ارشيف من : 2005-2008
بوش في الشرق الاوسط هو غيره في غوانتنامو وتلاميذه في لبنان علقوا الدستور!
يبدو ان السيد الاميركي المتسلط على العالم ينسى أحياناً ما لديه من جرائم وخروقات للقانون الدولي، بالاضافة الى معاهدات جنيف المتعلقة بأسرى الحرب.
ففي حين تصدى السيد بوش بالامس وعلى ما يبدو بناء على نصيحة من أطراف لبنانية للغمز من قناة سوريا في موضوع "المعتقلين" في سوريا، وأساليب التعاطي معهم، أتحفنا قاض اميركي برفض طعن تقدم به أحد "المعتقلين" في معتقل معسكر غونتناموا في كوبا التي ترفض وجودها فيها، ما يؤدي إلى خسارته للقضية رغم انه كان قد فاز بحكم تاريخي للمحكمة الامريكية العليا في حزيران/يونيو عندما ربح دعوى قضائية للطعن في اعتقاله، والمفاجاة أن الرفض من قبل القاضي استند إلى قانون جديد لمكافحة "الارهاب" وقعه الرئيس الامريكي جورج بوش في الاونة الاخيرة.
نعم أيها السادة..
بوش يختار وللصدف قوانين تخالف حتى قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة..
لا غرابة إذا أن يحاول تلاميذته في عالمنا العربي القيام بنفس الاسلوب..انتخابات مبكرة في فلسطين المحتلة مقبولة.. ومثيلتها في لبنان مرفوضة..
يا سادة كل محاولاتكم لا يبدو أنها ستأتي ثمارها.. فلا لبنان هو اميركا.. ولا السنيورة وفريقه الحامي، المتسلط هو جورج بوش.. وبالتأكيد نحن لسنا شعب الولايات المتحدة الغارق في تفاصيل حياته اليومية، وفي الديون والتقسيط والعاب كرة السلة وغيرها.
يا أيها السادة
لبنان هو لبنان..
ومن يرد تحويره او تحويل دوره.. ليخيط بغير هذه المسلة..
اما قضية الحكم المرفوض الطعن به فقد بدأت عندما صدر عن قاضي المحكمة الجزئية الامريكية جيمس روبرتسون الذي صدر يوم أمس الاربعاء نصرا لحكومة بوش وقضى بان القانون الذي وقعه الرئيس الامريكي ألغى اختصاص المحكمة الاتحادية في قضية سالم أحمد حمدان السجين في المعتقل الامريكي الحربي في غوانتانامو .
وكان حمدان قد فاز بحكم تاريخي من المحكمة الامريكية العليا حين قضت بعدم شرعية نظام اللجان العسكرية التي شكلها بوش لمحاكمة المشتبه بهم المعتقلين في غوانتانامو بعد هجمات 11ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.
وكان هذا الحكم هو الذي دفع بوش الى اللجوء الى الكونغرس والحصول على سلطة توقيع القانون الجديد في تشرين الاول/اكتوبر والذي يسمح باستجوابات قاسية ومحاكمة المشتبه بهم في الانشطة "الارهابية" بموجب نظام جديد للجان العسكرية.
وقال روبرتسون في حيثيات حكمه ان القانون الجديد يسقط اختصاص القضاة الاتحاديين في النظر في طعون مقدمة من سجناء غوانتانامو مثل حمدان.
وأضاف ان المحتجزين ويصل عددهم الان الى 430 لا يحق لهم الطعن في قرار اعتقالهم أمام المحاكم الامريكية.
ويعتقد ان قضية حمدان هي أول قضية مقدمة من سجين في جوانتانامو ترفض بموجب القانون الجديد.
التلاميذ تفوقوا على استاذهم وقرروا إلغاء المجلس الدستوري ، واليوم قرروا الإطاحة بمجلس النواب.. فماذا بقي من الجمهورية اللبنانية الثانية.
مصطفى خازم
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018