ارشيف من : 2005-2008
الانتقاد تسأل قيادات في المعارضة عما حققته في الاعتصام.. وعن أفق تحركها
فاجأت المعارضة السلطة الحاكمة بخطوة تصعيدية جديدة هي في التوصيف تعني الانتقال الى المرحلة الثانية من تحركها.. خطوة لم تكن لتدخل في حسبان قاطني السراي الحكومي، ربما لأنها جاءت عشية عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت، وقضت بالمطالبة بحكومة انتقالية، يليها إقرار قانون انتخاب جديد، ومن ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وبهذا المعنى تكون المعارضة قد أحكمت الطوق كاملاً على "السلطة"، على الأقل من الناحية السياسية، بعدما حاصرتها شعبياً على الأرض منذ ما يقرب اثنين وعشرين يوماً من خلال الاعتصام المفتوح وسط بيروت.
ولأن المعارضة غير مستعدة "للالتفات" إلى الوراء بعدما خبرت عن قرب انقلابات أهل السلطة الفاقدة للشرعية على الشيء ونقيضه، فهي اليوم أكثر إصرارا على الذهاب بعيداً في خطواتها حتى تنتزع حقها "الميثاقي" قبل الدستوري في المشاركة في القرار السياسي العام. وهكذا يتبين يوما بعد يوم أن الاعتصام المفتوح في ساحتي رياض الصلح والشهداء يأخذ أبعاده السياسية والشعبية من زوايا مختلفة، وصولا ربما إلى "العصيان المدني" على ما لمّح إليه بعض أقطاب المعارضة، اذا ما بقيت السلطة تتجاهل كل هذا الصوت الهادر الصادر من ساحتي الاعتصام، والمطالب بحق سُلب منها في "وضح النهار".
"الانتقاد" وفي إطار متابعتها لتحرك المعارضة الوطنية، التقت عددا من أقطاب القوى المعارضة للوقوف عند رأيها حول تحركها المستمر وأفقه وما حققه حتى اليوم، فالتقت قياديين في حزب الله والتيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي اللبناني واللقاء الوطني وحركة التوحيد الإسلامي.
نقولا: الحل هنا في لبنان وليس في الخارج أقل ما يقال عن "التيار الوطني الحر" أنه بات الجهة السياسية الأكثر استعجالاً لخروج البلاد من المأزق السياسي الذي تعيشه، بعدما ضاق ذرعاً من الألاعيب السياسية للفريق الحاكم، التي يصح فيها القول ـ على حد تعبير عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا ـ " ضربني وبكى سبقني واشتكى". و"التيار" وإن بدا ينتظر بفارغ الصبر ما ستستقر عليه مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلا أنه يصر في أدبياته السياسية على أن الحل يكمن أولا وآخراً في الداخل اللبناني بين المكونات السياسية لمجتمعه، لا في تدويل الأزمة كما يرغب الكثير في الداخل والخارج..
ماذا يقول التيار عن آخر "طبعة" لمواقف الفريق الحاكم؟
عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا أجاب عن أسئلة "الانتقاد":
ـ الفريق الحاكم اعتبر أن المطلب الأخير للمعارضة بقانون انتخاب جديد وانتخابات مبكرة إنما ينطوي على محاولة لقطع الطريق على المبادرة العربية.. كيف تردون؟
على كل حال ينطبق على هذه الجماعات المثل الشعبي القائل: "ضربني وبكى سبقني واشتكى"! هم بالأساس قوّضوا المبادرة العربية بخطاباتهم، ونحن كمعارضة أكدنا مواقفنا الثابتة، ومازلنا مع المبادرة العربية. ولكن اذا لم تنته المبادرة العربية الى نتيجة فنحن مع المواقف الجديدة التي طالبنا بها، وهي انتخابات نيابية مبكرة. في الأساس هذا هو مطلبنا، لكن نزولا عند رغبة العرب طالبنا حينها بحكومة الاتحاد الوطني.
ـ بعض الفريق الحاكم اعتبر أن خطوتكم هي من قبيل المناورة السياسية؟
لم نكن يوماً أصحاب المناورات، هذا خيارنا، وعندما نقوم بخطوة نسير فيها حتى النهاية.
ـ هل ما زلتم تؤمنون بقدرة موسى على إحداث كوّة في جدار الأزمة السياسية القائمة حالياً؟
نحن بانتظار نتائج مبادرة موسى، لكن لا على أن تكون بعد سنة؟ نحن أعطينا مهلة، وتسهيلا لمبادرته سواء أكانت لدينا ثقة أم لا، علينا انتظار النتائج.
