ارشيف من : 2005-2008

مئات الالاف.. شاركوا في اعتصام المعارضة وسط بيروت مطالبين برحيل الحكومة

مئات الالاف.. شاركوا في اعتصام المعارضة وسط بيروت مطالبين برحيل الحكومة

اللبنانية في ساحة الرئيس رياض الصلح وساحة الشهداء والساحات المتفرعة في وسط بيروت، في مشهد يشبه يوم 8 آذار ويجمعه مع 14 آذار ، بمشاركة التيار الوطني الحر الى جانب جمهور حزب الله وحركة أمل وتيار المردة وحزب التحرر العربي والحزب السوري القومي الاجتماعي الحزب الديموقراطي اللبناني والاحزاب والقوى المعارضة كافة ، حاملين العلم اللبناني، وتحت شعار واحدة نريد حكومة نظيفة و معك يا لبنان، وسط اجراءات امنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني والقوى الامنية في مختلف المناطق حفاظا على سلامة المتظاهرين.‏

وشارك في التظاهرة نواب التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل ووزراء ونواب سابقون ورؤساء الاحزاب والحركات التي يتشكل منها اللقاء الوطني اللبناني، اضافة الى شخصيات سياسية وحزبية.‏

افواج المتظاهرين بدأت بالوصول منذ ساعات الصباح الباكر من الجنوب والشمال والبقاع والضواحي الى وسط بيروت، وهم يلوحون بالاعلام اللبنانية ويرددون هتافات تطالب برحيل الحكومة. كما رفعوا لافتات منها "نريد حكومة نظيفة" و"لتسقط حكومة فيلتمان" و"لتحيا حكومة لبنان الحر الديموقراطي".‏

كانت مكبرات الصوت انطلقت من حين الى آخر تبث مقتطفات من خطب العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، اضافة الى الاناشيد الحماسية والمعدة خصيصاً لهذه المناسبة الجامعة لكل أطياف الشعب اللبناني.‏

وعند الساعة الثالثة والثلث، وبعد النشيد الوطني، القى رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون كلمة المعارضة الوطنية اللبنانية،والتي جاء فيها:‏

"جئت اليوم لاخاطبكم بما تستحقون دائما يا شعب لبنان العظيم.‏

هذه اللحظات التاريخية بجو مفعم بالامل وليس بالقلق وضميرنا مرتاح لخياراتنا الوطنية، ونحن نسعى لتحقيقها بما يضمن سلامة وسيادة واستقلال هذا الوطن".‏

أضاف العماد عون: "اليوم نجسد معا المفاهيم الوطنية والاخلاقية التي لم تعد شعارا مزيفا كلاميا بل اصبحت واقعا معيوشا في قلب كل بيت وقلب كل انسان. نحن اليوم نحيي العيش المشترك ونحصن وحدتنا الوطنية ليس بالكلام، وقد اصبحت طريقة الحياة نسلكها بكل طمأنينة نحو المستقبل، وان قيمنا لا ترتكز على خطاب سياسي ربما كثيرون يحسنون الخطاب اكثر منا، ولكننا بالواقع نحسن الالتزام اكثر من أي فريق آخر بما نتعهد به امام مواطنينا".‏

وتابع العماد عون: "نحن اليوم لسنا على مفترق طرق كما يدعون، انما على طريق قويم نمشي عليه ونترك القلق وراءنا، وكذلك الشائعات. واذ أحيي الحضور، احيي ايضا الغائبين عن هذا الاجتماع، وكم كان يفرحنا ان تكون هذه السراي حاضرة بوزرائها معنا اليوم. نحن لا نسعى الى عزلهم ولا الى الاستئثار بالسلطة، ولا نسعى الى الحصول على مصالح فردية او حتى فئوية، بل نسعى اليوم الى تركيز الوطن على دعائمه الاساسية التي من دونها لا يحيا وطن. ولكن لدينا من العزم والصبر والحكمة بأن نسعى دائما الى عودة الابن الضال الى هذا الشعب المحب الذي يسعى الى ضم كل بنيه".‏

وأردف العماد عون: "بالرغم من تنبهنا الى هذه المخاطر التي اعتبرها آنية، نشكر محطات التلفزة التي تسعى حتى في مثل هذه اللقاءات الوطنية تحت العلم اللبناني، ان يكون لديها عدادات طائفية فتحصي آلافا من المسيحيين ومئات آلاف من المسلمين .. عيب وعار عليكم اليوم ان تميزوا بين مذهب وآخر، وبين طائفة واخرى، وقد اجتمعنا يظللنا العلم اللبناني، ونحن فخرون امام العالم اجمع ولا نخجل من شعاراتنا الوطنية. نعم نحن متطرفون في المحافظة على السيادة والاستقلال وعلى القرار الحر، القرار الحر في عيش حياة الاعتدال وهو في العيش المشترك وليس الاعتدال في التنازل عن الحق في السيادة والاستقلال، وليس الاعتدال في التفتيش عن قرار ضائع في العواصم القريبة والبعيدة، القرار الحر هو في ما نسعى الى تحريره اليوم. هذا القرار بتوافقنا حول سياساتنا الداخلية والخارجية والدفاعية، نصنع قرارنا الحر".‏

