ارشيف من : 2005-2008
لن تمحو ذكرنا
هذه العبارة.. ولن يدركه.
بعد كل الفشل الذي لحقه، وعندما شعر بقرب الهزيمة في آخر أيام العدوان، قرر العدو توجيه ضربات "موجعة" بحسب زعمه ضد المقاومة.. بحث في دفاتره العتيقة فلم يجد ما لم يضربه بعد، فسأل صغار جواسيسه عن هدف..
أبلغه جاسوس من الدرجة العاشرة تحت الصفر أن "السيد" في مجمع الإمام الحسن (ع).. إنها الفرصة الاخيرة.. فالجاسوس يخشى على نفسه وعلى عصابته..
فقرر العدو عن سابق تصور وتصميم تدمير المباني الثمانية على من فيها، وصولاً لتحويلها الى كومة تراب تنبعث منها رائحة البارود.. من البحر ومن الجو قصف المجمع بـ(23) طنا من الصواريخ من أجل القضاء على "السيد".
رمى أطنان الصواريخ التي جاءته بجسر جوي أميركي، ما زالت ضحايا قنابله العنقودية تسقط يومياً.. جرحى وشهداء ومعوقين..
وتهاوت المباني واحداً تلو الآخر.. وسجل العدو مجزرة جديدة برقم صواريخ قياسي.. على بيوت أناس عزل..
هؤلاء الناس .. أشرف الناس وأطهر الناس.. كانوا مثال التضحية والتفاني من أجل أهلهم.. "الحاج علي" أصر على أن يحضر ليجهز للناس الإنارة البديلة، والماء من أجل تنظيف البيوت.. "الأهل عائدون ويجب أن تكون أمورهم مرتاحة.. برغم كل انشغالاته.. كان يفكر بالناس وبعيشهم الكريم.. من دون الحاجة إلى "منّة من أحد".. هكذا علّمه "السيد"..
"أبو أحمد" رفض المغادرة وقرر المواجهة حتى آخر نفس.. "أبو علي" كذلك.. كلهم فرداً فرداً.. لم ترهبهم همجية العدو.. قاوموا.. صمدوا.. استشهدوا وانتصروا على عدو ما زالت قيادة جيشه بعد قيادته السياسية تنظر عبر منظار مقفل العدسات.. وما زال أطفالنا يزيلون "سدات" مناظيرهم ليشاهدوا الحقيقة كاملة.. برغم محاولة البعض تكرار "الدس" عليهم لتحويلهم الى أهداف جديدة لعدوان جديد.
انتصروا في المعركة واليوم يعيدون بناء بيوتهم ليعودوا اليها.. فهم من هنا.. باقون هنا.. نردد مع زينب (ع).. "لن تمحو ذكرنا".
الانتقاد/ العدد 1227 ـ 10 آب/أغسطس 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018