى ذلك، لقد ثبت ان الادارة الاميركية غير قادرة على فعل ذلك، حتى وإن كانت تريد هذا المنحى، وبالتالي لا يبقى من جهة تفرض على اسرائيل التراجع سوى المقاومة وتلمسها سخونة الخطر والتهديد... والانسحاب من قطاع غزة لم يكن منّة من اريئيل شارون للفلسطينيين، فليس من عادته القيام بذلك، وهو القائل ان نتساريم حكمها حكم تل ابيب، كما ان الاميركيين لم يطلبوا منه ذلك، بل حاولوا منعه كما تشير تسريبات اسرائيلية حول هذه المسألة، لقد شعرت اسرائيل بسخونة الخطر، خطر المقاومة، وكانت مضطرة الى الانسحاب، وهذا ما قامت به.. وما دام ان السلطة الفلسطينية تسلك طريق التسوية والليونة وذرف الدموع، وتواصل الابتعاد عن منطق المقاومة، فلن تحقق اياً من مساعيها.. لقد ثبتت نتيجة المقاومة وثبتت نتيجة نقيضها.