ارشيف من : 2005-2008
إضراب.. حضاري أكثر من اللزوم
هل يمكن إطلاق هذا التوصيف على ما حصل يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني/يناير2007؟
لا يمكن لأحد ان يتصور قيام مجموعة تحتج على أمر ما، وتنفذ اضراباً في مكان ما ولا تترك اثراً في هذا المكان.. لكن يبقى نوع الاثر، فهو الذي يقوّم طبيعة ما حصل هنا.
بالامس.. لم تترك المعارضة الوطنية اللبنانية آثاراً تدميرية او انتهاكات او اعتداءات في أي مكان من أماكن احتجاجها..
وبالمقارنة مع التظاهرات الـ "CLASS" يمكن ملاحظة التالي: 
اولى تظاهرات "الميليشيات المتحضرة" بدأت مع الاعتراض على حكومة الرئيس عمر كرامي في 6 ايار/ مايو 1992، ويومها أحرقت الاطارات، وكسرت المحلات ورميت المنازل بالحجارة وتعطلت حركة السير.
وفي آخر نماذجهم كانت تظاهرة 5 شباط/ فبراير 2005، وشاهدنا بأم العين كيف احترقت عمارة المقدسي في الاشرفية .. واعتدي على كنيسة، وحطمت سيارات القوى الامنية، وسيارة اطفاء، وكسر زجاج سيارات المواطنين في تلك المنطقة.. وكل هذا حصل في وضح النهار، والصور تثبت مفتعلي تلك الاحداث..
.. وبالامس نقلوا المعركة الى الجانب الاخر، الجانب المسلح "الشرعي".. حاولوا جر البلد الى الفتنة، سنية ـ سنية شمالاً، ومسيحية ـ مسيحية كذلك.. سنية ـ شيعية في بيروت.. وصولاً الى الاعتداء على الجيش اللبناني الذي هو عنوان الشرف والتضحية والوفاء.
وبالامس نزلوا إلى الشارع مع سلاحهم الميليشياوي، الذي كان "سُلّم!!" الى الدولة بعد حل الميليشيات، يطلقون النار على من شارك في الاضراب.. ولو بإقفال محله.. وكل هذا "الارهاب" لم يرف له جفن أحد في كل هذا العالم.. سلاح علني على الطرقات وفي السيارات وفي المراكز.. بحجة الحماية..
بالمقابل في تظاهرات قوى المعارضة وتحديداً حزب الله ما مرت تظاهرة الا وتعمدت بالدم، من جسر المطار إلى حي السلم وصولاً إلى الرمل العالي.. والمشترك بين كل هذه التظاهرات أنها قمعت بالرصاص.. "القاتل".. الميليشياوي.
لم نشاهد ممشطاً فارغاً لمسدس، ولا ظرفاً فارغاً لخرطوشة..
لم يُسمع هتاف واحد ضد الوحدة والشرعية .. قيل نريد المشاركة ولا نريد الالغاء.. برغم عمالتهم وخيانتهم ومشاركتهم في ذبح البلد من الحدود الى الحدود في حرب تموز/ يوليو2007.
ومن الحدود الى الحدود أقفلت المعارضة البلد بإطار مشتعل.. وبأجساد تتمدد على الزفت.. و"فولار" ..أصفر/ أخضر/ ليموني.
ما هو المطلوب أكثر ليكون حضارياً.."حضاري" أكثر من اللزوم..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1199 ـ 26/01/2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018