ارشيف من : 2005-2008

أحمدي.. "المحمدي"

أحمدي.. "المحمدي"

في هذه الأيام يختتم أسبوع ميلاد الرسول الذي أعلنه الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده) أسبوعاً للوحدة الإسلامية.. ليجمع شمل الامة..‏

ويشاء الله هذا العام ان يتوافق المولد النبوي الشريف مع عروج السيد المسيح (ع) إلى السماء... للتدليل على أن الدين كله لله..‏

أحمدي.. "المحمدي"

وجاء قرار الجمهورية الإسلامية في إيران بالإفراج عن البحارة الخمسة عشر كهدية في هاتين المناسبتين تأكيداً على صفة الرحمة التي ميزت نبي الله الأعظم محمد بن عبد الله (ص).. وهدية، لاحظوا، من "الشعب الايراني" وليس الرئيس أو صاحب الجلالة والفخامة والسمو..‏

وبمراجعة لما قاله أحمدي نجاد في قرار الإفراج.. والعفو: عندما تتخذ ايران ومن موقع الرحمة والرأفة الاسلامية قرارا فإنها لا تتوقع شيئا من الطرف المقابل. تحدث عن الأم التي يجب أن تكون مع وليدها، لا أن ترسل الى هكذا مهمات قاسية وصعبة.. يقصد الجندية البريطانية وعملها في الدورية البحرية..‏

وبالعودة إلى مقال كان كتبه المخرج البريطاني تيري جونز قبل أيام في صحيفة الغارديان، ورد فيه:‏

"لا أغلال ولا أصفاد، لا أكياس في الرؤوس، لا صدمات كهربائية ولا تعذيب وضرب جسدي، هؤلاء الايرانيون مجموعة من الناس "غير الراقين أبداً!!".‏

وطالب جونز في مقاله بوضع كيس في رأس البحارة البريطانية لا أن تضع غطاء رأس.. وأن يثقل فوقه بحقيبة تضغط على رأسها لتختنق.. ومنع الطعام عن رفاقها وعدم السماح لهم بالجلوس بلا أصفاد..‏

كتب تيري جونز ليعري الحضارة الغربية من ورقة التوت التي ما زال البعض عندنا يضعها عليه ليقول انها حضارة متقدمة..‏

فجأة.. وبدون ضجيج ولا مناورة لمكاسب يمكن تحقيقها لو اراد.. علمت لندن كما كل المشاهدين من النقل المباشر خبر الإفراج عن بحارتها الخمسة عشر..‏

بلا مواربة، وبلا تزلف.. خرج أحمدي نجاد، بكل تواضع، بالرحمة والعفو عن البحارة الخمسة عشر.. تكريماً لمحمد (ص) وعيسى (ع)..‏

ذكرنا بالرحمة المحمدية.. ذكرنا بالطلقاء وأبناء الطلقاء.. ذكرنا بالعفو عند المقدرة..‏

أخلاق لا تجدها في عصرنا إلا بين ظهراني من آمن بالله واليوم الآخر..‏

هذا الرجل الضعيف البنية القصير القامة الملتحي.. من يجول أراضي الجمهورية الإسلامية الواسعة يجلس الى شعبه، يعيش معه ويشاركه شظف العيش.. لن يفهمه الغرب.. وحتى بعض أبناء جلدتنا، وسيطلقون شتى الأقاويل عن مبادرته بمد يد التسامح.. ومطالبته بالملاقاة بنفس اليد..‏

"خادم الشعب‏‏" كما يحب أن يسمى في بلاده، ولد في كرمسار في العام 1956، انهى المرحلة التعليمية وانتسب الى الجامعة في العام 1976 في قسم العلوم والتكنولوجيا، وتخصص في الهندسة المدنية.‏‏‏

بين 1988 و1997 شغل منصب محافظ لثلاث من أكبر محافظات الجمهورية الاسلامية، ثم نائب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي.‏‏‏

ثم أصبح عمدة لمدينة طهران ليدير شؤون 15 مليون نسمة في اليوم.. والسكان يشاهدونه يعمل مع عمال البلدية كواحد منهم يقلّم أشجار المدينة ويزيل نفاياتها..‏

صاحب شعار "معاً نقدر.. معاً نعمل"، وهو القائل: "لن يسمحوا لنا بالتقدم بسهولة، لكن علينا ألا نستسلم لإرادتهم"، تعليقاً على الهجوم على البرنامج النووي الايراني.‏‏‏

ترى ألا يمكننا ان نطلق عليه بالعربية.. "محمدي".. كيف لا وهو رئيس جمهورية الإسلام "المحمدي الاصيل"، الخميني الإحياء .. ولن تحيد عن الدرب.‏

مصطفى خازم‏‏‏

الانتقاد/ العدد 1209 ـ 6 نيسان/أبريل 2007‏

2007-04-06