ارشيف من : 2005-2008

ماذا وراء اتهامات جعجع لحزب الله والتيار الوطني الحر؟

ماذا وراء اتهامات جعجع لحزب الله والتيار الوطني الحر؟

لماذا يحاول سمير جعجع أن يبرز بين الفينة والأخرى بأنه المدافع عن رئاسة الجمهورية؟ ولماذا يحاول أن يبعد خصومه السياسيين عن سدة الرئاسة؟ وأي رسالة يحاول إيصالها الى التيار الوطني الحر؟
يمكن اعتبار المواقف الأخيرة التي أطلقها جعجع، باتهام حزب الله انه قد يلجأ الى قوة السلاح لتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وما تبعه من كلام للنائب في القوات اللبنانية أنطوان زهرا عن استعدادهم للدفاع بالدم لاستعادة الرئاسة، أنها موجهة ضد المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري لا سيما أن جعجع أعلن رفضه لها.
وفي هذا المجال يشير عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي في حديث لجريدة "الانتقاد" الى أن "سمير جعجع لم يقاتل عدوا خارجيا أو احتلالا لارض لبنان، لكنه يسارع لاستخدام السلاح في الداخل اللبناني، واليوم يتهم حزب الله بأنه سيستخدم السلاح لمواجهة الاستحقاق الرئاسي". وحول اتهامات جعجع اضافة الى ما قاله أنطوان زهرا بأنهم مستعدون للدفاع بالدم لاستعادة الرئاسة، يعتبر قماطي أنه "يشير الى نية خبيثة ولتحضيرات أمنية وعسكرية يمكن أن يقوموا بها في المستقبل".
ويضيف: "نؤكد أن سلاح المقاومة لن ينجر الى أي مواجهة داخلية أو فتنة مسلحة، وهو فقط كان ولا يزال وسيبقى في مواجهة العدو الإسرائيلي دفاعا عن لبنان وحماية له"، مشدداً على أن "جعجع سوف يفشل في مهمته الاميركية لجر المقاومة لاستخدام سلاحها في الداخل اللبناني، كما أن الشعب اللبناني سيتخذ موقفا إجماعيا يرفض الحرب ويلفظ أنفاس جعجع ومشاريعه".
أما لماذا اختار جعجع هذا التوقيت لاتهام حزب الله؟ فإن التوقيت هو المهم برأي قماطي لأننا على أبواب استحقاق رئاسي، وهو يحاول بالتهديد بالسلاح بطريقة غير مباشرة أن يدفع الأمور نحو الخيار الاميركي، عبر القول، إما أن تخضعوا لما نريد وإما السلاح، وخاصة في مواجهة العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر لمنعه من الوصول الى سدة الرئاسة، وإضفاء أجواء الخوف على الساحة المسيحية التي ترفض الاقتتال المسيحي ـ المسيحي".
ويقول قماطي نعتقد أن "التيار الوطني الحر لن يخضع لمثل هذه التهديدات، وهو يؤكد زعامته الشعبية في الساحة اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا".
ادعاءات جعجع لم تتوقف عند اتهام حزب الله، بل زاد عليها بأن حزب الله يدرب عناصر من التيار الوطني الحر على السلاح، لكن الأغرب أن النائب القواتي أنطوان زهرا وضع هذا الادعاء في إطار إيصال العماد عون الى سدة الرئاسة عبر افتعال المشاكل وعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية.
التيار الوطني الحر رد على هذا الكلام، معلنا أن هذه الاتهامات مردودة الى القوات اللبنانية لأنهم يتدربون على السلاح ويملكونه.  وحذر العماد ميشال عون من أي مغامرة تستهدفهم لان التيار مستعد لان يدافع عن نفسه، وقال: "لسنا على استعداد لان نقبل بتكرار ما حصل في 23 كانون الثاني"، مشيرا الى أن "عناصر التيار لديهم اسلحة فردية".
 وفي حديث لـ"الانتقاد" سخر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا من هذه المزاعم، واعتبر أن  "كلام جعجع تحضير لفتنة ما في البلد، عبر القيام بأعمال مسلحة أو عمليات أمنية"، داعيا الى محاكمة جعجع بتهمة الكذب. واستذكر نقولا حادثة 23 كانون الثاني الماضي عندما أطلق عناصر من القوات اللبنانية النار على عناصر من التيار الوطني الحر، وأدت الى إصابة عدد من التيار بينهم حالة إعاقة دائمة. وهنا يسأل نقولا "لماذا أفرج عن مطلقي النار، ولماذا لم يأخذ القضاء مجراه في هذه الجريمة".  
 واذ ذكّر نقولا بمراكز التدريب التابعة للقوات اللبنانية في منطقة كسروان، تساءل: "أين أصبح من ألقي القبض عليهم من عناصر القوات اللبنانية في تلك المنطقة؟"، ودعاهم الى "عدم اتهام غيرهم بما هم يفعلونه".
ويستغرب نقولا "كيف يتكلم العالم كله عن تدريب التيار وتسليحه ولا احد يقول من أطلق النار في 23 كانون الثاني".
مصعب قشمر
الانتقاد/العدد 1232 ـ 14 ايلول/سبتمبر 2007

2007-09-14