ارشيف من : 2005-2008
حروب ونزعات مسلحة وغير مسلحة على ضفاف "الحرب الباردة"
اليوم؟
بدأت الحرب الباردة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، وكما هي العادة بعد كل حرب يشترك فيها اكثر من طرف وينتصروا يبدا السعي لتقاسم المكاسب والمغانم ونشر الافكار، وهي في هذه الحالة الحصول على مناطق نفوذ عسكري او سياسي وتوسيعها كلما كان ذلك ممكنا.
استمرت الحرب الباردة من نهاية الحرب العالمية الثانية في العام 1945 حتى عام 1990 تاريخ تفكك الاتحاد السوفياتي الذي "أسقطه" صانع "البيروسترويكا" او "نظرية إعادة البناء" ميخائيل غورباتشوف.
وبين بداية ونهاية الحرب الباردة قامت عدّة صراعات غير مسلحة كأزمة الصواريخ الكوبية ومسلحة كحرب كوريا، فيتنام والغزو السوفياتي لأفغانستان.
وتحت رايتها امتدت المنافسة بين الطرفين والبارز فيها كان الوجه التقني وتحديداً المتعلق بموضوع التسلح وكذلك موضوع التجسس.
على صفاف الحرب الباردة برزت عدة ازمات أصبحت فيما بعد علامات فارقة منها:
"أزمة الصواريخ الكوبية" :
استناداً على مذكرات الرئيس السوفياتي خروتشوف، كانت رغبة الاتحاد السوفيتي القيام بنشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة من غزو كوبا. وفي 15 تشرين الثاني/اكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الامريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت فيهاتهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (90 ميل). فقامت البحرية الامريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه إلى كوبا. وفي 27 تشرين الاول/أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي فيديل كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفياتي يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة دفاعاً عن الجزيرة "الحمراء" ولكن الاخير لم يستجب لهذا الطلب.بل نجح في صنع معادلة تقضي بإزالة الصواريخ من كوبا شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزوها والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا.
أنتهت الازمة بخضوع الولايات المتحدة للإرادة السوفياتية ـ الكوبية.
"الحرب الكورية" :
أولى الحروب ذات البعد الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وإحدى النتائج المباشرة للحرب الباردة بين القطبين الرأسمالي والشيوعي، كانت الولايات المتحدة الطرف البارز فيها، وخرجت منها وقد فقدت آلالاف ما بين قتيل ومفقود وجريح. فمع نهاية الحرب العالمية الثانية قي 1945 م، تم تقسيم كوريا رغما عنها من طرف كبرى القوى المنتصرة في الحرب العالمية إلى منطقتي نفوذ. وأقيمت حكومتين موازيتين في العام 1948، حكومة شيوعية في الشمال، وأخرى موالية للولايات المتحدة الاميركية في الجنوب.
قامت الحرب الكورية سنة 1950 م، دعمت الولايات المتحدة الاميركية كوريا الجنوبية، بينما قامت الصين بدعم كوريا الشمالية. وانتهت الحرب باتفاق الجانبان على عمل هدنة وتم تقسيم شبه الجزيرة إلى جزئين يفصلهما نطاق منزوع السلاح ما زال حتى اليوم. استمرت الحرب الكورية ثلاث سنوات وناهزت ضحاياها أربعة ملايين شخص ومثلت قمة سخونة الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي.
خسائر الولايات المتحدة لا تعد ولا تحصى، وبالنتيجة رضخت للتفاوض ووقعت الاتفاق.
"الحرب الفيتنامية" :
المستعمرة الفرنسية السابقة احتلها اليابانيون في أغسطس/ آب 1945مع نهاية الحرب العالمية الثانية وقبيل هزيمة جيشهم، وبعد الهزيمة انتفض الثوار لاستعادة الحرية والسيادة فاجهزوا على ما تبقي من الجيش الياباني، لكن الحلم الاستعماري لفرنسي رغم ما اصابها جعلها تدفع بجنودها مجدداً الى الميدان فدخلت فيتنام مجدداً، لكن الثوار حول الأرض تحت القوات الفرنسية الى جحيم في معركة "ديان بيان فو" في 8 أيار/مايو 1954 فهزمت فرنسا واجبرت على توقيع اتفاق جنيف الذي ينهي الحرب بين فرنسا وفيتنام بحضور وفدي فيتنام ووفود فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي والصين الشعبية والولايات المتحدة ولاوس وكمبوديا، ولكن "الأفعى" الاميركية التي حضرت توقيع الاتفاق الذي قضى بتقسيم فيتنام الى شطرين ولم توقعه، أبطنت مشروع آخر لفيتنام.
