ارشيف من : 2005-2008
فرنسا: فرانسوا بايرو.... المرشح المفاجأة!!
في وقت بدت صورة السباق إلى الرئاسة الفرنسية وكأنها محصورة بمرشح اليمين الحاكم رئيس حزب الاتحاد من أجل مشاركة شعبية نيكولا ساركوزي ومرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال، قفز إلى المشهد فرانسوا بايرو مرشح حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية (يمين الوسط) بعد أن أظهر أكثر من استطلاع للرأي اجري في الفترة الأخيرة تقدم الأخير 6,5 نقاط خلال 15 يوماً فيما خسر ساركوزي نقطتين ورويال نصف نقطة.
ورغم أن الأخيرين لا يزالان يتقدمان على بايرو بحسب استطلاعات الرأي (ساركوزي: 31% رويال: 25,5%) فيما يحل مرشح الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) جان ماري لو بان في المرتبة الرابعة بعد هؤلاء، إلا أن حظوظ بايرو الذي بدأ يزعج ساركوزي ورويال، في الوصول إلى الرئاسة الفرنسية تكبر يوماً بعد آخر وهو الذي قال "إنه في حال وصلت شعبيته إلى 17% فإن فرصة وصوله إلى قصر الإليزيه تصبح ممكنة".
وفي استطلاع للرأي أجراه مركز "BVA" الفرنسي فإنه في حال نجح بايرو في الوصول إلى المرحلة الثانية من الانتخابات فإنه سيفوز في مواجهة ساركوزي بـ54% من الأصوات فيما سيهزم مرشحة الحزب الاشتراكي بـ55% حيث سيحصد بايرو أصوات المترددين لانتخاب ساركوزي ورويال وهم كثيرون بحسب استطلاعات الرأي.
وبحسب المركز نفسه فإنه في حال انحصرت المنافسة بين رويال وساركوزي في المرحلة الثانية فإن الأخير هو الأوفر حظاً علماً ان تقدم رويال كان لافتاً وغير متوقع في الأيام الأخيرة بعد دعم ليونيل جوسبان لها.
ومع بروز مرشح يمين الوسط فرانسوا بايرو أسئلة كثيرة تطرح عما إذا كان سيشكل مفاجأة الربيع في فرنسا، فمن هو فرانسوا بايرو؟
نشأته وحياته العائلية:
اسمه فرانسوا رينيه جان لوسيان بايرو ولد في الخامس والعشرين من أيار من العام 1951 في بوردير في منطقة البرينيه من والدين مزارعين.
تزوج في العام 1971 وكان يبلغ من العمر 20 عاماً واكمل دراسته في جامعة بوردو قبل ان يعمل في التدريس في الثالثة والعشرين من العمر ليساعد والدته بعد وفاة والده في الزراعة وتربية الحيوانات حيث عرف عنه نجاحه في تربية أحصنة السباق ويقول الصحافيون عنه "إنه المرشح الوحيد الذي يعرف كيف يحلب البقرة". لديه وزوجته 6 أولاد و12 حفيداً.
في السياسة:
شغل مناصب وزارية وكان نائباً عن حزب الاتحاد من أجل ديمقراطية فرنسية لسنوات وترشح في العام 2002 للانتخابات الرئاسية، تصدى لمحاولة المقربين من شيراك جمع كل اليمين تحت مظلة حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» الحاكم ، فرفض ذلك واحتفظ برئاسة حزبه.
على غرار ساركوزي يعتبر بايرو صديقاً وفياً للدولة العبرية ومؤيد لسياساتها لكنه يختلف عن ساركوزي، اذ يعتمد الأخير كلياً على تحالفه مع الولايات المتحدة. وبايرو ايد كلياً موقف الرئيس جاك شيراك من عدم المشاركة في الحرب الاميركية على العراق، وانتقد موقف ساركوزي الذي أطلقه خلال زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة، حين اعتذر باسم فرنسا عن عدم التضامن مع الاميركيين.
وفي سياسته الخارجية يمكن رصد ما يلي:
ـ تركيا ليست أوروبية.
ـ إيران: ليس امام فرنسا سوى طريق واحدة، التعامل بحزم في احترام القانون الدولي.
ـ الشرق الأوسط: العنوان العريض "احبوا بعضكم البعض" و"تصرفوا كالفرنسيين والألمان، وتصالحوا"، ويرى بايرو أن على أوروبا ان تلعب دوراً اكبر في المنطقة في مواجهة الدور الأمريكي.
ـ العراق: بوش ارتكب بحربه على العراق أحد أفدح الأخطاء التاريخية خلال عقد.
ـ لبنان: يرى أن على فرنسا أن تعمل على ضمان سيادة لبنان واستقلاله. مع تطبيق القرار 1701 والقرار 1559 ونزع سلاح المقاومة.
ـ إفريقيا: ضرورة ضمان أن يعيش الإفريقيون كما يجب في بلدهم.
في أبرز مواقفه دفاعه بشدة عن صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية بعد نشرها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي (ص) علماً أنه قال "إنه يحترم الإسلام وإن موقفه تابع من ضرورة الدفاع عن حرية التعبير" على حد قوله.
بايرو مقتنع ان بإمكانه الوصول الى الرئاسة ومشروعه الداخلي قائم على ضرورة كسر وتيرة التناوب على الحكم المستمرة بين اليسار الاشتراكي واليمين الديغولي، والتعامل مع أفضل العناصر من كلا الحزبين. وهو يؤكد ان بإمكانه تعيين رئيس حكومة اشتراكي. كما يطمح الى كسب أصوات الاشتراكيين الذين لا يؤيدون رويال وهم كثر.
"بايرو سيكون رئيساً للجمهورية يوماً ما" هكذا تنبأ الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران لأحد الوزراء السابقين المقربين منه فهل تصدق نبوءة ميتران ويشكل بايرو مفاجأة الربيع في فرنسا؟
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018