ـ العماد ميشال عون يقول إن البحث عن المخرج يكمن بالعودة إلى الساحة الداخلية، فيما الانطباع السائد يشير إلى أن مخارج الأزمة لم تعد محلية؟
برأيك من الذي أخرج الأزمة من إطارها المحلي إلى مستوى التدويل، أليست السلطة الانقلابية! الحل بنظرنا بسسيط جداً، وهو أن يقوم السنيورة بإزالة الشريط الشائك ويتحدث مع الناس ويستمع إلى مطالبهم، هذا الحل الأسرع والأنسب.. ولكوننا ننتمي إلى جامعة الدول العربية قبلنا بمبادرة الأمين العام عمرو موسى، ولكن مطلبنا الأساسي هو الانتخابات النيابية المبكرة، سواء ضمن حكومة وحدة وطنية أو حكومة انتقالية، لأنها الحل الوحيد لبناء دولة حديثة. أما الذين يؤثرون أن يأتوا بحلول من روسيا ومن أميركا ويعملون على تدويل الأزمة، فهم عملياً يعملون على تقويض مبادرة عمرو موسى وأي مبادرة داخلية، ونحن نعرف الذين يستقوون بالخارج ويلجأون دائماً إليه في أي مأزق سياسي يقعون.
ـ من هنا أتى موقفكم التصعيدي؟
لا، لماذا يعتبر موقفنا تصعيديا؟ إذا كانت لدينا مطالب محقة يكون ذلك تصعيدياً؟ اليوم المجلس النيابي الحالي لا يمثل الشعب اللبناني التمثيل الصحيح، لذا من حقنا أن نطلب بحقوقنا المشروعة.
ـ ما حقيقة الكلام عن أن العماد عون تلقى رسالة أميركية شديدة اللهجة، بأنه تجاوز الخطوط الحمر في تحركه ومواقفه وتحالفاته السياسية مع أركان المعارضة؟
في الأصل العماد عون لا يتلقى أي تهديد أو أي رسالة من الخارج، فلا يتلقى إلا صوت الشعب اللبناني، وهذا الشعب موجود في الداخل والخارج.. وإن وجد التهديد فهو لا يعنيه إطلاقا، فمقولته الشهيرة تقول: "يستطيع العالم أن يسحقني، لكن لا يستطيع أن يأخذ توقيعي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قماطي: يكفي ان الشعب معنا.. والعصيان المدني آخر الكَي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يدرس حزب الله خطواته بتأنٍّ.. الخطوات التي من شأنها أن تفتح باب التصعيد السياسي من جديد اذا ما أصرّ الفريق الحاكم على عدم الأخذ بمطالب المعارضة التي تدرجت من حكومة وحدة وطنية إلى إقرار انتخابات نيابية مبكرة تعيد تصويب البوصلة السياسية من جديد، التي أخل بها هذا الفريق.. لكن المعارضة لا تسقط من "أجندة" تحركها خيار العصيان المدني، وهي خطوة لن تفصح عنها إلا في الوقت المناسب، بعد أن تكون درست كل خياراتها المتاحة، على حد قول عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، الذي لا يجد أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يحمل "بوادر أمل للخروج من المأزق السياسي ما دام قرار الفريق الحاكم في يد الولايات المتحدة الأميركية".. ناصحاً هذا الفريق بـ"أن يعود إلى رشده وضميره".
"الانتقاد" سألت قماطي عن الأجواء الأخيرة لتحرك المعارضة وعادت بهذه الإجابات:
ـ ماذا يقول حزب الله بعد اثنين وعشرين يوماً من الاعتصام المفتوح للمعارضة؟
نحن أردنا من الاعتصام المفتوح أن نحقق تطلعات الشعب اللبناني في المشاركة الحقيقية في القرار السياسي، غير أن فريق السلطة آثر أن يبقى محتكرا للقرار ومتفردا ومسيطرا على البلد ومخالفاً للدستور. وسبق أن أعطينا أكثر من فرصة، وقدمنا كل الإيجابية الممكنة للأمين العام للجامعة العربية.. وكعادته فريق السلطة وافق على هذه المبادرة ثم عاد وانقلب على عقبيه.. وفي تقديرنا هذا الأمر ينطوي على تدخل أميركي في الشؤون اللبنانية وفرض سياسة خاصة على لبنان. ونقول: ما دام فريق السلطة يعمل أداة تنفيذية للمشروع الأميركي في لبنان، فإن أي حل لا يمكن أن يكتمل في هذا البلد. وبناءً عليه وبعد أن يئسنا من كل المحاولات لتلبية الحد الأدنى المقبول لدى المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون رئيسها فؤاد السنيورة، وبعد رفضهم المستمر وإصرارهم على غيّهم، كان لا بد من تصعيد الموقف السياسي.. غير أن مشكلة الفريق الحاكم أنهم لا يصدقون ما نقول برغم ما قامت به المعارضة حتى الآن.. ونقول لهم الآن أيضا إن لم توافقوا على مطلب الانتخابات النيابية المبكرة فإن خطوات المعارضة سوف تصعّد على مستوى الشارع وعلى مستوى المطلب السياسي.
