ارشيف من : 2005-2008

الانتقاد.. أون لاين

الانتقاد.. أون لاين

دروس وتجارب كثير يتعلمها المرء خلال حياته، سواء من تجاربه او تجارب الآخرين.. ولكن يبقى أن التأريخ لبعض مفاصل هذه الدروس والتجارب يحتاج الى ايام وشهور وربما سنوات..
بين 12 تموز/يوليو و14 آب/أغسطس 2006.. تجربة حياة لأمة قد لا يكفيها وقت لاستيعابها وإعادة قراءتها..
لكن في حيز منها لعبت "الانتقاد" دوراً يمكن لنا أن نفخر فيه بأننا عشنا عصر هذه المقاومة، وكان لنا فخر ان نكون في خدمة هذا الانتصار..
في أعماق كل واحد منا كان هناك هم كيف ننقل صورة ما يحدث إلى العالم، ونحن نعرف أننا مستهدفون، في وجودنا البشري والمادي.. صمدت الجريدة وصمد العاملون فيها برغم اننا كنا في بعض الاحيان نحمل "عتادنا" ونتنقل به من مكان إلى مكان.. في رحلة أقل ما فيها انها تحت عيون طائرات الرصد اليومي فوق سماء الضاحية.. القابضة على آلاف الاطنان من القنابل لتلقيها عند صدور الامر..
والتحدي كان في استمرار صدور الجريدة.. والبقاء: "أون لاين".. عبر الموقع..
تحمّل الطاقم كل هذه المسؤولية.. وتوزع العمل في ظروف صعبة، من كل النواحي.. لكن القرار كان في التحدي..
منذ اليوم الاول انتقلت الجريدة الى مكان الاحتياط، فالعدد الأول خلال العدوان حمل خبر عملية الاسرى وخطاب سيد النصر.. ليؤرخ لهذا اليوم المجيد..
وفي الاعداد اللاحقة كان العمل على تأريخ ايام العدوان.. وانتصارات المجاهدين.. من مجزرة الدبابات في الحجير وإسقاط الطائرة في مريمين وصولاً الى يوم الانتصار، فكان كل عدد يصدر من مكان .. نغادره الى آخر إيذاناً بالتحضير للعدد الجديد، أما الموقع فكان هو الواجهة الأخرى.. والأكثر تفاعلاً.. فالانترنت اليوم هي عصب الإعلام.. والتواصل عبرها خصوصاً في ظروف الحرب يقدم خدمات جديدة..
حظي الموقع بمئات المراسلين الشجعان في بلدان الاغتراب، صورة، خبر، تظاهرة.. معلومة، كل هذا كان يصب على موقع الجريدة، من جنود تحضروا لمهمة القيام بإكمال العمل فيما لو أصابنا مكروه..
بعضهم جهز مواقع بديلة، ومنهم من انتقل الى احد المطارات الاوروبية ليرصد لنا حركة النزوح الصهيوني من الكيان الغاصب.. وينقل لنا ملامح الوجوه السوداء الهاربة من فلسطين المحتلة..
اما من كان يعمل في تنظيم مسيرات الدعم للبنان وللمقاومة، فكان يراسلنا لحظة بلحظة ولا سيما ذلك الاعتصام الشهير امام المفوضية الاوروبية في بروكسل التي استقبلت في احد الايام الماطرة شخصية لبنانية رفضت الخروج لمشاركة المعتصمين دقائق من وقتها دعماً للبنان.. وكان اللبنانيون امضوا الايام هناك تحت المطر.. فيما أهلهم هنا تحت وابل القذائف والصواريخ..
اما ما لا يمكننا نسيانه.. فهو ذاك اللبناني الصامد الذي كان يتابعنا لحظة بلحظة من القارة الافريقية، والذي ما ان طال غيابنا عن الموقع لأكثر من 3 دقائق.. حتى ارسل رسالة فورية عبر البريد الالكتروني مستفسراً ان اصابنا مكروه..
دقائق فقط شغلت عقله وقلبه علينا.. وذاك المسؤول لم تسمح بدلته "السموكنغ" بالوقوف تحت المطر لدقائق..
حكايا وحكايا كثيرة تحتاج الى مجلدات لاستيعابها..
برغم كل ذلك بقيت "الانتقاد".. أون لاين.. ولم تتخلف عن اداء الواجب.. وستبقى على العهد مع الشهداء والشعب الحر الأبي.. منبراً لكل شريف يريد حرية وسيادة واستقلال لبنان.. برغم أنوف الصهاينة وأسيادهم والعملاء..
مصطفى خازم
الانتقاد/العدد1224ـ 20 تموز/يوليو2007


2007-07-20