ارشيف من : 2005-2008
"حمّال حقائب"
أقفل باب "10 داوننغ ستريت" خلفه، وعلى الأرجح فإن الحاجب الذي وراء الباب تنفس الصعداء.
أول رئيس وزراء يُحقق معه بتهمة الرشوة ـ قضية جنائية ـ أثناء فترة عمله في تاريخ بريطانيا، "كلب أميركا المدلل" بحسب الـ"غارديان"، وأحد "مجرمي الحرب على العراق" بحسب المؤتمر الأخير الذي عُقد في ماليزيا بحضور شخصيات من كل العالم، وبرعاية مؤسسة رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد في ماليزيا.
أما صحيفة "ديلي ميرور" فقد انضمت الى الكثير من البريطانيين مطالبة: "بوش، ابدأ في معاملة رئيس وزرائنا باحترام".
من لا يتذكر كيف استعطف بوش للقيام برحلة الى الشرق الأوسط.. ودققوا معي: "إذا ذهبت هي فلا بد من أن تنجح.. بينما أستطيع أنا أن أذهب وأتحدث فحسب".. ما دفع بالـ"غارديان" البريطانية للتعليق: "يكاد يعرض ان يحمل حقائب (رايس)".
إنه طوني بلير رئيس الحكومة البريطانية ثلاث فترات رئاسية متتالية.
وُلد توني بلير سنة 1953، تخصص في القانون وعمل في المحاماة بين عامي 1976 ـ 1983.
دخل العمل السياسي مع حزب العمال، وترقى فيه، وكان يمثل جيلا جديدا في الحزب. قد تولى العديد من المناصب داخل البرلمان، مثل الناطق باسم المعارضة للشؤون المالية، ونائب الناطق باسم المعارضة لشؤون التجارة والصناعة.
عضوية اللجنة التنفيذية القومية لحزب العمال في العام 1992 مهدت له الطريق ليصل الى سدة رئاسة الحزب بعد وفاة رئيسه جون سميث سنة 1994.
في عهده تحقق النصر الكبير، حيث فاز الحزب بنسبة 45% من أصوات الناخبين. كما فاز الحزب بأغلبية المقاعد في مجلس العموم.
وبرغم أنه فر من أحد اللقاءات بينه وبين الرئيس الأميركي جورج بوش الى ألمانيا وفرنسا طالباً منهما العون بعدما أخبره الأخير أنه يتحدث مع "الله بالهاتف"، صارخاً: "أنقذوني من هذا الرجل المجنون".. إلا أنه انصاع لكل رغبات بوش وسخّر بريطانيا بكل مقدراتها للهجوم على العراق، بالتهمة المزعومة التي تبين لاحقاً كذبها.
وبقي حتى اللحظة الأخيرة "وفياً" لبوش، ما دفع بالأخير ليبحث له عن وظيفة تبقيه في عالم السياسة العالمية. وبما انه لا يمكن لأميركا التخلي عن منصب مدير البنك الدولي الذي أوكلت مهمة إدارته الى "زوليك"، فقد قرر بوش تعيين بلير مندوباً للرباعية الدولية، ولكن ليس للكفاءة التي يتمتع بها الأخير، بل للصفة المميزة التي "بقّ بحصتها" رئيس وزراء العدو إيهود أولمرت.. "إنه صديق إسرائيل".. "وقمحاً" سيأكل العرب المعتدلون، كأنه لا يكفيهم ما فعله أولمرت في قمة شرم الشيخ الأخيرة، حتى يأتيهم بلير ليمحو آخر ما تبقى من "خارطة وطن" يريد له "المستعربون الجدد" أن يزول حتى من الذاكرة.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1221 ـ 29 حزيران/يونيو2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018