ارشيف من : 2005-2008
"راية لبنان"... علّيها
كتبت ميساء شديد
انتهت الحرب الإسرائيلية الشرسة على لبنان، خرج أبو محمود، يجول في القرى الحدودية، سلم على عيتا ومارون وحيا عيترون ووادي الحجير وعيناثا... وفي بنت جبيل ومن تحت الركام انتشل العلم اللبناني، نفض عنه الغبار وحمله، ووصل "ختيار عيتا" في الثاني عشر من تموز 2007 إلى القصر الرئاسي حيث سلم لعماد لبنان وحصن الوطن الراية... "راية لبنان".










ثلاثة وثلاثون يوماً من المواجهات البطولية والصمود والمفاجآت اختصرتها خمس دقائق هي مدة كليب "راية لبنان" لمخرج "نصرك هز الدني" و"عيتا" ناصر بحمد الذي روى لـ"الانتقاد.نت" حكاية الفكرة التي أصبحت عملاً مشهدياً ورمزياً ضخماً دخل إلى كل بيت ومنزل مع حلول الذكرى السنوية الأولى للانتصار الإلهي.
يقول بحمد "بعد حرب تموز التي أخذت لوناً آخر كونها كانت حرباً مصيرية لوجود المقاومة وحالة الممانعة عند شعبنا وفي المنطقة بالعموم بدأ التفكير على مستوانا كفنيين بتكوين فكرة معينة نحضرها لذكرى تموز تحاكي وتلامس الجانب المعنوي من الحرب خاصة وأننا نعرف أنه لم يبق شيء في لبنان إلا وكان شريكاً للمقاومة. الطفل في لبنان كان شريكاً وكان مقاوماً والشيخ والفلاح والصياد ومختلف أطياف الشعب اللبناني كانت شريكة في المقاومة، وبدأ العمل على أساس تقديم "فيديو كليب" أو نشيد مصور يحاكي هذه الفكرة، وطبعاً حين نتحدث عن كليب نتحدث عن مجموعة من الأفكار التي كانت أساسية في حرب تموز وبالتالي يتم البحث في كيفية تصويرها وإظهارها بأفكار إيحائية تشعر المشاهد أنه ينتمي لمركبات هذا المشهد. بدأنا العمل على وضع مجموعة من العناوين آخذين بالاعتبار الجوانب المعنوية والنفسية من كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معلناً بداية المفاجآت في البحر وصولاً إلى تحطيم أسطورة الميركافا التي تحولت إلى مقبرة للجنود مروراً بصمود القرى والمواجهات البطولية التي خاضها المجاهدون فيها".
التسلسل والارتباط امر مقصود
ويؤكد بحمد أن التسلسل والارتباط بين "كليبات" "عيتا" و"نصرك هز الدني" و"راية لبنان" أمر مقصود نظراً لترابط المراحل وللدلالة على المقاومة، وهو ليس نابعاً من عدم وجود أفكار، إلا أنه رغم هذا الترابط فإن "راية لبنان" يتميز عن العملين السابقين بأمور عدة على صعيد الرمزية والإيحاء والمشاهد التي عرضت للمرة الأولى".
على صعيد الرمزية والإيحاء في المشاهد المختلفة "البداية كانت مع الأطفال الذين حملوا الأصداف البحرية وصولاً إلى الصيادين الذين دمر ميناؤهم في الحرب والذين علقت في شباكهم بدل الأسماك القبعات العسكرية للجنود الصهاينة في إشارة إلى تدمير "البارجة" الإسرائيلية".
وعلى صعيد المشاهد التي شكلت العنصر الرئيسي في العمل حتى أنها طغت على الصوت قال بحمد "إن التكامل بين الصوت والصورة مبدأ لأن الصورة يتم وضعها وفقاً لمعطيات الصوت لكن وضع الكليب بشكل عام كان يحاكي تموز، ومهما قدمنا من مشاهد لتموز لا يمكن أن ترقى وتصل الى ما حصل في تموز ان كان على مستوى المجازر الاسرائيلية أو على مستوى تصديات المقاومة البطولية في مواجهة العدوان، وقد
احتوى الكليب مشهدية غنية بمفردات المقاومة وحمل صوراً جديدة عن الحرب لم تظهرها المقاومة سابقاً وهي راميات الصواريخ التي كانت تطال العمق أي حيفا وما بعد حيفا. هذه الصواريخ هي رمايات حية واقعية من قلب الميدان في تموز، وهذه الصواريخ التي كانت تطال العمق رداً على الاعتداءات الاسرائيلية"، ويضيف بحمد "إنه كان يراد للمشهد أن يتقارب أو يشبه شيئاً من حرب تموز وبالتالي طغى المشهد على الصوت نتيجة القوة الموجودة فيه".
وتوقف مخرج "راية لبنان" عند مشهد تدمير الدبابة حيث كشف "أنه في ظل عدم وجود دبابات لدينا كان الجهد الأكبر في تصميم دبابة حقيقية وفقاً للمواصفات الإسرائيلية من قبل مهندسين عملوا على ذلك وصنعنا دبابة شبيهة بالدبابة الإسرائيلية لكي يتم تدميرها وأخذ اللقطات التي شاهدناها أي أن الدبابة التي دمرت ليست من ورق بل دبابة حديد واقعية بنسبة 100%".
