ارشيف من : 2005-2008

فرنسا: أي مرشح وأي سياسة خارجية ؟؟

فرنسا: أي مرشح وأي سياسة خارجية ؟؟

وفي وقت لم تستجب فرنسا لكثير من الرسائل الواضحة للقيام بما يحفظ نوعا من التوازن في المنطقة، إلا أنها عادت في السنوات الأخيرة لا لتقيم توازناً بل لتتلاقى مع السياسة الأمريكية عند بعض المفاصل ولتتمايز عنها في بعض الملفات دون أن تتمكن من إحداث أي خرق أو تغيير لا سيما حرب العراق.‏

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية يطرح المرشحون للرئاسة برامج كثيرة منها ما يتعلق بالشأن الداخلي الفرنسي، وهنا تطرح العديد من الملفات أبرزها ما يتعلق بمجالات البيئة والصحة والتعليم والهجرة وإصلاح مؤسسات الدولة، ومنها ما يتعلق بالسياسة الخارجية التي يتشارك المرشحون فيها بعض التوجهات.‏

وقبل الخوض في برامج السياسة الخارجية للمرشحين الأكثر حظاً بحسب استطلاعات الرأي، لا بد من إطلالة على السياسة الخارجية الفرنسية في عهد الرئيس جاك شيراك الذي مارس نوعاً من الشخصنة في سياسات فرنسا ومواقفها تجاه القضايا العربية، حيث يرى المراقبون أن شيراك لم يستطع الاستفادة أو إفادة فرنسا من الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها في الفضاء العربي لكي يعطي لفرنسا مكانة أكبر في هذه المناطق، وذلك من خلال اقتراح مشروع فرنسي تجاه المنطقة العربية، أو لحل مشاكل هذه المنطقة، أي أن شيراك لم يستثمر هذه السلطة المعنوية لكي يقدم للمنطقة ما قد تنتظره من فرنسا، فلقد ترك المجال فارغا ولم يعرف كيف يدرّ على فرنسا فوائد أكبر، سياسية أم إستراتيجية أم اقتصادية تجعلها تنافس السلطة الأمريكية في هذه الفضاءات.‏

ماذا عن مرشحي الرئاسة وتوجهاتهم الخارجية بحسب برامجهم الانتخابية؟‏

ساركوزي‏

فرنسا: أي مرشح وأي سياسة خارجية ؟؟

يعتبر مرشح الحزب الحاكم نيكولا ساركوزي الذي يتصدر قائمة المرشحين حتى الآن الأقرب إلى سياسة شيراك وإن تمايز عن الأخير في موقفه من الحرب على العراق حين اعتذر من الأمريكيين عن عدم التضامن معهم.‏

وفي أبرز توجهات ساركوزي في السياسة الخارجية الفرنسية وسياستها الدفاعية العسكرية ما يلي:‏

ـ الحفاظ على الموازنة العسكرية كما هي في الوقت الحالي.‏

ـ تطوير أسلحة جديدة (أسلحة مضادة للصواريخ تحديداً).‏

ـ إنشاء مجلس أمن وطني ملحق برئاسة الجمهورية وإنشاء وكالة أمن مدني.‏

ـ التفكير بعقيدة الردع النووية.‏

ـ تحديد الوجود العسكري الفرنسي في إفريقيا.‏

ـ سياسة حازمة في الموضوع النووي الإيراني في إطار الأمم المتحدة.‏

رويال‏

فرنسا: أي مرشح وأي سياسة خارجية ؟؟

أما بالنسبة لمرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال التي تحل في المرتبة الثانية بعد ساركوزي فإنها تلتقي مع منافسها بموضوع الموقف من إيران كما أنها ذات مواقف متعاطفة مع كيان العدو. ومما جاء في برنامج رويال للسياسة الخارجية:‏

ـ الحفاظ على قدرة الردع النووية.‏

ـ المزيد من التنسيق والتعاون في المجال العسكري مع الدول الأوروبية.‏

ـ إصلاح صندوق النقد الدولي عن طريق البنك الدولي وفرض ضرائب على التدفقات المالية.‏

ـ إطلاق تعاون أورو ـ متوسطي.‏

بايرو‏

فرنسا: أي مرشح وأي سياسة خارجية ؟؟

مرشح يمين الوسط فرانسوا بايرو الذي قد يشكل مفاجأة المرحلة الثانية، هو الآخر يتقاسم مع خصميه المعلنين ساركوزى ورويال، الولاء المطلق للدولة العبرية وهو يعتبر أحد الداعمين البارزين لمجموعة الصداقة الفرنسية ـ الإسرائيلية داخل الجمعية الوطنية فى باريس، وهى الخلية الإستراتيجية الفعلية للضغط الإسرائيلي المنظم فى فرنسا لصالح الدولة اليهودية وجر التأييد السياسى لها".‏

وفي برنامجه:‏

ـ زيادة المساعدات الانسانية والدبلوماسية في دارفور.‏

ـ تعزيز الأبحاث العسكرية والتحقيقات خصوصاً في المجال الاقتصادي.‏

ـ إعادة التأكيد على العقيدة النووية: "لا يمكن اللجوء إلى السلاح الذري إلا كخيار أخير". "مواجهة عمليات التخصيب".‏

ـ الحزم مع إيران في الموضوع النووي.‏

لو بان‏

فرنسا: أي مرشح وأي سياسة خارجية ؟؟

أما المرتبة الرابعة بين المرشحين للرئاسة الفرنسية بحسب استطلاعات الرأي فيحتلها مرشح اليمين المتطرف جان ماري لو بان المنافس الرئيسي لجاك شيراك في الانتخابات الماضية الذي يقول عن نفسه انه "المرشح الوحيد الذي يجسد التغيير الحقيقي" كما يرى المراقبون إنه الأكثر استفادة من ردود الفعل الغاضبة على ساركوزي بعد أحداث الضواحي.‏

وفي برنامجه الانتخابي للسياسة الخارجية:‏

ـ الخروج من حلف شمال الأطلسي.‏

ـ زيادة الموازنة العسكرية من 1,8 إلى 2،6 من الناتج المحلي.‏

ـ تجنيد 70000 عسكري إضافي/ فتح باب التطوع في السلك العسكري لمدة 6 أشهر.‏

ـ إنشاء نوعين من حاملات الطائرات وتصنيع حاملات طائرة ضخمة.‏

ـ الانفصال عن سياسة أمريكا المواجهة للعالم الإسلامي.‏

ـ المساعدة على إعادة السلم الأهلي إلى العراق بعد خروج الأمريكيين الذين أغرقوا هذا البلد بفعل تدخلهم العسكري والسياسي في مآسي دموية.‏

ـ دعم المفاوضات بين "اسرائيل" وفلسطين وسوريا وإيران.‏

ـ رفض حق التدخل للأمم المتحدة واحترام مبدأ السيادة للدول.‏

دائماً حرصت فرنسا على إيجاد موقع لها في هذه المنطقة بحضور فاعل في الوقت الحاضر وفي المستقبل متعدد الأبعاد في مقابل الدور الأمريكي المرتكز على القوة العسكرية. من الواضح أن شيراك وخلال عهده لم يتمكن من تحقيق هذه الغاية فهل يحالف الحظ أياً من المرشحين المذكورين في حال وصل إلى الرئاسة الفرنسية خصوصاً في ظل فشل الأسلوب الامريكي؟‏

ميساء شديد‏

2007-03-10