ارشيف من : 2005-2008
"الرفيق ..القيصر"
المبنى؟
عندما عجزت قال لي: هذا أحد مباني جهاز الـ"كي ـ جي ـ بي".. وفهمكم كفاية!
"محارة" مغلقة.. ولا احد يعرف ما فيها، او كما نقول في بلادنا.. الداخل مفقود والخارج ـ إذا خرج ـ مولود.. شخصية هذا الاسبوع.. قادمة من هذا الجهاز.. "القيصر" أو فلاديمير بوتين..
ولد "القيصر" في مدينة القياصرة التي تحمل حتى اليوم ثلاثة أسماء، تاريخياً عرفت بـ"دفير" أو البوابة، ثم على زمن القياصرة تحول إلى "سان بطرسبورغ" ومع الثورة البلشفية أصبحت لينينغراد، لتعود الآن إلى اسمها القيصري..
ولد بوتين في 7 تشرين الاول/ أكتوبر عام 1952، لوالدين مؤمنين سراً، فعمّدته الوالدة في إحدى كنائس المدينة.. فلا عجب ان ترى هذا المفترض ملحداً ينحني على ضفاف نهر الأردن ويلتمس البركة..
درس الحقوق والاقتصاد وأدى خدمته العسكرية في جهاز أمن الدولة، الجهاز الذي خلف "الكي ـ جي ـ بي"، خدم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية بين 1985 ـ 1990،
تولى مناصب عديدة جامعية وسياسية، وفي تموز/ يوليو 1998 عين مديرا لجهاز الأمن الفيدرالي في روسيا الاتحادية. وتولى في الوقت نفسه منصب أمين مجلس الأمن في روسيا الاتحادية منذ آذار/ مارس 1999.
ـ أصبح في آب/ أغسطس 1999 رئيسا لحكومة روسيا الاتحادية بعد عزل الرئيس السابق.
وتولى اختصاصات رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة منذ 31 كانون الاول/ديسمبر 1999 بعد استقالة يلتسين.
انتخب في 26 آذار/ مارس 2000 رئيسا لروسيا الاتحادية وأعيد انتخابه رئيسا لها في 14 آذار/ مارس 2004 ومستمر في ولايته لغاية العام 2008 حيث أعلن من الآن رفضه تغيير القانون لينال ولاية ثالثة..
صدقت فيه نبوءة سلفه بوريس يلتسين الذي قال عنه: "ان بوتين هو خليفتي المختار باعتباره افضل شخص سينعش الدولة العظمى وينقلها الى القرن الواحد والعشرين".
ويبدو أنه اليوم أعاد إدخالها الى المنظومة العالمية كطرف رئيسي، متحررة من أثقال الإتحاد السوفياتي، ومتقدمة تكنولوجياً وعسكرياً بأشواط، يحتاج الى خبرة شركاتها العسكرية ألد اعدائها، وتقدم خبراتها للاصدقاء الجدد وصولاً الى منطقتنا، وتتحدى الولايات المتحدة، وتنكت عليها.. ديموقراطياً كما رد بوتين في مؤتمر ميونيخ قبل أيام على نظرية القطب الواحد في العالم، ونشر الديموقراطية، فقال: "بالطبع، يعرف تاريخ الإنسانية مراحل أحادية القطب والطموح إلى الهيمنة على العالم. وما الذي لا نجده في تاريخ الإنسانية!".
ولكن ما هو العالم الأحادي القطب؟ مهما جمّلوا هذا المصطلح، فهو في نهاية الأمر يعني في الواقع شيئاً واحداً: هو مركز واحد للسلطة، مركز واحد للقوة، ومركز واحد لاتخاذ القرار.
إنه عالم السيد الأوحد. وهو في نهاية الأمر مدمر ليس فقط لأولئك الذين يوجدون في إطار هذا النظام، بل للسيد نفسه، لأنه يقوضه من الداخل.
ولا شيء يجمعه بالطبع بالديموقراطية لأنها، كما هو معلوم، سلطة الأكثرية مع اعتبار مصالح الأقلية وآرائها.
وللمناسبة، يعطون روسيا دائماً دروساً في الديموقراطية، ولكن أولئك الذين يعلموننا هم أنفسهم، لأمر ما، لا يريدون التعلم كثيراً.
تناقض كبير بين "الرفيق" وبين "القيصر".. لكن بوتين جمع الاثنين في توليفة جديدة سددت ديون الاتحاد السوفياتي السابق البالغة 22 مليار دولار في عام واحد.. رفع مستوى الداخل، خفّض مستوى التضخم.. وزاد الاحتياط..
هل لنا أن نعوّل على ثنائية جديدة في العالم.. من المبكر الحسم في الإجابة، لكن، يكفينا اليوم إدارة صواريخ روسيا العابرة للقارات نحو غرب الكرة الارضية.. لنأخذ نفساً قد يساعد بعضنا على إعادة حساباته امام الغول المتوحش القادم مجدداً بأنياب تقطر بدم أطفال العامرية في بغداد الذين مرت ذكراهم منذ أيام، وشهيد فلسطين محمد الدرة كذلك.. وبينهما قانا.. بنسختيها..الاولى والثانية المنقحة بالدم والأشلاء.. لمن لا يزال يبحث عن العدو.
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1202 ـ 16 شباط/فبراير2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018