ارشيف من : 2005-2008
كر.. وفر مجدداً
"كروكر" الذي حل في بلادنا عدة مرات، كان من أكثر مبعوثي بلاده مكراً وأكثرهم معرفة بأسلوب اللعب على الاوتار الطائفية، ساعده في ذلك سنوات خبرة وتدريب على اللغات حتى بات يتقن العربية والفارسية.
"كروكر" المولود في التاسع عشر من حزيران/ يونيو عام 1949، في حي سبوكن في واشنطن، يشغل حاليا منصب سفير الولايات المتحدة في باكستان. 
تحمل سيرته الذاتية العديد من المناصب، أبرزها رتبة "السفير" في عدة بلاد عربية بداية من لبنان عام 1990، إلى الكويت عام 1994، ثم سوريا عام 1998 بالإضافة إلى العراق الذي يعود إليه الآن سفيرا خلفا لسلفه خليل زاد.
وشغل مناصب دبلوماسية في سفارات الولايات المتحدة في كل من قطر ومصر، أما أعلاها فكان منصب القنصل الأميركي في خورمشهر في إيران الشاه عام 1972.
أما مؤهلاته العلمية فهي الشهادة الجامعية عام 1971 حينما تخرج من أكاديمية ويتمان في واشنطن، وكان موضوع دراسته هو الأدب الإنجليزي.
خضع كروكر لتدريب مطول على التحدث باللغة العربية، واستغرقت مدة التدريب 20 شهرا متواصلة، أنهاها في شهر حزيران/ يونيو عام 1978، وألحقها بممارسة فعلية في صحراء الاردن، وقال عنه زميل دراسة: "لقد كيّف نفسه ليكون راعي أغنام لأسبوع أو اثنين، وكان يطارد الخراف ويعيش مع البدو".
تم تعيينه في قسم رعاية المصالح الاقتصادية بالعراق، ثم انتقل للعمل رئيساً للقسم السياسي في السفارة الاميركية في بيروت، متخصصاً في شؤون الشرق الأدنى لمدة عام كامل منذ 1984 وحتى 1985.
وبالتأكيد لا يمكن لهكذا اختصاصي الا ان يمر على كيان العدو ليثبت الولاء، فتاريخه في مطلع الثمانينيات ومنصبه في السفارة الاميركية في بيروت قبيل الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982.. كان البداية، ثم عمل نائب مدير في ما يعرف بمكتب "إسرائيل"، وما يعرف بمكتب العلاقات العربية ـ الإسرائيلية من عام 1985 وحتى 1987، وما بينهما مجزرة بئر العبد المروعة التي ذهب ضحيتها 105 شهداء، والتي كانت أمس ذكراها، والتي اعترفت جاسوسية بلاده بالاعداد والتخطيط لها وتنفيذها بأدوات..
بعد اجتياح العراق للكويت عام 1990، تم اختياره موقتاً ليكون مديرا للحملة العسكرية الاميركية الى الخليج.
ولا يجيد كروكر العربية فقط، بل بات متخصصا بالثقافة العربية، قرأ تاريخ المنطقة جيداً، ويعرف الثغرات أو ما يعتبره مناطق "التوتر" فيها، بحيث بات يدرك ما الذي يثير الغرائز والنعرات.
في كانون الثاني/ يناير عام 2002 تم إرساله على رأس بعثة بلاده لدى الحكومة الأفغانية الجديدة، بينما تم تعيينه في منصبه الأخير سفيراً أميركياً في باكستان في شهر تشرين الاول/ أكتوبر عام 2004.
هذا العائد غداً إلى العراق سفيراً، سنتذكر بعد أسابيع صورته الحقيقية، يوم سيشتعل العراق مجدداً طائفياً ومذهبياً وعرقياً.. هذا هو توجه بوش الصغير الفعلي.. لن يرضخ للجنة بيكر ـ هاملتون، لكنه سيثبت لها خطأ نظريتها بإشعال أرض الرافدين ليثبت الحاجة إلى البقاء في هذه المنطقة..
"كر".. بوش في العراق، لن ينفع.. فأهل العراق برغم الجراح الكبيرة والنازفة..، والتكفيريين ومجازرهم، مصممون على مقاومة الاحتلال.. والعمليات المظفرة خير دليل، وكما بشر الامين الصادق .. فهي في ازدياد.. وقوة وشدة وبأس.. ولن تترك لبوش و"كروكره" إلا الفر...
مصطفى خازم
الانتقاد/ بقلم الرصاص ـ العدد1205 ـ 9 آذار/مارس 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018