ارشيف من : 2005-2008

من أي طينة؟

من أي طينة؟

وسوريا بأنهما المسؤولتان عن التدهور الحاصل في ذلك البلد المحتل من قبل الأميركيين، خطر لي سؤال هو لو أن إيران أو سوريا قامت باحتلال المكسيك مثلا، هل كان موقف الولايات المتحدة هو هو مما تدعي أن هذين البلدين يقومان به، وهو تصعيب مهمة الاحتلال؟‏

من استمع لكلام بترايوس والسفير الأميركي كروكر يظن لوهلة أنهما كانا يتحدثان عن ولاية من الولايات الأميركية، وكيف أنها تتعرض لتدخل خارجي سافر في شؤونها يمنع استقرارها، وليس عن بلد يقع وراء المحيطات قام الأميركيون باحتلاله وتخريبه وتدمير مدنه وقراه وقتل سكانه وبث الفتن والفوضى الخلاقة في صفوفهم.‏

يظن أنهما يتكلمان عن بلدين قد حشدا قواتهما وجميع أدوات نفوذهما وقدما من وراء البحار إلى ولاياتهم ليصعبوا عليهم مهمة الحفاظ على الاستقرار والأمن، لا عن بلدين قام الجيش الأميركي باحتلال بلد مجاور لهما، وهو في كل يوم يكيل لهما الاتهامات ويشبعهما بالتهديدات المباشرة وغير المباشرة.‏

حقا ماذا كان ينتظر بترايوس من إيران وسوريا؟ أن يقولا له أهلا وسهلا! ها أنت احتللت العراق، وها مفاتيح أبواب بلادنا نضعها بين يديك، وتعال لنعمل معا لننجح احتلالك ونعمل على تحقيق أهدافك وحماية مصالحك في المنطقة بغض النظر عن مصالحنا ومصالح أوطاننا.‏

فعلا من أين هي طينة هؤلاء؟...‏

محمد يونس‏

الانتقاد/العدد 1232 ـ 14 ايلول/سبتمبر 2007‏

2007-09-14