ارشيف من : 2005-2008

خبير الخرائط في الأمم المتحدة يستأنف الترسيم في مزارع شبعا

خبير الخرائط في الأمم المتحدة يستأنف الترسيم في مزارع شبعا

وترسيمها، موضع الخلاف في مزارع شبعا.‏

وأوضح أنه قبل بضعة اسابيع كان بنتر قد أبدى تقديره، استنادا الى مراجعة خرائط ووثائق تلقاها من حكومة لبنان بان مساحة مزارع شبعا تبلغ بين 20 ـ 40 كيلو متر مربع. وأشار إلى أن بنتر سيتجول هذا الأسبوع في المنطقة في محاولة للتقدم في الترسيم وعرض معطيات أكثر دقة.‏

وقد ترأس بنتر في الماضي خدمات ترسيم الامم المتحدة، وكان مسؤولاً عن ترسيم «الخط الازرق» على الحدود الشمالية، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، في أيار .2000 وبعد ذلك أحيل إلى التقاعد، ولكنه طولب بالعودة للمساعدة كمستشار في حل مشكلة شبعا.‏

وأوضح بن أن لبنان يرى أن مزارع شبعا أرض لبنانية، لكن إسرائيل تعتقد أنها جزء من هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا في العام ,1967 ولهذا فإن مستقبلها ينبغي أن يتقرر في المفاوضات المستقبلية مع السوريين. وشدّد على أن الامم المتحدة أيدت قبل سبع سنوات موقف إسرائيل عند تحديد «الخط الازرق»، ولكن لبنان لم يتراجع عن ادعاءاته، ورئيس حكومته فؤاد السنيورة اقترح إبان الحرب العام الماضي بان تنقل اسرائيل الاراضي موضع الخلاف كوديعة بيد الامم المتحدة الى أن تحدد سوريا ولبنان حدودهما وتقررا لمن تعود المزارع.‏

ووافقت الأمم المتحدة على حث العثور والترسيم للمنطقة كخطوة أولية، الى أن يتاح التقدم السياسي. معالجة أمر مزارع شبعا يعتبر وزناً مضاداً لحث معالجة مطالب إسرائيل في توثيق الرقابة على تهريب السلاح من سوريا الى حزب الله.‏

وأشار بن إلى أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت، فكر قبل حرب لبنان بالانسحاب من مزارع شبعا، ولكنه لم يدفع الفكرة الى الامام. وإبان الحرب رفض اولمرت اقتراحاً من الولايات المتحدة لنقل المزارع الى الامم المتحدة بدعوى أن الأمر سيكون جائزة للإرهاب ولعدوان حزب الله. وقبل بضعة أشهر قال أولمرت لشخصيات أجنبية إن اسرائيل ستوافق على حل المشكلة كجزء من تسوية شاملة للوضع في الحدود الشمالية، بل وعد حتى بـ«احتفال» لنقل المنطقة اذا ما قررت الامم المتحدة بأن المزارع تعود إلى لبنان. كما ان شخصيات إسرائيلية أخرى ردت بـ«نعم ولكن»، على اقتراح أن تنسحب إسرائيل من هناك.‏

وبحسب محافل عالجت الموضوع، فإن لإسرائيل أسباباً وجيهة لعدم الانسحاب من شبعا. أولاً، مثل هذا الانسحاب سيعتبر اعترافاً بفشل الحرب وإنجازاً لحزب الله. ثانياً، المنطقة في سفوح جبل الشيخ لها أهمية استراتيجية. ثالثاً، في نطاق مزارع شبعا يوجد موقع عتيق، «جبل البتريين»، حسب التقاليد وجد فيه «العهد بين البتريين»، بين الله وابراهيم. وستعارض الاحزاب الدينية بالتأكيد الانسحاب من هناك. رابعاً، ينطبق على المنطقة «قانون الجولان»، الذي يستوجب تأييد 61 نائباً من الكنيست بتسليمها الى جهة اجنبية.‏

وخلص بن إلى أنه لكل هذه الأسباب، يمكن التقدير بأن إسرائيل لن توافق في المستقبل المنظور على بحث جدي للانسحاب من مزارع شبعا، والأمر سيبقى على جدول الاعمال كمشكلة غير محلولة في العلاقات الحدودية بين إسرائيل ولبنان.‏

المصدر : صحيفة «السفير» اللبنانية‏

2007-09-07