ارشيف من : 2005-2008
عدالة الأمم بين "سربرنيتشا" و"دارفور"
بين دفتيه جثثاً وبقايا جثث لآلاف المدنيين الذين تمت تصفيتهم في أبشع مجزرة عرقية ، دينية .. لا لشيء إلا لأنهم قال "ربنا الله ثم استقاموا"..
واليوم اتهمت بعثة للأمم المتحدة لمراقبة حقوق الانسان الحكومة السودانية بالتنسيق والمشاركة في جرائم دولية ارتكبت في اقليم "دارفور" ..
وبين هذا وذاك.. تقف العدالة حائرة..
كيف تعتبر صربيا غير مسؤولة عن تلك الجرائم.. وهي التي كانت تدفع رواتب للجنرال ملاديتش وزملائه وتوفر لهم العون المالي والعسكري.. في حين أن السودان.. الذي يتبرأ من "الجنجاويد" ويطلب حضور قوة من الاتحاد الأفريقي لمساعدته في ضبط الأوضاع هناك، ولا يمد تلك القوات لا بامال ولا بالسلاح.. يكون متهماً..
القصة لا توحي بالتوازن، فحرب البوسنة كانت بالأصل حرباً عرقية على المسلمين في تلك الدولة التي تفتتت.. بمعنى ان من شنوا الحرب في البوسنة هم الذين يريدون القضاء على تلك الأمة المسلمة وطردها من أرضها، مع العلم انهم أصحاب الأرض..
بينما كل ما يقوله السودان هو انه لا يريد الاستغناء عن سيادته باستحضار قوات دولية ويطالب ويسمح لقوة أقليمية بالانتشار والمساعدة على حل هذه المشكلة بل ويتعاون في كل نواحيها..
أين إذا يكمن الخيط الأبيض ..
إنه "اليورانيوم" يا سادة..
في البوسنة لا "يورانيوم" ولا من يحزنون.. والمسلمون هناك لا أمة لهم إلا من وقف منذ اليوم الاول إلى جانيهم ودعمهم بكل ما اوتي من قوة..ولذا ترى الامة باجمعها تسكت على الجرائم التي حلت بهم.. وكان ينقصهم ان يأتيهم من يزعم الدفاع عنهم لينحرهم.. بحجة العقيدة الفاسدة.. !!
من هنا سواء جاء التقرير نصفه مع ونصفه ضد فلا بأس، فلا يطالب أحد بالحيثيات..
أما في "دارفور" فمناجم "اليورانيوم" لها من يرغب بها.. ومستعد ليقسم السودان من اجلها، وحتى أن يرتكب الجرائم.. لذا من السهل جداً تلفيق الاتهام.. بالرغم من ان النص الذي ورد في التقارير يبدأ بفشل المساعي السودانية في حماية اهالي " دارفور" ويعود لاحقاً لاتهام الحكومة السودانية بالتواطؤ.. في تلك الجرائم..
كلما حاول طرف ما أن يستقل عن هذا النظام العالمي الجديد، أخترع له الاميركي من يستقل عنه، ويذهب فوراً في حماية حقه بالانفصال إلى أبعد الحدود..
"سايكس ـ بيكو" تعود في هذا القرن لتعيد تقسيم العالم ولكن هذه المرة على أساس الثروات.. واحتياجات الدول الكبرى اليها..وإلى ان يظهر "بترول" ما في بلادنا فالصراع سيبقى مستمراً.. تحت انظار العدالة الاممية التي تسير كيفما تريد القافلة..
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018