وأضاف العماد عون : "القرار الحر لا يتغير جغرافيا من منطقة لبنانية الى منطقة غير لبنانية اذا ما حل فيها غريب او اجنبي. سنسعى دائما الى المحافظة على صداقاتنا، ونريد ان نكون اصدقاء الجميع في الشرق والغرب على ان يتركوننا وشأننا في معالحة مشاكلنا. واننا نعتبر أي دعم فئوي للحكومة من أي دولة أتى ليس دعما صديقا، انما هو دعم لخلق التصادم في قلب المجتمع الواحد، فالمؤامرة تترصد الوطن في وحدته".‏

تابع العماد عون: "نحن نسعى اليوم لان نعود الى موقع السلطة لكن ليس للجلوس على مقعد وزاري سواء بالثلث زائد واحد او عشرة او ثمانية او خمسة، انما نسعى لان نشارك في القرار الوطني لجعله ملائما للمجتمع اللبناني وليس لتوقيفه وتعطيله كما شاء ان يشرح بعض الوزراء، ولكن ان يدعي رئيس حكومة، وهنا اتكلم عن رئيس حكومة لبنان وليس عن رئيس حكومة سني او رئيس جمهورية ماروني او رئيس مجلس شيعي، اتكلم عن رئيس يخصني انا كماروني كما يخص الطائفة السنية، وليس هناك مذهبية في معالجة الشؤون العامة، وليس هناك صفة لرئيس الحكومة غير كونه لبنانيا ولجميع اللبنانيين. واذ ننتقده اليوم، لا نوجه نقدنا كما شاء البعض الى الطائفة السنية، بل الى رئيس الحكومة اللبنانية الذي بأدائه أخطأ كثيرا ويجب ان يتنحى عن مركزه ويجلس مكانه سنيا آخر اكثر خبرة ومعرفة بنسيج الشعب اللبناني وقضاياه الوطنية".‏

وتابع: "نحن اليوم نعاني في مجتمعنا من آثام كثيرة وقد جعلوا من الفساد قدرنا. ان الفساد ليس قدرا وانما تغاضيا وقبولا سيئا من قبلنا. نستطيع ان نصلح المجتمع وان نطهره من الفساد. ونحن هنا لنعبر عن ارادتكم، امامكم وامام المواطنين، ان لبنان الحر سيبقى حرا لجميع ابنائه، والتعايش ليس بحاجة للدفاع عنه وهو قائم في ما بيننا، ونحن نعيشه في كل يوم وهو طريقة حياة وليس شعارا فارغا من المضمون".‏

وقال: "أتوجه اليكم لان تدعموا مسيرة التغيير والاصلاح وصيانة القرار الحر وصيانة حقوق المواطنين كل المواطنين، حقوق المواطن لا تخضع للفئوية او للحزبية ولا للمذهبية. ان حقوق المواطن بالمطلق يجب ان تصان من جميع الحكومات ومن جميع الناس سواء كانوا موالين او معارضين. نحن نعاني اليوم من حفلة تهميش مبرمجة، وكأن من هم في الحكم يريدون خلق حالة صدامية. نحن لسنا في هذا الصدد انما نفتش عن الانفتاح، عن أي انفراج لنصل من خلاله الى وحدة وطنية يشارك في صنع قرارها جميع اللبنانيين. لا نستطيع ان نقبل ان الحكومة القائمة اليوم هي حكومة وحدة وطنية بل خرجت عن حالها الطبيعية. هناك الخروج عن النصوص الواضحة في الدستور، نتمنى على رئيس الحكومة ووزرائه ان يقرأوها مجددا وصباح كل يوم حتى يقتنعوا امام هذه الجماهير ان حالتهم اصبحت غير دستورية، وكلنا يعلم ان خرق الدستور يشكل مخالفة جسيمة قد تحيل صاحبها امام القضاء. واتمنى لو ان رئيس الوزراء ووزراءه معنا اليوم، ولا يختبئون وراء الشريط الشائك وخلف ملالات الجيش. فمن كان شعبه معه لا يحتاج الى شريط شائك وانما الى بعض رجال الامن لحمايته من مجنون او من هامشي طبيعته سيئة، ولكن لا يختبىء من شعب".‏

وختم داعيا "رئيس الحكومة ووزراءه الى ان يستقيلوا ويصبحوا مثل زملائهم يمارسون تصريف الاعمال حتى نهاية الازمة، والخروج بحكومة وحدة وطنية تعالج المشاكل الشائكة".‏

وقال: "لسنا هنا بصدد تفسير الحلول وتفاصيلها ولكن المخرج الوحيد الباقي هو الاستقالة. واننا مستمرون بالاعتصامات ليس بالحشد الكبير الذي هنا حتى تحقيق مطالبنا".‏

تبقى إشارة إلى ان لغة الأرقام ما عادت تنفع في الحسابات.. وعليكم ان تشغلوا عدادتكم الخاصة لمعرفة الرقم الحقيقي للمشاركين، مع أن الجزيرة انترناشيونال قالت أنه يقارب المليون وهو الاكبر في تاريخ لبنان، والـ بي.بي.سي عبر مراسلتها قالت ان الحشد كان معتداً بحجمه.

2006-12-01