ـ الفريق "الأكثري" يعتبر أن موقف المعارضة هو "نوع من الهروب إلى الأمام ودفع الأمور نحو المجهول"..
ليس هناك من مجهول، بل هناك ما هو معلوم. هذا البلد ديموقراطي، ونحن أحرص على أداء هذا الدور الذي هو حق قانوني بالنسبة إلينا، ونتصرف بأعلى درجات الحضارة، ونحافظ على سلمية التحرك ونظافته.. وحتى الآن برغم الملايين التي نزلت إلى الشارع فلم تمس المصالح العامة أو المؤسسات المدنية، كلها لا تزال محفوظة لتؤكد حضارة وسلمية التحرك، لذلك لا أحد يستطيع أن يمنعنا من ممارسة حقنا الديموقراطي الذي لن يؤدي إلى المجهول، بل إلى المعلوم، وهو إسقاط هذه الحكومة.
ـ ..إذا كان المجلس النيابي والحكومة ليست بيدكم، ومشروع قانون للانتخابات الذي تطمحون إليه من الصعب إمراره في ظل هذه التركيبة السياسية.. فعلى ماذا تتكلون؟
يكفي أن الشعب إلى جانبنا.. هم وضعهم غير قانوني، بدليل إقرارهم مشروع المحكمة الدولية بطريقة السرقة والتهريب.. هم الذين يخالفون الدستور بكل خطواتهم، في حين نحن نعمل من خلال الدستور.
ـ اذا لم يُتوصل إلى نتائج مرضية للمعارضة، فما هي الخطوة التالية؟
سنلجأ إلى خطوات سلبية دستورية حضارية سلمية، وهذه الخطوات لن نفصح عنها، وكل خطوة ستُبت في حينها.. وصولا إلى العصيان المدني.
ـ كيف هي صورة الوضع السياسي مع عودة عمرو موسى؟
ـ لو ان العرب جميعا تدخلوا لحل الأزمة والولايات المتحدة لا تريد، فلن يحصل أي حل، إلا اذا تخلى الفريق الحاكم عن هذه الوصاية وعاد إلى عقله وضميره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارسلان: قرارنا لبناني والسلطة تتلقى تعليماتها من أميركا وفرنسا يومياً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشعر الحزب الديموقراطي اللبناني بكثير من الامتعاض هذه الأيام.. ومرد ذلك وصف الفريق الحاكم تحرك المعارضة ـ وهو جزء منها ـ بأنه "أمر عمليات من الخارج"، فينفض عنه صفة "الدبلوماسية" غير المطلوبة في هذه المرحلة ليشن عبرها حملة مركزة على هذا "الفريق الفاقد للشرعية"، والذي يستقوي أقطابه وفي مقدمهم فؤاد السنيورة بـ"الخارج على شعبه ووطنه". ويستغرب رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان في حديث لـ"الانتقاد" كيف أن هذا الفريق يتشدق بالديموقراطية و"يقف اليوم بوقاحة ضد مبدأ الديموقراطية التي تجلت بالحشود المليونية في ساحتي رياض الصلح والشهداء، وأمامه مطلب مشروع، وهو المشاركة الحقيقية في القرار السياسي"، مؤكداً أن "هذه السلطة فشلت في معالجة كل الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالتالي أصبح تغييرها مطلبا وطنيا بامتياز".
