ارشيف من : 2005-2008

"معاق" يقود جيش "تموز" المهزوز

"معاق" يقود جيش "تموز" المهزوز

دارت الدوائر في كيان العدو بعد الهزات الارتدادية التي خلّفها الانتصار الإلهي للمقاومة الإسلامية والشعب "المقاوم ـ المقاتل"، والصمود الرائع لحماة

"معاق" يقود جيش "تموز" المهزوز

ظهر المقاومة في كل لبنان، فطار دان حالوتس من منصب رئيس هيئة الأركان .. ونبشت "دفاتر" الاحتلال العتيقة، وجيء بـ"المعاق" غابي أشكينازي الى هذا المنصب.. و"المعاق" لقب من بين ألقابه ناله بعد إصابته في اجتياح لبنان في العام 1978.‏

قد يكون من بين "مؤهلات" أشكينازي التي أوصلته أنه من أم يهودية جاءت من سوريا.. وربما يستطيع أن يفعل شيئاً على هذه الجبهة.. لكن لعنة الإخفاقات سوف تستمر معه حتماً.‏

ولد أشكينازي في موشاف "حاغولا" في العام 1954، وللمفارقة هي المستوطنة نفسها التي ولد فيها دان حالوتس.‏

حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة عسكرية داخلية في تل أبيب، والتحق بجيش الاحتلال في العام 1972ـ وتحديداً في لواء "غولاني".‏

ويجمل سجل القائد الجديد مشاركات عديدة في الحروب ضد العرب، منها: حرب تشرين التي ذاق فيها كيان العدو طعم الهزيمة المرة، وما زالت أطلال القنيطرة تشهد على ذلك.. وكان أحد افراد الكوموندس الذي نفذ عملية عنتيبي في أوغندا.. كما ارتبط اسمه بلواء غولاني، وكان استلم قيادة الكتيبة "51" في هذا اللواء.. ثم نيابة قائد اللواء أثناء اجتياح لبنان في العام 1982، ومع اندلاع انتفاضة الحجارة في العام 1987 أصبح قائداً له.‏

واللافت في سيرة أشكينازي أنه امضى معظم سنوات الخدمة العسكرية في لبنان.. ففي العام 1990 رقي الى رتبة جنرال واستلم قيادة "الجبهة الشمالية"، واستمر في هذا المنصب إلى ما بعد خروج قوات الاحتلال مدحورة في العام 2000 ولغاية العام 2002، وأشرف في أطر هذه المسؤولية على الاندحار من الجنوب.‏

علّمته المقاومة الاسلامية دروساً مُرّة طيلة فترة خدمته حتى بات بإمكاننا القول إن لديه "عقدة لبنان".. وبعد الانسحاب وعلى إثر عملية الأسر المظفرة في مزارع شبعا اتهم أشكينازي بالمسؤولية عن هذه الضربة التي طاولت جيش العدو.. ولكن من أجل تنظيف سجله ليصل الى منصبه الجديد، شُكّلت له لجنة خاصة برأت ساحته من هذه المسؤولية.‏

في العام 2002 عُين نائباً لرئيس هيئة الأركان، وحمل لقباً جديداً وهو "مدير عام الجيش الاسرائيلي" وشارك شارون في لقب "البلدوزر"، وبقي في هذا المنصب الى العام 2004، حيث عُيّن حالوتس مكانه وسافر هو في دورة استكمال إلى جامعة "هارفرد".‏

خسر معركة تعيينه في رئاسة هيئة الأركان في العام 2005 برغم توصية رئيس هيئة الأركان حينها "موشيه يعالون" عندما قرر شارون، وبناءً على رغبة "طاقم المزرعة"، في تعيين "حالوتس".. ورفض طلبه في رئاسة شعبة الاستخبارت العسكرية (أمان)، عندها قرر مغادرة صفوف الجيش.‏

في عدوان تموز/ يوليو 2006 عُيّن مديرا عاما لوزارة الحرب.. بناءً على رغبة الوزير عمير بيرتس، حتى لا يستفرد به "حالوتس"، واستمر يدير شركة خاصة للأعمال الحرة، وهو يحمل إجازة في إدارة الاعمال الدولية وأخرى في العلوم السياسية، وهو متزوج وزوجته تدير مكتباً كبيراً لبيع العقارات، ولديه ولد خدم في وحدة "إيغوز" وبنت كانت مدرّبة للقناصة.‏

رقمه هو التاسع عشر في رئاسة هيئة أركان جيش العدو.. وأمامه أربع مهمات.. جيش مهزوز بعد حرب تموز، انتفاضة متعاظمة وصامدة، "فوبيا" البرنامج النووي الايراني.. والجبهة السورية.. وصواريخها المرعبة..‏

بين كل هؤلاء ماذا سيختار؟‏

لبنان كما قال "سيد النصر" ليس "عنتيبي"، والانتفاضة وصواريخها مستمرة، و"سيدروت" تشوى يومياً بلظاها، أما الجمهورية الإسلامية فلها ربّ يحميها..‏

يبدو انه سيكون على أشكينازي أن يفاوض على الخيار الاخير: تفكيك جيشه وبيع الاعتدة والطلب من زوجته شراء عقار كبير في مكان ما من العالم ليس فيه مقاومة ليرحل ومعه كيانه بأكمله.. إليه.‏

مصطفى خازم‏

الانتقاد/ العدد1201 ـ 9 شباط/فبراير 2006‏

2007-02-10