ارشيف من : 2005-2008

العماد سليمان في امر اليوم بعد استكمال السيطرة على مخيم البارد: باسمكم اهدي هذا الانتصار الى ارواح شهداء الجيش والمقاومة الذين افتدوا الوطن بأرواحهم الطاهرة

العماد سليمان في امر اليوم بعد استكمال السيطرة على مخيم البارد: باسمكم اهدي هذا الانتصار الى ارواح شهداء الجيش والمقاومة الذين افتدوا الوطن بأرواحهم الطاهرة

باسم الوحدة الوطنية، ترفعون رايان النصر على الارهاب، بعد ان حققتم وصية رفاقكم الشهداء، وأنجزتم بكل أمانة واخلاص ما عاهدتم شعبكم به، وهو تحقيق العدالة كاملة من دون نقصان. اليوم، ترتاح ارواح الشهداء في عليائها، وتتبلسم جراح رفاقكم العسكريين، ويطمئن الأهل الى عودة الحق الى نصابه، فيما يتطلع الوطن اليكم من اقصاه الى اقصاه بكل فخر واعتزاز، وقد أزحتم بنهر دمائكم وتضحياتكم، غبار الهم عن جسمه الجريح، وفتحتم له طريقا الى رحاب السيادة والحرية والاستقلال.‏

لقد قاتلم بشجاعة فائقة وبطولة قل نظيرها، وصبرتم بحجم ايمانكم بقضيتكم، متمسكين بقسمكم، ووحدتكم التي أذهلت العالم، كما أظهرتم كفاءة عسكرية استثنائية في الميدان، لا تقتصر على ما لديكم من مهارات قتالية فحسب، انما ايضا من خلال ابداعكم الذي تجلى في تطويع الآلة، واستخدامكم للامكانيات المتوافرة لديكم وعلى قلتها، بأفضل الطرق وبالانتاجية القصوى، مستندين في ذلك الى ارادتكم الصلبة وقوة الحق الذي انتصرتم له، الأمر الذي سيجعل من معركة نهر البارد مدرسة عسكرية بحد ذاتها، تستلهم منها الجيوش فنون القتال والأساليب الخاصة في مواجهة الارهاب.‏

ايها العسكريون‏

اعلموا ان الانتصار الذي تحقق بفضل سواعدكم وتضحياتكم هو ملك للشعب اللبناني بأسره، هذا الشعب الذي تحلق حولكم بكل انتماءاته ومناطقه وأطيافه، في مشهد وطني رائع لم يسبق له مثيل، وبأن ضريبة الدم التي دفعها الجيش وعلى جسامتها تبقى أقل بكثير من الثمن الذي كان سيدفعه الوطن فيما لو بقيت يد الارهاب طليقة تعبث بربوعه، وهذه الضريبة التي تأتى قسم منها بسبب الغدر هي دليل قاطع على مناقبيتكم العسكرية بالتزامكم قانون الحرب، وحرصكم على ارواح المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين، واستعدادكم لتقديم الدماء من دون حساب دفاعا عن السيادة والكرامة الوطنية، سيما وانها بنتائجها ستكون عبرة لكل من تسول له نفسه لاحقا العبث بأمن الوطن واستقراره.‏

ايها العسكريون‏

احتراما لقدسية دماء الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 ومواجهة الارهاب في نهرالبارد، ادعوكم الى الالتزام بالثوابت الوطنية والتمسك بالانضباط الذي هو الأساس في بنيان المؤسسة العسكرية وقوتها ومناعتها، والى ابقاء بندقيتكم مصوبة في الاتجاه الصحيح نحو العدو الاسرائيلي، ونحو الارهاب المتربص شرا بالوطن حتى اجتثاثه من جذوره.‏

باسمكم اهدي هذا الانتصار الى ارواح شهداء الجيش والمقاومة الذين افتدوا الوطن بأرواحهم الطاهرة، والى عائلاتهم الأبية الصابرة، والى العسكريين الجرحى وكل اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين الذين نبذوا بكليتهم ظاهرة الارهاب ووقفوا الى جانبكم طوال فترة المواجهات، فلنمض معا يدا بيد في مسيرة اعادة البناء والاعمار وتحصين الوحدة الوطنية، وحماية الامن والاستقرار، فننتصر دائما وينتصر بنا لبنان".‏

2007-09-03