وهنا نص المقابلة المقتضبة مع النائب السابق أرسلان:
ـ ماذا أنجزت المعارضة خلال نزولها إلى الشارع؟
المعارضة أكدت من خلال نزولها إلى الشارع أن أكثرية الشعب اللبناني من كل الطوائف والمذاهب والمناطق مع المعارضة، بحيث لم يكن هذا التحرك لا طائفياً ولا مذهبياً. ثم أن المعارضة أكدت قدرتها على التغيير الديموقراطي والسلمي والحضاري من خلال هذا التحرك، وعلى رفضها الانجرار للفتنة التي حاولت السلطة أن تجرنا إليها فأكدنا مرة جديدة أننا حريصون على السلم الأهلي وعلى الديموقراطية وعلى المشاركة الوطنية، ولسنا انقلابيين بالمعنى الذي أرادته هذه الحكومة الفاقدة للشرعية، بل نحن دعاة مشاركة وطنية في القرار السياسي اللبناني، ونحن ماضون في تحركنا، حتى تتحقق أهدافنا الوطنية غير آبهين بما تقوله هذه السلطة الفاقدة للشرعية.
ـ ما ردكم على القائلين بأن هذه التظاهرات غير وطنية وجاءت بأمر من الخارج لتحقيق أهداف لا تمت بصلة إلى المصلحة الوطنية؟
كل من تابع حركة المعارضة في تظاهرتها الأولى المليونية، وفي تظاهرتها الثانية التي تجاوز عددها أكثر من مليون ونصف مليون مواطن، تأكد أن قرار المعارضة هو لبناني وطني بحت، لان صراعنا مع هذه السلطة هو سياسي على خيارات هذه السلطة التي تريد الحاق لبنان بالمشروع الأميركي الشرق أوسطي الجديد تمهيداً لعرقنة (من العراق) لبنان، وإحكام القبضة عليه لتحقيق أهداف "إسرائيل" في إضعاف المقاومة اللبنانية التي أثبتت قدرتها على هزيمة "إسرائيل"، كذلك إن صراعنا مع هذه السلطة هو صراع مطلبي بامتياز، فهذه السلطة فشلت في معالجة كل الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالتالي أصبح تغييرها مطلباً وطنياً بامتياز. نحن بهذا المعنى تحركنا لبناني، ولا نتلقى تعليمات من احد، على عكس هذه السلطة التي تتلقى تعليماتها من أميركا وفرنسا يوميا.
ـ ماذا قرأتم في زيارة الرئيس فؤاد السنيورة إلى روسيا في ظل هذه الظروف المتأزمة في البلاد؟
من المؤسف حقاً أن يذهب السنيورة إلى موسكو لاستجداء دعمها على حساب شعبه، ولبنان. أعتقد أن زيارته باءت بالفشل لأنه حسب معلوماتنا أن روسيا أكدت على معالجة الأوضاع في لبنان من خلال اللبنانيين أنفسهم، وليس من خلال استجداء الخارج للوقوف مع فريق ضد آخر.
ـ في العراق بدايات حرب أهلية، وفي فلسطين مؤشرات لصراع داخلي، وفي لبنان هناك من يحاول افتعال فتنة طائفية، هل من رابط بين كل هذه المؤشرات؟
هذه هي نظرية الشرق الأوسط الجديد، والفوضى البناءة التي تسعى أميركا إلى تعميمها في المنطقة، فما يحدث في العراق تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى قوات الاحتلال الأميركية التي تعمل على خلق حرب أهلية ومذهبية بين الفريقين، وأيضاً من خلال دعمها لفريق على آخر في فلسطين المحتلة، فغريب أمر هؤلاء المحافظين الجدد الذين يتشدقون بالديموقراطية، يقفون اليوم بوقاحة ضد هذا المبدأ في فلسطين ولبنان، همهم الأساسي تفجير المنطقة بصراعات طائفية ومذهبية ليتمكنوا من إحكام قبضتهم عليها، لكنني أستطيع القول ان المشروع الأميركي الشرق أوسطي الجديد سقط في أميركا من خلال هزيمة إدارة بوش من قبل الديموقراطيين، ومن خلال تقرير بيكر ـ هاملتون، وهذا المشروع يترنح في العراق، وسيهزم في فلسطين شر هزيمة، وهزم أيضاً في لبنان من خلال انتصار المقاومة على العدو، ومن خلال الممانعة الشعبية والوطنية في حركة المعارضة الوطنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشريف: معارضتنا قوية وذاهبون حتماً الى حكومة وحدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"اللقاء الوطني اللبناني" مطمئن إلى المسار الذي تسلكه المعارضة في اعتصامها المفتوح في ساحتي رياض الصلح والشهداء، والذي سيفضي بنهاية المطاف إلى "حكومة وحدة وطنية مهما كلف من ثمن"، على اعتبار أن بلد الإشعاع والنور "لا يقوم إلا على مبدأ المشاركة والتوافق بين قواه السياسية الحية"، هذا ما يؤكده مستشار الرئيس عمر كرامي وعضو "اللقاء الوطني" الدكتور خلدون الشريف الذي يسلّم بـ"الخبرة" إلى أن الفريق الحاكم باتت قراراته "بيد الخارج، وانه ينتظر أسياده ليملوا عليه الواجب إزاء مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والذي بات يشكل العقبة الرئيسية لأي تسوية سياسية يمكن التوصل إليها"، رافضاً العزف مجدداً على "وتر" عقد مؤتمرات حوارية على غرار ما جرى على طاولتي الحوار والتشاور، التي ثبت أن الفريق الحاكم ينقلب عليها عند كل اتفاق يمكن التوصل إليه.
