ارشيف من : 2005-2008
طلب فيها التزام شرف بتسليم سلاح المقاومة مقابل وقف العدوان:الخليل يكشف رسالة سعد الحريري للسيد نصرالله
كشف المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل عن ورقة أرسلها إليه النائب سعد الحريري عبر مبعوثه (رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي) وسام الحسن، يطلب فيها من الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أثناء العدوان الإسرائيلي "التزام شرف بتسليم سلاح المقاومة لقاء وقف العدوان"، مشيراً إلى أن "هناك مزيداً من الوثائق المماثلة، وقد يأتي اليوم ليُكشف عنها".
ورد الخليل في مؤتمره الصحافي على بيان "تيار المستقبل" الصادر يوم الاثنين الماضي فقال "كنا نأمل ألا يضطرنا النائب سعد الحريري إلى كشف موقفه أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، ونحن الذين عملنا جاهدين على أن نستكمل مع النائب الحريري التفاهم الكبير الذي كان بيننا وبين والده المرحوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري حول الرؤية المشتركة للبنان ولدور المقاومة ولبناء الدولة أيضا، لكن وبكل أسف لم يستطع النائب الحريري أن يخرج من رقعة الضغوط، ضغوط من حوله والضغوط من الخارج. ولم يستطع أن يرتقي نتيجة هذه الضغوط إلى مستوى هذا التفاهم وهذه العلاقة، بل عمل على نقضها من خلال الانقلاب على كل مرتكزاتها، ومن ثم نكثه لكل اتفاق وتعهد وتفاهم عقدناه معه".
أضاف: "ومع ذلك وحرصاً منا على إبقاء المناخ إيجابياً لما فيه مصلحة بلدنا كنا دائما نخفي مرارتنا وألمنا من الافتقاد إلى الصدقية في التعاطي أو تغليب مصلحة البلد على الالتزامات الخارجية".
وتابع الخليل: "لو قلنا للناس خلال العدوان ما هي حجم الضغوط التي يمارسها فريق السلطة، نسأل هل كانت بقيت حكومة في هذا البلد وهل كان بقي بلد؟ لكن أمام إصرار النائب الحريري ومعه حلفاؤه على تعمية الحقائق، وهو الذي بدأ منذ بيان البريستول الشهير، وصولاً إلى خطابه في قريطم في بدايات شهر رمضان المبارك، ثم الحفلات اليومية التي يقيمها السيد فؤاد السنيورة للتغطية على دور أفرقاء لبنانيين في السلطة عملوا على جرّ لبنان إلى هذه الحرب، بدءاً من الطلب إلى الإدارة الاميركية شنّ العدوان، إلى الموافقة على المشروع الاميركي الفرنسي تحت البند السابع، إلى التجسس على المقاومة وقيادتها، إلى قرار مصادرة السلاح وإعادته تحتاج إلى قرار سياسي من السلطة السياسية، وهو السلاح الذي لا يزال مصادراً، إلى اشتراط نزع السلاح لوقف الحرب، وهو الشرط الذي أطال أمد الحرب، بل هو الشرط الذي من أجله شنت الحرب على لبنان".
وقال "لقد سبق ودعوت النائب الحريري بعد تهجمه على المقاومة في خطاب قريطم في شهر رمضان المبارك، إلى أن تكون لديه الجرأة للإفصاح عن فحوى الرسائل التي كان يبعثها للمقاومة أثناء العدوان ولزم الصمت، وأبقينا الأمر طي الكتمان، لكنهم استمروا لاحقاً في تعمية الحقائق إلى أن كشفنا عن مضمون هذه الرسائل في المقابلة التلفزيونية".