مع رحيل الفرنسيين، دخلت الولايات المتحدة الاميركية على الخط وبدات بسياسة الدعم المالي والعسكري لحكومة "سايغون" الموالية لها.
في 24 تشرين الأول/ اكتوبر 1954 منح الرئيس الأميركي أيزنهاور مساعدة مالية "سخية" لحكومة سايغون ظلت قيمتها في ازدياد مع الزمن، ومعها بدأ "المستشارون" العسكريون الأميركيون يتوافدون على فيتنام الجنوبية بدءا من شباط/فبراير 1955 من أجل "تدريب" الجنود هناك.
وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر 1955 ظهرت أول حكومة في فيتنام الجنوبية بقيادة "نغو دينه ديم"، وكان أول قرار اتخذته هو الامتناع عن أي استفتاء من شأنه أن يؤدي إلى اتحاد الشطرين الفيتناميين، مبررة ذلك بعدم حرية السكان في الجزء الشمالي، وفي المقابل كانت حكومة الشطر الشمالية تصر على إعادة توحيد البلاد.
وبمع اشتداد النزاع على الحدود وفي شباط/فبراير 1959 أسس الثوار الجنوبيون "فييت كونغ" أول منظمة في دلتا ميكونغ، وفي 10 كانون الأول/ديسمبر 1960 تم تأسيس جبهة التحرير الوطني، وهي الإطار التنظيمي السياسي والعسكري الذي سيتولى مهمة الحرب ضد أميركا وحكومة سايغون، وتأجج الصراع وبلغ مداه حين أعلن الحزب الشيوعي الفيتنامي الحاكم في الشمال مساندة الثورة الجنوبية وإمدادها بالعدة والعتاد.
هنا أعلنت الولايات المتحدة وقوفها التام خلف حكومة سايغون، بل إن الرئيس الأميركي كنيدي وقع معاهدة صداقة وتعاون اقتصادي بين بلاده وفيتنام الجنوبية في نيسان/أبريل 1961.
وفي ديسمبر/ كانون الأول من نفس السنة أعلن كنيدي عزمه مساعدة حكومة الرئيس ديم اقتصاديا وعسكريا، فوصلت طلائع الجيش الأميركي إلى سايغون وكانت في البداية 400 جندي عهد إليها بتشغيل المروحيات العسكرية. وفي السنة الموالية بلغ عدد الجنود الأميركيين في فيتنام الجنوبية 11 ألف جندي.
في كانون الثاني/يناير 1962 أسست قيادة أميركية في سايغون .
استعملت أميركا جميع الوسائل العسكرية ضد الفيتنامين كالتجميع القسري للسكان وتصفية الأسرى والقصف بقنابل النابالم وتحطيم الغطاء النباتي بقصف طائرات الـ "ب ـ 52".
وخلال 18 شهرا عرفت سايغون عشر حكومات عسكرية متعاقبة لم تستطع أي منها ضبط النظام وخاصة العسكري، فاستغل ثوار جبهة التحرير الوضع المتأزم في الجنوب فشنوا الضربات تلو الضربات لإضعاف حكومات سايغون الضعيفة أصلا وسيطروا على حوالي 50% من الشطر الجنوبي.
حولت أميركا الهجوم على بعض قاذفاتها البحرية من طرف قوات جبهة التحرير الوطني في خليج تونكين إلى ذريعة، أصدر بعدها الرئيس الأميركي جونسون اوامره إلى الطيران العسكري الأميركي بقصف المواقع الفيتنامية الشمالية.