تحية إلى شريك المقاومة والنصر
وتكمن الدلالات الوطنية لكليب "راية لبنان" في مشاركة الجيش اللبناني الذي قدم 43 شهيداً في حرب تموز حيث يؤكد بحمد أنه "كان لا بد من توجيه تحية للدور الوطني الكبير للجيش اللبناني وهو شارك في الكليب خصوصاً من خلال الطائرات المروحية فوق البحر وعلى الحدود اللبنانية" وعن المشاركة اللافتة لرئيس الجمهورية العماد إميل لحود روى بحمد
"طلبنا أن تكون هناك مشاركة للرئيس الذي يحمل محبة للمقاومة وجمهور المقاومة ولشعبه واللبنانيين بشكل عام، وكانت الفكرة أن يشارك رئيس الجمهورية من خلال استلام العلم من الفلاح المقاوم الذي يمثل أطياف المجتمع اللبناني وتمت الموافقة وكان هناك تجاوب".
وإضافة إلى كل ذلك حمل "الكليب" بحسب بحمد "مجموعة من الإشارات التي تدخل في سياق الحرب النفسية مع العدو مثل الإشارة التهكمية على وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس من خلال المنظار أي أن الطفل عندنا يعرف كيف يستخدم المنظار بينما وزير دفاع قاد حرباً على لبنان ومقاومته لا يعرف كيف يستخدم المنظار وهذه هي القيادة الحمقاء التي وصفها الامين العام لحزب الله" ويورد بحمد أن "الإسرائيلي يتابع ما تقدمه المقاومة او حالة المقاومة في لبنان وخاصة من خلال تلفزيون المنار، وهو يتابع ويحلل. نحن لا ندرس ما سيقوله الإسرائيلي عن العمل إنما ندرس أين يصب هذا العمل، إذ يراد أحياناً أن تصل بعض الأفكار الى المجتمع الإسرائيلي وبعض الأحيان نحاكي القيادات العسكرية لدى العدو مثل موضوع المنظار".
رسائل عديدة.. وصلت!
وتابع بحمد أن العمل "حمل العديد من الرسائل الأخرى أهمها أنه "لا يمكن لأحد أن يزايد على لبنانية الدم الأحمر الذي نزف في لبنان من قبل مجاهدي المقاومة او من قبل الشعب اللبناني فهذا الدم أثبت ولاءه للوطن للقضية منذ بداية الاجتياح ومنذ أن تعرضت أول حبة رمل من تراب لبنان للاعتداء. المقاومون خرجوا للدفاع عن هذا الوطن وللتضحية وكل الذين راهنوا على الخيارات الاسرائيلية سقطوا مع هذه الخيارات وكل الذين آمنوا بأن النصر آت آت آت انتصروا مع هذا الانتصار" من هنا "نحن ننشد لهذا الوطن وننتمي لهذا الوطن وراية لبنان هي التي كانت خفاقة بالرغم من كل الذين سقطوا مع الخيارات الاسرائيلية وكأنهم كانوا يريدون لهذا الوطن أن ينكسر وأن يصبح لديه حالة من عدم الممانعة. راية لبنان عنوان نتغنى به في "هذا الكليب" لنشير الى الراية التي ظللت هذا الوطن بفعل جهاد المقاومة وتضحياتها وصبر الناس وصمودهم وصمود الجيش اللبناني".
خمس دقائق لكليب "راية لبنان" كانت نتيجة عمل دام 70 يوماً في أكثر من موقع تصوير
ويقول مخرج العمل في هذا الإطار "انقسم فريق العمل إلى قسمين، الفريق الفني المباشر المعني بتطوير وإخراج الفكرة وهذا يضم المخرج وفريق عمله من مصورين وتقنيين وفنيين
والفريق التنفيذي أو إدارة الإنتاج وهي متمثلة بمدير الانتاج أحمد زين الدين، وكانت تتولى الأمور اللوجستية من حيث تحديد الإمكانات والمستلزمات المطلوبة للأفكار التي تم وضعها مسبقاً وتهيئة أماكن التصوير وفي الوقت نفسه كانت آلية التنفيذ تتم من خلال إدارة الإنتاج التي كانت تتولى التنسيق مع الجهات المعنية من ضمنها مديرية التوجيه في الجيش اللبناني التي تعاونت معنا بشكل كبير وإيجابي".
مفاجآة..عمل بانورامي جديد
على صعيد آخر أفصح المخر ناصر بحمد أنه تم تحضير بانوراما عن حرب تموز ضمن نشاطات أيام الانتصار وهي عبارة "عن مشهدية مصورة تحاكي وهي ستكون جزءاً من معرض كبير وواسع تنظمه وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله وسيستمر المعرض على مدى شهرين الى ثلاثة أشهر، في مكان مفتوح، صمم بطريقة مدروسة تجعل المشاهد يدخل الى مكان مليء بالدشم وعتاد المقاومة وغنائم المقاومة قبل أن يدخل إلى غرفة البانوراما التي تتسع لحوالى 100 شخص".
بالنسبة للمخرج ناصر بحمد "الحرب متواصلة، ما قدمناه ليس جديداً على مستوى الحرب النفسية في وجه العدو، الحرب قائمة والإعلام يبقى مستمراً، لأن العدو لا يزال عدواً ولا تزال الاعتداءات مستمرة".
الصور لـ : عصام قبيسي
راية لبنان
ـ انتاج قناة المنار وهيئة دعم المقاومة الإسلامية في لبنان.
ـ كلمات وألحان الشيخ حسن بحمد.
ـ توزيع علي الموسوي.
إنشاد فرقة «وعد».
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018