وفيما يلي إجابات الشريف عن أسئلة "الانتقاد":
ـ بعد مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على تحرك المعارضة، كيف تقوّم الخطوات حتى اليوم؟
أولاً المعارضة طرحت مطالبها مباشرة عندما أطلقت حركتها الاعتراضية، وهي لم تتغير، ولم تتزحزح عن الثوابت التي وضعتها، أما السلطة فكان من الواضح أنها تتراجع رويداً رويداً للخضوع في نهاية المطاف للإرادة الشعبية الجامعة التي عبرت عنها أغلبية الشعب اللبناني، وبالتالي أعتقد أن الأمور ستعود لمصلحة المعارضة، أو لنقل لمصلحة الوطن، لان لبنان لا يقوم إلا على مبدأ المشاركة وعلى مبدأ الوفاق، وعلى مبدأ التوافق، من هنا أعتبر أننا لسنا في حالة مراوحة، ولكن هناك حالة إلحاح وإصرار على أمور ثلاثة:
الأول: الحفاظ على السلم الأهلي كما كان منذ بداية تحرك المعارضة.
ثانياً: حماية المؤسسات العامة والخاصة.
ثالثاً: تصعيد التحرك الشعبي السلمي من أجل تغيير هذه الحكومة، وإقامة حكومة وحدة وطنية.
ـ يبدو أن الفريق الحاكم انقلب على ما توصل إليه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مبادرته؟
لا أعتقد أنه انقلب، إنما أعتقد أنه في هذه المرحلة الجميع يسعى إلى رفع سقوفه، ولكن أمر السلطة، أو الطبقة الحاكمة ليس بيدها، وان المشاورات التي اجراها عمرو موسى خارج لبنان وتحديداً مع المملكة العربية السعودية وقبلها مع الولايات المتحدة الأميركية توضح أن الطرف المعرقل هو السلطة، وبالتالي نحن بانتظار أسياد هذه السلطة لنرى أين أصبح، وما هي إرادته.
ـ رئيس الأسبق أمين الجميل اعتبر أن معالجة الأزمة تكمن بمؤتمر وطني، لا بتغيير حكومي أو انتخابات مبكرة؟
لقد عقدنا مؤتمراً وطنياً للحوار، وعقدنا طاولة تشاور، وعلى الرغم من ذلك كانت الأكثرية تنقلب على كل الاتفاقات التي تم الاتفاق عليها، وبالتالي نحن اليوم لسنا بحاجة إلى مؤتمرات بل بحاجة إلى قرارات تسمح بالمشاركة الفعلية وتكون حكومة الوحدة الوطنية هي المؤتمر الداعم لرعاية شؤون اللبنانيين.
ـ ملاحظ أن الفريق الحاكم يعمل على وضع أسفين بين أقطاب المعارضة من خلال تحييد بعضها عن النقد.. ما هو تفسيرك؟
هذا تكتيك "محروق" مستخدم سابقاً، وأؤكد للجميع أن المعارضة واحدة، ونضالها قوي، ولا يمكن لأحد أن يصيبها بمكروه.
ـ بعض حذر من حرب أهلية، هل تجد ان هناك من يراهن على إشعالها؟
حتى لو أشعلوا علينا حرباً نحن لن ندخلها، وبالتالي الحرب بحاجة إلى طرفين، فإذا توافرت سيتوافر طرف واحد، أما نحن فلن ندخلها.
ـ إلى أين نحن من هنا؟
إلى حكومة وحدة وطنية.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018