ارشيف من : 2005-2008
يوم أرض.. ووعد
هي قرى فلسطينية رفض أهلها الخضوع للذل.. شمّروا عن سواعدهم وخرجوا يتظاهرون ضد الاحتلال في الثلاثين من شهر آذار/ مارس 1976..
انتظروا أشقاءهم العرب من أجل إعادتهم إلى أرضهم التي أخرجوا منها "بغير حق".. ولكن خاب الانتظار وطال المشوار..
"ماكو أوامر".. كان شعار جيوش العرب يومها..
خرج أهالي المثلث والجليل بدون أوامر.. لأن "الأمر كله لله".. فلمَ الانتظار؟
واجهتهم همجية الاحتلال بالنار.. فسقط شهداء ستة:
الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد رجا أبو ريا، والشهيد خضر خلايلة، والشهيد خير أحمد ياسين، والشهيد محسن طه، والشهيد رأفت علي زهدي.
أسماء شكلت مفصلاً في مسيرة ثورة شعب على ظالميه.. وأضاءت الشعلة الأولى لـ"يوم الأرض"..
ثلاثون عاماً انقضت والانتفاضة مستمرة..
ثلاثون عاماً ويوم الأرض يزهر أياماً وأعياداً..
خرج الاحتلال من غزة.. ودُحر من لبنان في أيار/ مايو2000، وانكسر في تموز/ يوليو 2006، وبات يتخبط "خبط عشواء" يجرجر خلفه أذيال الهزيمة، وتسقط قيادته واحداً تلو الآخر..
آذار/ مارس أزهر حركة ثورة مستمرة، خاض خلالها الشعب الفلسطيني "معركة الكرامة"..
وتوجت فيه دماء الشيخ الشهيد أحمد ياسين مسيرة الانتفاضة، لتضخ دماً جديداً يبعث فيها المزيد من الفخر والعزة والمقاومة.. وتحول الشعار من "ماكو أوامر" الى مقاومة أذلت العدو، فباتت الأوامر تصدر إلى "حيفا.. وما بعد بعد حيفا"..
تغرق بوارجه الحربية في البحر، تسقط طائراته من السماء.. وتخرج مستوطنيه "يولّون الدبر".. نصراً إلهياً مسدداً ومؤيداً..
"الأرض لنا"..
وللمحتل ألف ألف حجر وبندقية.. و"رعد" و"وعد".. والبقية تأتي.. ولو بعد حين..
واحد وثلاثون عاماً.. يعدون.. ويعودون شهداء.. حاملين لواء النصر.. والنصر الآتي تلمع بيارقه..
زرعوا فحصدنا.. ونزرع ليحصد الآتون بعدنا.. كرامة.. شهادة.. وأرضا.. كل الأرض.. تحقيقاً لوعد الله.. "والله لا يخلف الميعاد".
يومها سيكون لفلسطين عرسها.. ويومها سيصبح أياما على مدار الأعوام..
يومها سيخرج الشهداء بأكفانهم ليشهدوا علينا وعلى من سبقنا وعلى من سيلحق بنا..
يومها ننظر "لِمَن الفلج".. وبما سيفرح المؤمنون..
إن موعدهم الصبح.. أليس الصبح بقريب؟
مصطفى خازم
الانتقاد/العدد 1208 ـ 30 آذار/مارس2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018