ارشيف من : 2005-2008
"الطيب" أصله طيب
هو الوجه الآخر لنجم الدين أربكان.. مسلم متدين.. خريج ثانوية المشيخة، طالب الاقتصاد وتجارة الأعمال في مرمرة وعمدة المدينة الاشهر ايام الخلافة العثمانية و.. لاعب كرة القدم.. ونصير المستضعفين..(لقب نعود اليه لاحقاً)..
ولد رجب في 26 شباط/ فبراير 1954 في مدينة اسطمبول، مارس رياضة كرة القدم مدة 16 عاما، واشتغل بالتجارة، وهو متزوج وله أربعة أولاد.. وللمناسبة أثار حجاب زوجته زوبعة يوم قام بزيارة احد قادة الجيش في المستشفى العسكري الذي يحظر دخول المحجبات اليه.. لكنها دخلت.. منعت ابنته من ارتياد الجامعة بسبب حجابها فأرسلها إلى أميركا لتدرس هناك. 
سجله السياسي حافل بالمناصب، منذ الانتماء الى حزب السلامة الوطني بزعامة نجم الدين أربكان، حيث أصبح رئيس فرع الحزب في مدينة إسطنبول سنة 1976 وبقي بجانب أربكان بعد الانقلاب العسكري سنة 1980.
في العام 1985 تولى أردوغان منصب رئيس حزب الرفاه في إسطنبول، وكان في الثلاثين من العمر، ورشحه الحزب لعضوية البرلمان في انتخابات 1987 و1991، ولم ينجح.
في العام 1994 ترشح لانتخابات البلدية وفاز في الانتخابات وأصبح عمدة إسطنبول..
حكم بالسجن عشرة أشهر في ديار بكر بسبب أبيات شعر اقتبسها واعتُبرت تحريضاً على العلمانية وجاء فيها: مآذننا رماحنا والمصلون جنودنا، فدخله لمدة أربعة أشهر.
اغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة ليشكل مع عدد من الأعضاء ومنهم وزير خارجيته الحالي عبد الله غًُل، حزب العدالة والتنمية في عام 2001.
أصبح رئيس حزب العدالة والتنمية رئيس وزراء تركيا في 14 آذار/ مارس 2003.
يذكُر له أبناء بلده أنه لم يتخلف يوما عن واجب العزاء لأي تركي يفقد عزيزا ويدعوه للجنازة، مثلما لبى الكثير من دعوات الشباب له بالمشاركة في مباريات كرة القدم.
اقترب الطيب من الناس.. وربما هذا هو السر في أنْ منحه الناس حباً جارفاً لم تعرفه تركيا منذ سنين طويلة فيما يتعلق برجال السياسة والحكم..
لم يغادر الحي الذي يعيش فيه، ولخص أحد الجيران فرحتهم بفوزه قائلا: "نحن نفتخر بأردوغان؛ فإننا نعتقد أن أحدا بعد اليوم لن يجرؤ على السخرية منا أو إهمالنا...".
لم تمنعه هذه النشأة المتواضعة أن يعتز بنفسه.. باع البطيخ في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي يستطيع معاونة والده وتوفير قسم من مصروفه التعليمي..
رفض قبض العملة من المشاريع التي كانت تأتي للبلدية، وجرت العادة على ان يغتنمها رئيس البلدية فرصة ليحقق ثروة طائلة.. وطلب حسم هذه العمولة من أصل المبلغ والعقد، أما السبب ـ وهنا نعود الى ما سبق وأشرت اليه من كونه نصير المستضعفين ـ يجيب أردوغان نفسه عن السبب بالقول: "سألوني عن السبب في النجاح في تخليص البلدية من ديونها، فقلت: لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه.. إنه الإيمان.. لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام".
يطبق القانون على الكبير قبل الصغير..لم يتردد في هدم منازل وفيلات لكبار الشخصيات، من بينهم فيلا الرئيس الراحل تورغوت أوزال؛ لأنها بُنيت مخالفة للقانون.
أعلن بوضوح أنه ضد ضرب العراق، كما جدد هذا الموقف مع رفض تحويل أراضي بلاده الى ممر لضرب إيران..
هذا التركي القادم من قلب العلمانية.. يبدو انه عربي أكثر من كثير من أصحاب "العُقل والكوفيات".. و"الكرافتات" المتمدنة..
هل سيصبح رئيساً لتركيا، لا يمكن الجزم.. لكن لو كنت تركياً لما توانيت عن انتخابه لأن "الطيب" أصله طيب...
مصطفى خازم
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد1210 ـ 13 نيسان/أبريل 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018