ومنذ شباط/فبراير 1965 توالى القصف الأميركي لفيتنام الشمالية، وفي 6 مارس/ آذار التالي تم أول إنزال للبحرية الأميركية في جنوب دانانغ. وظل الوجود العسكري الأميركي يزداد في فيتنام ليبلغ في نهاية 1965 ما يناهز 200 ألف جندي، ثم وصل في صيف 1968 إلى 550 ألفا. وظلت أميركا تضغط على هانوي محاولة إجبارها على التفاوض، غير أن الأخيرة كانت ترفض أي تفاوض ما دامت اميركا مستمرة في قصفها المتواصل.
ولم يؤثر الرعب الأميركي والآلة الحربية المتطورة في معنويات الفيتناميين ولا في مقاومتهم بل تفرقوا في الأرياف ومراكز الإنتاج الزراعي وازدادت فيهم معنويات المقاومة. ولم تستطع أميركا ـ رغم محاولاتها المستمرة ـ أن تقطع طريق "هو شي منه" الذي تمر منه الإمدادات نحو ثوار الجنوب.
في تشرين الأول/ اوكتوبر 1966 أعلن ممثلو أميركا وحلفائهم المشاركين بجنودهم في الحرب كأستراليا ونيوزيلاند وتايلند وكوريا الجنوبية والفلبين في مانيلا استعدادهم للانسحاب من فيتنام بعد ستة أشهر إذا ما خرجت فيتنام الشمالية من الحرب، وهو ما رفضه الشماليون بصرامة. ولم تثمر دعوة الرئيس الأميركي جونسون الزعيم السوفياتي كوسيغين إلى الضغط على هانوي لتنهي الحرب حين التقيا في يونيو/ حزيران 1967 بل ظلت نيران الحرب مشتعلة، فما كان من الرئيس جونسون إلا أن أعلن عزمه زيادة الجنود الأميركيين في فيتنام ليصل عددهم عام 1968 إلى 525 ألفا، كما أصبح القصف الأميركي للمواقع الشمالية قاب قوسين أو أدنى من الحدود الصينية.
ظلت المعارك خلال الحرب الفيتنامية تدور في الجبال.
وفي 1968 أطلق الفيتناميون ما عرف بهجوم "تيت" (وهو اسم السنة القمرية الفيتنامية التي يحتفل بها منتصف شباط/فبراير من كل سنة) على مجموعة عمليات عسكرية شديدة استهدفت أكثر من مائة هدف اميركي، واستطاع الثوار أن يتغلغلوا في الجنوب حتى بلغوا عاصمة الجنوب سايغون ما ترك التأثير النفسي البالغ الأثر على الولايات المتحدة.
ظهرت دعوات أميركية مكثفة لوقف الحرب وعمت المظاهرات المدن الأميركية وارتفعت الحملات الصحفية، وازدادت قوة الدعوة المطالبة بإيقاف الحرب لما نشرت وسائل الإعلام الأميركية الممارسات البشعة واللاإنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين العزل.
في 31 آذار/مارس 1968 أعلن الرئيس جونسون وقف القصف الأميركي لشمال فيتنام، كما أعلن في نفس الوقت تقدمه لولاية رئاسية ثانية. ولم نصل إلى منتصف أيار/ مايو من نفس السنة حتى بدأت المفاوضات بين الفيتناميين والأميركان في باريس.
لم يصل ريتشارد نيكسون إلى رئاسة الولايات المتحدة عام 1969 حتى أعلن أن 25 ألف جندي أميركي سيغادرون فيتنام في آب/أغسطس 1969، وأن 65 ألفا آخرين سيجري عليهم نفس القرار في نهاية تلك السنة.
غير أنه لا الانسحاب الأميركي من فيتنام ولا موت الزعيم الشمالي هوشي منه يوم 3 أيلول/ سبتمبر 1969، أوقفا الحرب. فمفاوضات باريس عرفت تصلب الفيتناميين الذين طالبوا وبإلحاح بضرورة الانسحاب الأميركي التام كشرط أساسي لوقف إطلاق النار.
