ارشيف من : 2005-2008

..بالضربة القاضية

..بالضربة القاضية

يبدو ان رئيس حكومة العدو سينال درجات "مجلدة" أي ما دون الصفر في أي استفتاء جديد على شعبيته، فهو قبل تقرير لجنة فينوغراد نال 2%، فكيف سيكون الحال بعده؟
ولد إيهود أولمرت سنة 1945، وعندما بدأ خدمته العسكرية في كتيبة 13 في لواء غولاني في العام 1963 حصل على تقرير طبي يفيد بحاجته إلى علاج طبّي مستمر.. ما أمن له الفرار من الخدمة العسكرية الفعلية ليعمل مراسلاً عسكرياً في الجريدة العسكرية "باماحانيه".
في العام 1973 نال شهادة في الحقوق ودخل الكنيست لاول مرة وتنقل بين العديد من المناصب وصولاً إلى رئاسة بلدية القدس، ودخل في الحكومة الاخيرة مع شارون وحمل أكثر من حقيبة إلى ان تولى منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، ثم رئيس حكومة العدو في نيسان/أبريل 2006، شن هجوماً عدوانياً على قطاع غزة حمل يومها شعار: "أمطار الصيف" في الثامن والعشرين من حزيران/ يونيو 2006 خرج منها خاسراً ولم يفلح في استنقاذ أسيره.

ومن ثم شن الحرب العدوانية على لبنان في تموز/ يوليو 2006 وارتكبت فيه قواته عدداً كبيراً من المجازر أبرزها القاع والشياح والغازية وقانا الثانية التي فجرت موجة من الغضب في كل أنحاء العالم، مخلفاً دماراً هائلاً لم يفلح لا هو ولا من شاركه في هذه الحرب في أن يفت من عضد المقاومة وشعبها، ففي هذه الحرب شاهد أولمرت من فرسان المقاومة الاسلامية "نجوم الظهر" حيث لاقى وجيشه هزيمة عسكرية غير معهودة، وتكبد الجيش خسائر فادحة في المواجهات التي استمرت على مدى 33 يوماً.
هرب مجدداً إلى غزة بعملية سميت بـ"غيوم الخريف" في خريف العام 2006، حيث ارتكب الجيش مجزرة بيت حانون الشهيرة، وتلقى ضربات موجعة من مجاهدي الانتفاضة الفلسطينية في عمليات التصدي.
بين قطاع غزة وجنوب لبنان تحول أولمرت الى كيس ملاكمة يتلقى ضربات الجبهتين بسواعد واحدة.. الضربة تلو الضربة..
وعادة يقال: عندما يتقاتل اثنان، احدهم يجب ان يخاف، ومن يَخَفْ هو من يَخسَرِ المعركة..
فكيف بمن خاف.. وخاف.. وخاف.. إلى درجة انه بدأ يتطيّر من لون ملابسه، فإذا صدف انها حمراء، فهو حكماً مقتول في بنت جبيل.. وعلى هذا المنوال.. إلى درجة ان طوابير المرضى النفسيين في جيش العدو بدأت تتظاهر لأنها لا تتلقى العلاج..
سقط رئيس أركان جيشه، واستبدل ما يسمى بقائد المنطقة الشمالية.. واليوم تلقى الضربة القاضية من داخل بيته، تقريراً بمئة واحدى وسبعين صفحة من الاتهامات بسوء التخطيط والادارة وصولاً الى عبارات "الفشل" المتكررة من أول التقرير إلى خاتمته.. فضلاً عن ان "جبهته الخلفية" لم تكن مجهزة بما يكفي.. للصمود.
وعلى المقلب الآخر لا تزال عبارة تلك المرأة الستينية تردد: "بيتي بالضيعة انهدم فدا المقاومة، وبيتي ببيروت انهدم فدا المقاومة".
مع هكذا "جبهة" متقدمة لا يمكن لا لأولمرت ولا لكيانه ان يعبر خطاً مهما كان لونه..
ها هو اليوم يتأرجح قبل السقوط الأخير.. والوعد الصادق يتجذر يوماً بعد يوم.. والحرية للاسرى آتية لا محالة.. وزمن الهزائم لن يعود كما وعد سيد الانتصار..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1213 ـ 4 ايار/مايو2007

2007-05-04