وأردف: "هم يتحدّثون عن الشرف، فأي شرف يطلب النائب الحريري..؟ التزام شرف من قائد المقاومة بتسليم السلاح من اجل وقف الحرب، وهو الشرط الاميركي الإسرائيلي، ومن دون هذا الالتزام يتواصل العدوان ويتواصل التدمير وعلى حدّ قوله الأمور صعبة جداً. وبدل أن يُخفوا وجوههم خجلاً مما كانوا يقترفون بحق لبنان جاء بيانه وباسم تيار المستقبل وفيه "إن كل ادعاء عن رسائل من رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري إلى حزب الله أثناء العدوان الإسرائيلي طلبت مقايضة سلاح حزب الله بوقف إطلاق النار هو ادعاء باطل وكاذب، ويصبّ في إطار سياسات التهويل والتخوين".. والآن سنرى مَن هو الصادق ومَن هو غير الصادق؟
الرسالة
وقال الخليل: "بين يديّ ورقة اضطررت بعد ردّ "تيار المستقبل" أن أفتش عليها في أرشيف الحرب، لأنه بحمد الله ونعم الله احتفظنا ببعض هذا الأرشيف برغم الدمار والخراب الذي حلّ ببيوتنا ومكاتبنا وأهلنا وشعبنا، لكن الله سبحانه وتعالى أبقى على هذه الورقة والتي لم نكن نتمنى أن نبرزها لوسائل الاعلام".
وأشار الخليل إلى "أن هذه الورقة هي بخط الرسول الذي أرسله النائب سعد الحريري في أيام الحرب، وبعد إصرار كبير بأن هناك أمراً ضرورياً جداً جداً جداً ونريد التواصل معك يا حاج، لأن هناك رسائل من الشيخ سعد الحريري. وقد رتبنا في وضع أمني معين لنا وله الأمور وعقدنا لقاء. في أول لقاء طبعاً كان كلامهم انه رأيتم الأمور إلى أين والوضع الدولي تعرفون إلى أين، والأمور ذاهبة تحت الفصل السابع، يعني كارثة موجودة وعلينا أن نرى كيف سنخرج من هذه المحنة". كاشفاً "أن الرسول هو وسام الحسن أحد مساعدي النائب سعد الحريري، الذي هو الآن رئيس فرع المعلومات".
تابع "جوابي الأول في معرض النقاش، قلت له يا سيد وسام، "معليش ما حدا يهوّل علينا بهذه الأمور". هناك حرب وانتصارات للمقاومة، وأي قوات دولية ستأتي؟ ففي ذاك الحين كان يتم التحضير لمشاريع قرارات في الأمم المتحدة، وذلك كان واضحاً في المسودة الفرنسية الأميركية وما بعدها، ويهوّل علينا بضرورة الانتباه بأن هناك فصلاً سابعاً، فقد جاوبته في معرض النقاش أي قوات دولية ستأتي تحت الفصل السابع سنتعاطى معها كما نتعاطى مع الإسرائيليين. لذلك ننصح بعدم الدخول في أمر كهذا، وتحدث كذلك عن موضوع سلاح حزب الله، وحصل نقاش وأؤكد أن النائب الحريري كان يريد التزام شرف من سماحة السيد، لتحديد الوقت لتسليم السلاح من أجل وقف هذه الحرب. وقلت من المعيب أن يطلب منا ذلك ونحن في هذا الجو والوضع والانتصار، نخوض أشرس المعارك. ومن المعيب فهذا شأن داخلي لبناني فأجاب (الحسن): هذا ينص عليه اتفاق الطائف. فقلنا هذا الأمر المطلوب خطير جداً وأنا أخجل نقل هذا الأمر إلى سماحة السيد وهو في هذا الموقع من إدارة السياسة والحرب والمعركة والانتصارات، فطلب منا نقل هذه الرسالة بإصرار. وهناك ايضاً رسائل أخرى وطلبات أخرى، لكن سأحصر النقاش في هذا الأمر، فانتهينا من ذلك على أن نأتيه بجواب رسمي من سماحة السيد، وأنا ذكرته في وسائل الإعلام والمختصر إننا نطلب عدم مقاربة هذا الموضوع في أثناء الحرب وننصحكم بذلك، وقلت "عندما تضع الحرب أوزارها، يعود النقاش على طاولة الحوار بشكل طبيعي، لان هذا الأمر شأن داخلي لبناني، قبلنا بمناقشته قبل الحرب". وبين الجلسة الأولى والثانية حيث أبلغته الجواب تأخرت يوماً أو يومين، وأعتمد احد الأخوان في التعبئة التربوية أكرم سعد لمعالجة هذا الموضوع وبعث لي السيد وسام الحسن مع الحاج أكرم سعد رسالة الشيخ سعد الحريري عندما كان يتحدث إليه على الهاتف، وأمام الرسول الذي بعث معه الرسالة، وهذا نصها:
الأخ العزيز حسين خليل المحترم، تحية طيبة،
1 أبلغت الشيخ سعد باجتماعنا وتفاصيله وأوضحت له خوفكم واعتراضكم على القوة الدولية ورغبتكم بأن تكون تحت إمرة الأمم المتحدة، وأن لا تأتي تحت البند السابع. هذا جوابنا.