ومع ما تكبدته أميركا من خسائر بشرية ومادية، ظهرت في الشارع الأميركي دعوة إلى إنهاء الحرب الفيتنامية. وتمثلت تلك الدعوة في المظاهرات المكثفة التي عمت المدن الأميركية وفي الحملات الصحفية. وازدادت قوة الدعوة المطالبة بإيقاف الحرب لما نشرت وسائل الإعلام الأميركية الممارسات البشعة واللاإنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين. ومن أشهر تلك المظاهر الوحشية: إبادة الملازم الأميركي وليام كالي للمدنيين العزل في قرية لاي عام 1968، وقد تمت محاكمته عسكريا عام 1971.
هنا لعبت الصحافة الأميركية دور كبيرـ وعلى رأسها جريدة نيويورك تايمزـ حين قامت بنشر تقارير حول الطريقة البشعة التي تمت بها الحرب الفيتنامية.
وفي كانون الأول/25 يناير 1972 أعلن الرئيس نيكسون طبيعة المفاوضات الأميركية الفيتنامية وما قدمته الإدارة الأميركية بشكل سري للفيتناميين، كما كشف اللثام عن مخطط جديد للسلام مكون من ثماني نقاط بينها إجراء انتخابات رئاسية في الجزء الجنوبي من فيتنام.
أما فيتنام الشمالية فكان مخططها للسلام يقوم على ضرورة تنحي الرئيس الفيتنامي الجنوبي "تيو" عن السلطة كشرط أساسي للسلام، والامتناع عن تسليم الأسرى الأميركيين إلا بعد تنازل الولايات المتحدة عن مساندة حكومة سايغون.
أخذت الحرب منحى خطيرا حين قامت فيتنام الشمالية يوم 30 آذار/مارس 1972 بهجوم كاسح نحو الجنوب داخل منطقة "كانغ تري" متجاوزة بذلك المنطقة المنزوعة السلاح، وكان رد الفعل الأميركي مزيدا من القصف الجوي.
وبينما كانت نيران الحرب تشتعل بدأت المفاوضات السرية بين الطرفين، حيث اجتمع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي يومها هنري كيسنجر بمندوب فيتنام الشمالية دوك تو.
ومع انتعاش الآمال بالوصول إلى حل نهائي وفي محاولة للضغط على الفيتناميين وكسب انتصارات ميدانية تقوي من موقفه، أمر الرئيس نيكسون يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 1972 بقصف هانوي وهايبونغ. فصبت طائرات بي ـ52 نيرانها على المدينتين في قصف لم تعرف الحرب الفيتنامية نظيرا له. وفقدت أميركا 15 من هذه الطائرات كما فقدت 93 ضابطا من سلاح الطيران الأميركي.
وأعلن في 23 كانون الثاني/يناير 1973 عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 28 من نفس الشهر.
لم ينته آذار/ مارس 1973 حتى تمت مغادرة آخر جندي أميركي من فيتنام، غير أن فضيحة ووترغيت التي أكرهت الرئيس نيكسون على الاستقالة يوم 9 أغسطس/ آب 1974 جعلت أميركا غير قادرة على مساندة حكومة سايغون.
انتهز الشماليون فرصة انشغال واشنطن بووترغيت ومعاداة الرئيس الفيتنامي الجنوبي "تيو" للشيوعيين الجنوبيين، فشنوا هجوما كاسحا على الجنوب محتلين مدينة فيوك بنه في كانون الثاني/يناير 1975، وتابعوا هجومهم الكاسح الذي توج بدخول سايغون يوم 30 نيسان/إبريل من نفس السنة.
حرب السنوات الثمانية أذلت واشنطن، بعدها رضخت لتوقيع اتفاق الإنكسار والهزيمة.
الغزو السوفياتي لأفغانستان :
على المقلب الاخر للحرب الباردة دخل الاتحاد السوفياتي حرباً للدفاع عن الحكومة الموالية لها فيي افغانستان عرفت فيما بعد بالغزو السوفياتي لافغانستان والذي استمر عشر سنوات، كان الهدف السوفياتي المعلن منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للإتحاد السوفييتي من ضمنها قطب الحرب الباردة المقابل الولايات المتحدة الأميركية، الباكستان والصين.
أدخل السوفييت الجيش الأربعين في 25 كانون الاول/ديسمبر 1979. وإنسحبت القوات السوفييتية من فغانستان بين 15 ايار/مايو 1988 و 2 شباط/فبراير 1989. وأعلن الإتحاد السوفيتي إنسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 شباط/ فبراير 1989.
