ارشيف من : 2005-2008
أورفوار مسيو شيراك
ثلاثة أرباع الفرنسيين قالوا له:
سيدي الرئيس لا تترشح مجدداً.. خضع للاستفتاء.. وقرر الاعتزال، ليتابع شغفه بيخنة رأس البقر وتوابعها.. في الريف الفرنسي..
هو لم يقرر الخروج، غامر بـ"الشرف المروم" حتى آخر لحظة..
عدّل الدستور قبل مدة حتى لا يقال إنه "عدّله بمزاجه" لمثل هذا اليوم، ليحوز نعمة التمديد لولاية جديدة .. انتخابياً حتى لا يساء الظن.. ويقال إننا نحاول البحث عن سقطاته.. مع ان المثل اللبناني يقول: "خليك على قديمك.. جديدك ما بيفيدك"..
.. لكنه في النهاية.. خضع للاستفتاء.. وقرر الاعتزال ..
أربع دورات انتخابية متتالية، لم يكل ولم يمل.. بل استمر يترشح حتى حانت ورقته، فقطفها وأصبح رئيساً لجمهورية.. الثورة والعدالة والاخاء.. 
ولد جاك شيراك عام 1932 وتولى أول منصب حكومي وهو في الخامسة والثلاثين من العمر في عهد الجنرال ديغول.
تولى مرتين رئاسة الوزراء، وشغل منصب عمدة باريس طوال 18 عاماً، خسر الانتخابات الرئاسية مرتين 1981 و1988، وفي الثالثة تمكن من الدخول إلى قصر الاليزيه عام 1995 خلفاً لفرانسوا ميتران..
أعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2002.
البعض يسجل له معارضة الحرب الأميركية على العراق عام 2003، ولكنه عاد وشارك لاحقاً في الغزو الاخير.. ولأسباب "نفطية".. "توتال" وأخواتها.. وعقود قديمة وجديدة..
ملفاته المالية والفساد والرشي، تمويل حملاته الانتخابية، والكلام عن رحلات أموال نقدية كانت تحط في تصرفه، وكان قبطانها خصمه في الترشح زميله في الحزب نيكولا ساركوزي .. وغيرها الكثير.. تتحدث عنه الصحافة في فرنسا هذه الايام.. والقضاء هناك غالباً يفصل في مثل هذه الامور بعد الخروج من الرئاسة..
ماذا يمكن القول عن الرئيس المغادر.. نكتفي بتعليق المؤرخ ميشال وينوك عنه: "عمّر في السلطة لكنه كان رجل الفترات القصيرة، انتصر في معارك انتخابية لكنه خسر الأهم، وهو أن يتحول إلى بانٍ للمستقبل"..
مسيو شيراك يجب أن تعيد القراءة وأنت في الريف.. الأخوة والعدالة والمحبة والتآخي ومبادئ الثورة الفرنسية تفترض المساواة بين كل الشعوب، ومنح حرية التعبير لكل أصحاب الأفكار والمعتقدات..
نرجو منك أن ترسل قليلاً من "زيت" قناديل الثورة الفرنسية للحاكم في سرايانا لعلّه يفيق من السبات.. فهدير صوت الشعب يمكنه جرف كل الكراسي.. والأقنعة.. ليبني المستقبل.. بكرامة وبشرف وبعز.. وليس الانتصارات الوهمية القصيرة..
"أورفوار مسيو شيراك"..
مصطفى خازم
الانتقاد/ خلف القناع ـ العدد1206 ـ 16 آذار/مارس 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018