ارشيف من : 2005-2008
حكومة أي مقاومة ؟؟
دعونا نتجاوز الطلب الفضيحة الذي ورد في رسالة مستشار النائب سعد الحريري وسام الحسن إلى المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل حول تسليم سلاح المقاومة ولنقرأ الرسالة من منظور آخر يتعلق "بالمقاومة السياسية التي كانت تبديها حكومة السنيورة أثناء الحرب" كما تدعي.
تقول أول فقرة من الرسالة بأن الرغبة بأن تكون القوة الدولية التي أرسلت إلى لبنان تحت أمرة الأمم المتحدة وان لا تكون تحت البند السابع هي رغبة حزب الله باعتراف خطي لصاحب الرسالة، وهذا يقودنا أن من أتت من عنده الرسالة لم يكن لديه مانع من أي أمر عكس رغبة حزب الله بهذا الخصوص.
وتضيف الرسالة في فقرتها الثانية أن عدم ذكر نزع سلاح حزب الله ضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن جاء بسبب إصرار من قبل حزب الله وليس أحد غيره.
يقودنا هذا إلى جملة أمور أهمها أن من كان يفاوض ويضع النقاط على الحروف هو حزب الله وليس الحكومة، كما أن من غيّر بإصرار منه أهم بنود القرار 1701 قبل صدوره هو حزب الله وليس حكومة السنيورة، وأن هذه الحكومة كانت موافقة مبدئيا على القرار 1701 بنسخته الأولى لكن موقف حزب الله هو ما قلب الأمور وعدّل القرارات.
ومما تقدم نستنتج أن حزب الله وإلى جانب مقاومته العسكرية التي كان يخوضها ضد العدو الصهيوني، كان وفي نفس الوقت يخوض مقاومة سياسية ودبلوماسية على جبهة حكومة السنيورة التي وعلى ما يبدو تلميحا من هذه الرسالة كانت تمارس الضغوط باتجاه حزب الله وليس باتجاه الآخرين، الأمر الذي يوضح بأن حكومة السنيورة كانت حكومة مقاومة سياسية فعلا ولكن ضد حزب الله وليس ضد أمريكا و"إسرائيل".
محمد يونس
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018