ليس هذا كل ما حصل على ضفاف "الحرب الباردة" فهناك حرب الجواسيس التي لا تزال الى يومنا تظهر بعض خفاياها، ليس آخرها مقتل الجاسوس السابق ليتفينكو..
"الحرب الباردة" اليوم
قبل اسابيع بدأت جمرات الحرب الباردة المستتر تحت رماد العواصف التي تهب بين الفينة والفينة بالخروج الى السطح لا سيما بعد سلسلة صفقات الاسلحة التي قامت روسيا بعقدها، وظهور الاجيال الجديدة من الصواريخ الروسية البعيدة المدى والاكيدة الفعالية..
قررت الولايات المتحدة وضع حظر على التعامل مع مجموعات انتاج عسكرية روسية بداىء الامر، ما لبثت ان طورتها الى عملية نشر للدرع الصاروخي على حدود روسيا، تحدسداً في تشيكيا وبولندا.. وبالامس وصل نشر الرادارات الى قلب القفقاس..ومن الممكن أن تظهر محطة رادار أمريكية منقولة في جورجيا أو أذربيجان
روسيا عبرت عن قلقها بشأن خطط وضع عناصر النظام الأمريكي في أراضي بولندا وتشيكيا، إذ رأت القيادة العسكرية الروسية أن الهدف الحقيقي من نصب الصواريخ المضادة الأمريكية بالقرب من روسيا هو تأمين الاعتراض المحتمل على الصواريخ الروسية في حال انطلاقها من الأراضي الروسية وليس "الاعتراض على صواريخ بالستية تنطلق من إيران وكوريا الشمالية".
ومما يزيد القلق أن العسكريين الأمريكيين يضعون اسم روسيا في قائمة أعداء بلادهم المحتملين وينبهون المشرعين الأمريكيين والرأي العام الأمريكي إلى "زيادة النفقات العسكرية الروسية" ومشاكل الديمقراطية الروسية.
وأخيرا أعلن البيت الأبيض أسماء البلدان التي "تشارك في جهود إنشاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ" ومنها إسرائيل وأوكرانيا .
رد الفعل الروسي الاولي كان الكلام عم إعادة توجيه للصواريخ بعيدة المدى نحو غرب الكرة الارضية.. وإعادة تسليح كل منظومة الدفاع الجوي الروسية بأنظمة صواريخ مضادة للجو جديدة من طراز "س-400" و صواريخ "توبول - م" المرابطة على الأرض و"بولافا" المرابطة على المنصات البحرية.
على المستوى السياسي كان كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ بمثابة الصفعة الاولى، فقد تحدث عن الاحداية في ادارة العالم ، والقرارات المنفردة العسكرية التي أدت الى خراب في العديد من البلدان.
اما رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف إلى عدم التقتير في الإنفاق على تعزيز القدرة الدفاعية لروسيا. وأشار إلى أن اقتراب الناتو من الحدود الروسية لا يقدم المسوغات للثقة بالمودة العالمية ولذلك لا يجوز تقليص النفقات على الجيش. وأكد أن "القدرة الدفاعية تكلف غاليا في كل بلدان العالم، ولكن أي محاولة للتقتير عليها ستكلف أكثر. لذا فمن الضروري حساب النفقات الدفاعية بدقة والسعي إلى الاستفادة القصوى منها".
وشدد على ضرورة أن تتمتع روسيا بالقدرة على التصدي بشكل متناسب لأي أعمال مناوئة من جانب أي دولة.
وأضاف "أن التطورات الأخيرة المتعلقة بخطط حلف شمال الأطلسي الرامية إلى نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في عدد من بلدان وسط أوروبا ما هي سوى واحد من السيناريوهات لتلك الأعمال غير الودية. وعلينا أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات".
هل ستبقى مرحلة شد الحبال في هذا الموضوع كما هي الآن ام ان الايام المقبلة ستظهر المستور.. عندها فقط سيمكن الجزم ما إذا كانت "الحرب الباردة " انتهت ام انها ستشهد تسعيراً يعيد اليها بعضاً من سخونة الحروب السابقة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018