ارشيف من : 2005-2008
"حالوتس" يجر أذيال الهزيمة.. ويرحل
"الحرب المفتوحة ونظرية الضربات الجراحية"، هذا ليس عنوان كتاب، إنها نظرية رئيس أركان جيش العدو دان حالوتس، التي أسهب في
شرحها ليقدم نفسه "أسطورة" جديدة في الدفاع عن الكيان الغاصب خلال العداون الاخير في تموز/ يوليو على لبنان. وكان يقول: "الضرب بقوة من الجو بعمليات استئصالية مؤثرة، وفي الوقت ذاته لا توقع خسائر بشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي".
لم تفلح نظريته ولا ضربات طائراته، فوقع الاستقالة وخط بيده تحمل المسؤولية عن "إخفاق الجيش الإسرائيلي في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها مع بداية الحرب في لبنان الصيف الماضي، وعن الخسائر الجسيمة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في لبنان". 
حالوتس البالغ (59 عاما) لم يتعلم من كل حياته التي أمضاها في سلاح الطيران برغم المجازر التي ارتكبها في فلسطين المحتلة، (لا تزال جريمة اغتيال القائد الشهيد صلاح شحادة ماثلة أمام أعين العالم عندما قرر تدمير حي بكامله ليقتل رجلاً واحداً).. لم يتعلم أن لبنان ليس نزهة، وأنه لا يمكن "احتلاله بفرقة موسيقية"، ولا بفيالق "دبابات الجيل الرابع من الميركافا" التي "تشلّعت" بصواريخ "فتية آمنوا بربّهم"، وبوعد سيدهم بالنصر، فانتصروا.. وهم الغالبون.
إنهم لا يقرأون.. لم يسمعوا سيد النصر الإلهي عندما قال: "إنهم يملكون الجو.. ولكننا نملك الأرض".
.. وتعود معجزة "النصر الإلهي" لتثبت حقيقتها وحقيقة انتصاراتها المتوالية منذ اليوم الأول لـ"الوعد الصادق".
أحجية العدوان على لبنان التي استعصت على الفهم والحل.. حلّها رئيس أركان جيش العدو المستقيل بسبب الإخفاق في تحقيق الأهداف والخسائر الجسيمة التي لحقت بجيشه فيها. ويبدو أن "نكبة" المولود في عام "النكبة" ستجر معها نكبات على مستوى الكيان الغاصب.
طار ذاك القادم من سلاح الطيران مع 4.000 ساعة تحليق وسجل حافل بالمناصب، تنقل خلالها منذ تطوع في جيش الاحتلال طيارا في العام 1966 لغاية حزيران/ يونيو 2005، حيث تولى قيادة أركان الجيش "الوهم".
وفي ليلة "ما فيها ضو قمر" رفع الراية البيضاء وأعلن رسمياً "انتصار لبنان" بمقاومته وشعبه، ووقّع استقالته ومضى.
أما المهزومون في عقولهم فيطلبون من الآخرين عدم الحديث عن الانتصار"!!
أين "المقاومون الأشاوس"، أصحاب التواريخ "المشرفة" في النضال.. العروبي والقومجي؟
"اسرائيل" هُزمت.. وعلى لسان "كبير جندها".
والسؤال اليوم: من التالي الذي سيلحق بصاحبه؟
.. يبدو أن أولمرت على رأس القائمة..
أما في لبنان فللحديث تتمة..
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1198 ـ 19 كانون الثاني/ يناير 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018