ثانياً كما حرصت على توضيح ما أشرتم به لجهة إصراركم على الحكومة، لان تعمل على عدم ذكر "نزع سلاح" حزب الله ضمن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن على أن تكون ترجمته العملية من ضمن تطبيق اتفاق الطائف "شأن داخلي"، والكتابة للسيد وسام الحسن في الرسالة، كي لا يظهر الموضوع كأنه يفرض عليكم من أميركا وإسرائيل.
ثالثاً: لقد عاد واتصل بي صباحاً (اليوم) الشيخ سعد ليسألني عن موضوع التزام الشرف من قبل سماحة السيد تجاه موضوع السلاح، وطلب مني أن أسألك إن كان هناك جواب. انتهت الرسالة.
وبعدما فرغ الخليل من تلاوة الرسالة علق قائلاً "هذا هو التزام الشرف وهذا وعد الشرف الذي كان يُطلب من الأمين العام السيد حسن حول تسليم سلاح حزب الله".
وأضاف "نحن ننصحهم أن يكفوا عن تعمية هذه الحقائق التي اضطرونا أن نقولها لوسائل الإعلام، لا أحد منا كان مسروراً أن يكون في هذا الموقع وفي هذا المجلس. الآن سنكتفي بهذا المقدار. لكن إذا أصرّ الطرف الآخر على المضي بطريقة التعمية نقول إن لدينا المزيد.
سئل: إذا كانوا خونة كما تقولون، فلماذا تصرّون على أن تكونوا في حكومة واحدة معهم؟ أليس في هذا الإصرار نوع من التناقض؟
أجاب: الآن لا أريد الدخول في موضوع الحكومة ومبادرة عمرو موسى. نحن حريصون على لملمة الجو في البلد.
.. والحاج حسن يرد على هاني حمود
ورد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسين الحاج حسن على ما ورد في المؤتمر الصحافي للمستشار الإعلامي للنائب سعد الحريري هاني حمود الذي كان له رد على المؤتمر الصحافي للحاج الخليل، فقال "لقد أكد هاني حمود باسم النائب سعد الحريري من حيث يدري أو لا يدري ما كان أورده الحاج حسين الخليل في كلامه حول طلب الحريري وعد شرف من الأمين العام لحزب الله لتسليم السلاح في خضم الحرب التي كانت تشنها "إسرائيل" مدعومة من أميركا على لبنان، وهو لم يوفق في كل ما حاول إيضاحه في إخفاء حقيقة وأهداف مطلب النائب الحريري وتلاقي هذا الهدف مع المطلب والأهداف الأميركية، لا بل التطابق الكامل في الأهداف والمطالب لجهة نزع سلاح المقاومة واستخدام الفصل السابع". وأضاف: ان ادعاء مساعد النائب الحريري بأن التزام الشرف الذي طلبه من الأمين العام بخصوص نزع سلاح المقاومة هو من أجل طاولة الحوار غير ذي موضوع لأن لا أحد رفض إدراج بند سلاح المقاومة على الحوار، ولم ينجح حمود في تحوير كلام الرسالة "الوثيقة" التي كتبها المقدم الحسن لجهة ربط التزام الشرف بوقف الحرب وليس بالحوار لأن النص الوارد في الرسالة واضح الدلالة على ربط نزع السلاح بالحرب العدوانية. وقال "كما أكد مساعد الحريري ما كنا نقوله عن تحول بعض الأجهزة الأمنية الرسمية إلى أجهزة أمنية خاصة حيث أعلن بكل وضوح أن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي هو أحد المساعدين الرئيسيين للنائب الحريري رئيس تيار المستقبل، وهذا ما يتنافى مع حيادية الأجهزة الأمنية ودورها، فهل أن المقدم وسام الحسن هو ضابط في قوى الأمن أم مسؤول في تيار المستقبل، وفي أي نوع من الأنشطة في هذا التيار؟".
الانتقاد/ العدد 1193 ـ 15/12/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018