ارشيف من : 2005-2008
الثامن من آذار/ مارس : مجزرة بئر العبد...
أمثلة كثيرة تعطى عن الديمقراطية الزائفة للولاياتكلام كثير يدور حول المفارقة بين شعارات الديمقراطية التي ترفعها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وممارساتها في العراق وأفغانستان ودعمها لكيان العدو الاسرائيلي من جهة أخرى، أمثلة كثيرة تعطى عن الديمقراطية الزائفة للولايات المتحدة غالباً ما تكون من واقعنا الحالي والتاريخ الحديث.
ولكي لا يلتبس الأمر على البعض بالاعتقاد بأن تفصيل الولايات المتحدة الامريكية للديمقراطية على قياسها امر مستحدث، تبدو العودة احدى وعشرون عاماً الى الوراء امراً لا بد منه، وإن كان في العودة استعادة مشاهد لا تزال حية في الذاكرة اللبنانية ترسخها يوماً بعد يوم مشاهد تأتي من العراق، وأخرى من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
عودة إلى مجزرة بئر العبد الدموية، في الثامن من آذار/ مارس عام 1985. 
عقب صلاة الجمعة خرجت النساء من مسجد الامام الرضا (ع) حيث كان آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله يؤم بهن الصلاة، وما كادت تلك النساء تخرج، وفيما كانت احدى النساء تلح على السيد فضل الله لاجابتها عن بعض الاسئلة مؤخرة اياه عن موعد خروجه المعتاد من المسجد، دوى انفجار هز الضاحية الجنوبية سببه سيارة مفخخة بـ250 كيلوغراماً من الـ"تي ان تي".
لحظات قليلة واتضحت معالم المجزرة، 105 شهداء و275 جريحاً شكلوا الحصيلة لمجزرة حملت تواقيع الاستخبارات الامريكية والموساد الإسرائيلي. وجاءت التقارير الصحفية الأمريكية لتؤكد ضلوع رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق وليم كايسي في هذه المجزرة بصفته أشرف شخصياً عليها وعلى تدريب منفذيها.
ووفقاً للتحقيقات التي رافقت هذه الجريمة البشعة فإن الولايات المتحدة والتي كان رئيسها في تلك الفترة رونالد ريغن أرادت أن ترفع معنوياتها المتدنية بسبب ما الحق بها من هزائم في لبنان لا سيما تفجير مقر قيادة المارينز في بيروت في تلك المرحلة.
مجزرة بئر العبد التي جاءت قبل أن تجف دماء مجزرة معركة التي نفذها العدو الإسرائيلي في سياق هجمته الإسرائيلية المسماة "القبضة الحديدية" في جبل عامل، كان لا يمكن السكوت عنها فجاء الرد سريعاً من المقاومة الإسلامية فكانت العملية البطولية للاستشهادي عامر كلاكش "أبو زينب" الذي هاجم قافلة عسكرية إسرائيلية شمالي مستعمرة المطلة ما أسفر بحسب اعترافات العدو عن مقتل 13 جندياً اسرائيلياً على الاقل واصابة 16 آخرين فيما أكدت المقاومة حينها سقوط ما لا يقل عن 70 شخصاً بين قتيل وجريح.
ديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية المزيفة اليوم هي نسخة طبق الأصل عن الديمقراطية الأمريكية منذ 21 عاماً، الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للعدو الإسرائيلي التي يتسابق البعض على طلب مساعدتها لتحقيق الديمقراطية هي التي هندست بنفسها في مثل هذا اليوم من العام 1985 المشاهد الدموية لواحدة من أبشع المجازر في التاريخ اللبناني.
وأخيراً، نختم بقول لسماحة السيد فضل الله يختصر فيه واقع الصراع بين الاستكبار والحالة الإسلامية، جاء فيه: "ما دامت الساحة ساحة معركة بين معنى الحرية ومعنى الاستعمار، وبين معنى الهيمنة ومعنى العدالة، فمن الطبيعي أن ننتظر مثل هذه الأساليب في أكثر من موقع، لأن هذه القوى مضادة لمستقبل الشعب والأمة، ومعادية للإسلام والمسلمين، لأنها لا تملك إلا هذه الأدوات في الساحة في ما تتحرك به من أدوات الحرب".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018