ارشيف من : 2005-2008
"فارس" الآيات الشيطانية
منذ وعد بلفور المشؤوم وسيئة الصيت "مملكة التاج" ترسم مصائر شعوبنا على هوى ما تريد الجمعيات الصهيونية العالمية.. منحت اليهود وطناً قومياً على حساب الشعب الفلسطيني، وقسمت "المستعمرات" الجديدة بينها وبين شريكتها في الانتداب يومها.. وجعلت نفسها وصية على فلسطين لتفسح المجال أمام تحقيق هذه المنحة.
بحجة الديمقراطية وحرية الرأي، بالأمس تحديداً في عيد ميلاده، أهدت ملكة بريطانيا لقب "فارس" لكاتب "آيات شيطانية".
"فارس" هو لقب تمنحه ملكة بريطانيا في عيد ميلادها عادة لمن يقدمون خدمات جليلة لبريطانيا، و"صودف" أن عيد ميلاد سلمان رشدي في اليوم ذاته الذي منح فيه هذا اللقب.
ترى ماذا قدم رشدي لبريطانيا حتى يستحق هذا اللقب؟ هل لديه إنجاز علمي لا يُقدر، أم كشف طبي لم تتوصل إليه البشرية بعد؟!
البريطانيون علقوا.. وإليكم عيّنة من قراء "الديلي تلغراف" البريطانية:
ـ "ماذا ـ بحق السماء ـ قدّم سلمان رشدي لهذا البلد حتى يستحق النبالة؟!".
ـ "أن جي كي راولينز ـ مؤلفة سلسلة هاري بوتر الشهيرة ـ أحق من رشدي بهذا التشريف، فهي على الأقل تساهم في رفع مستويات المطالعة لدى الأجيال الصاعدة بشكل لم يسبق له مثيل منذ إنيد بلايتون، الكاتبة الإنجليزية التي تُوفيت قبل حوالى أربعين سنة، والتي اشتهرت بسلسلة "المغامرون الخمسة"، وهي سلسلة روايات للفتيان والفتيات.
ـ "ان سلمان رشدي عبء على دافعي الضرائب في هذا البلد، بسبب حماية الدولة المستمرة التي يحظى بها منذ الفتوى الشهيرة الصادرة قبل حوالى 19 سنة".
ـ "هل هي فكرة جيدة بالنسبة الى العلاقات بين طوائف البلاد؟" و"هل فقد قادتنا التمييز بين المشروعية في ممارسة حق، والحكمة في ممارسة هذا الحق؟".
ما لا يعرفه هؤلاء القراء هو أن وظيفة "رشدي" أهم من كل هذا ـ بحسب أرباب عمله ـ إنه "التطاول" على قدس أقداس المسلمين، أعظم وأكرم وأشرف الرسل وخاتمهم، محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، وعلى زوجاته أمهات المؤمنين (رض)، تجديفاً ورمياً بنعوت وألقاب، ووصفهم بما ليس فيهم.
صُمت آذان العالم الاسلامي يوم نشر "آيات شيطانية"، وحده وقف الخميني العظيم، وأهدر دم سلمان رشدي لسبه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).. يومها ما هاجت حمية بعض العمائم "التي تعلوها آية الكرسي بتنقيط من الذهب".
وإلى اليوم لا تزال فتواه هي الوحيدة التي يحلم المسلمون متحدين سنة وشيعة برجل يخرج لينفذها انتصاراً لرسول الله..
بالأمس واليوم خرجت المظاهرات في كل عواصم العالم الإسلامي تتجه نحو السفارات البريطانية وتحرق دمى لسلمان رشدي ونسخا من الكتاب الذي كتبه..
هل توقف رشدي عن خطته بالهجوم على الإسلام ورسوله، بالطبع لا، فهو يعمل على هذا المنوال ووُظف للعمل عليه، وجاهر بدعمه لرئيس مجلس العموم البريطاني جاك سترو في تصريحاته عن الحجاب والمرأة المسلمة، كما أعرب عن تأييده للصحيفة الدنماركية التي نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص).
"شمولية" و"سلطوية".. هي بعض جديده من الألفاظ التي نعت بها رشدي الدين الإسلامي.. فهل هذا يكفي؟
"السير" أحمد سلمان رشدي وُلد في مدينة بومباي الهندية، تخرج من جامعة "كنغ كولج" في كامبردج. أولى رواياته نُشرت عام 1975 تحت عنوان "جريموس". وعام 1981 حصل على جائزة "بوكر" الإنجليزية عن كتابه "أطفال منتصف الليل". نشر روايته "آيات شيطانية" عام 1988 ومُنح بعدها جائزة "ويتبيرد".
وتعليقا على منحه لقب "فارس" قال رشدي: "لقد تلقيت شرفا عظيما، وأشعر بامتنان كبير لتقدير عملي والاعتراف به على هذا النحو".
ماذا يعني هذا؟ أليس اعترافاً بالدور الذي يقوم به؟
رحم الله إمامنا الراحل.. فالعمامة تليق بمن هو أهل لها، أما من يريدها زياً للمنصب والجاه، فالآخرة هي خير وأبقى.. والموقف هناك أمام رسول الله، وعندها سننظر لمن الفلج.. يا "وعاظ السلاطين".
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1220 ـ 22 حزيران/ يونيو 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018