ارشيف من : 2005-2008

امبراطور فرنسا الجديدة

امبراطور فرنسا الجديدة

أخيراً ظهرت نتائج الانتخابات الفرنسية وفاز نيكولا ساركوزي.. حُبست الأنفاس بانتظار مفاجآت هذا القادم من علاقة ذائعة الصيت مع أميركا وكيان العدو.
مهاجر من أصول مجرية.. وُلد في فرنسا في 28 كانون الثاني/ يناير 1955، لأب مجري وأم يونانية يهودية.. نال والده الجنسية بعد الخدمة في الجيش الفرنسي في فصيل "ما وراء الحدود" في الجزائر.
تزوج ساركوزي مرتين وأنجب 3 أولاد.. آخرهم من زوجته الجديدة.
بعد نيله شهادة البكالوريا انتقل الى مدرسة خاصة لكونه لم يفلح في المدارس الرسمية. درس المحاماة ونال إجازتها في العام 1981. لكن معدلاته المنخفضة لم تسمح له بنيل شهادات عليا.
شغل الشارع الفرنسي سياسياً على مدى ثلاثين من الأعوام، تنقل خلالها بين عدة أحزاب، من "الاتحاد الديمقراطي من أجل الجمهورية"، إلى "التجمع من أجل الديمقراطية"، فـ"الاتحاد من أجل حركة شعبية" الذي أسسه جاك شيراك.
راهن على فوز شيراك في انتخابات العام 1980، ولكن رهانه فشل. وفي العام 1983 أصبح عمدة "نويي"، وفاز بعضوية البرلمان الفرنسي وهو في عمر الرابعة والثلاثين. بعدها بأربعة أعوام استلم وزارة المالية والاقتصاد.
بناءً على تجربته الفاشلة في دعم شيراك، قرر دعم منافسه إدوارد بالادور في انتخابات العام 1995، ولكن الحظ هذه المرة حالف حليفه القديم جاك شيراك.

في العام 2002 لم يغامر، فدعم شيراك عوداً على بدء، فحصل بعد فوز الأخير على حقيبة وزارة الداخلية.
يقول عنه متابعوه إنه شخص طموح جداً جداً.. فإلى أين سيوصله طموحه؟ وهل يمكن الجزم بأن ساركوزي سيبني مجداً جديداً يؤسس لجمهورية سادسة بعد سنوات شيراك الطويلة؟
في خضم الحملة الانتخابية على رئاسة الجمهورية في فرنسا، سُئل ساركوزي عن كونه أقرب إلى الولايات المتحدة منه إلى العرب، فأجاب: "أعتقد أن هذا الكلام لا يرتكز على شيء، فأنا أول من عرض أن يكون للجزائر طاقة نووية.. أما بالنسبة الى إيران فمن حقها أن تمتلك الطاقة النووية المدنية والسلمية كما غيرها من البلدان".‏
هل يختلف المرشح يومها عن الرئيس اليوم؟
قد يكون الجواب كلا، سيما أنه أكد أن أمن "اسرائيل" غير قابل للنقاش بالنسبة اليه.
ولكن في النهاية هذه فرنسا.. والانتخابات النيابية على الأبواب، فإذا كانت السياسة الخارجية تعتبر غير ذات أهمية، وبالتالي لا يعني الفرنسيين منها إلا ما يرتبط بمصالحهم، فالشأن الداخلي هو أمر غير مقبول التساهل فيه.. فماذا سيفعل هذا المهاجر المجري الساعي نحو حياة أفضل في بلاد الحرية والعدالة والمساواة؟
انتظروا الأيام المقبلة..
مصطفى خازم
الانتقاد/شخصية الاسبوع ـ العدد1214 ـ 11 ايار/مايو2007

2007-05-11