ارشيف من : 2005-2008
الفوضى والحرب و...
المقاتلين..
انه مشهد مقتطع من سيرة الحرب الأهلية اللبنانية، ونحن من جيل هذه الحرب، ولدنا معها، وترعرعنا في ظلها، وحفظنا عن ظهر قلب أسماء كل المحاور، والطرق المقفلة وأسماء الجزارين، ومعسكرات الاعتقال، وبعضاً من أسماء المخطوفين من بيوتهم ومن بين أطفالهم والذين ما زالوا ذكرى، هناك من يأمل بعودتهم يوماً ما!..
إنها الحرب.. وهي مرادف للموت والقلق والخوف واللا نتيجة.. إنها تختلف عن كل الحروب.. فلا أصدقاء فيها ولا أهل وأخوة.. كل الصلات تسقط تطبيقاً للأهداف التي رسمتها العصابة، ولإعلاء رايتها ورفع صورة زعيمها وحماية مصالحه ومصالح حاشيته.
لمن نسي الدامور، سوق الغرب، الكحالة، تل الزعتر، النبعة، الكرنتينا وغيرها من الأسماء التي لا تذكرك بغير المشاهد المقيتة للموت والتهجير والخطف بلا سبب.
من نسي يمكنه أن يشاهد العراق اليوم، صورة معدلة عما كان يجري هنا في بلاد الأرز، وفي الاخير ستكون النتيجة في بلاد الرافدين مشابهة لما حصدناه.. القتلى في المقابر وأمراء الحرب يحكمون.
النسخة العراقية المعدلة تحمل اسماً آخر، غير الحرب الاهلية او الداخلية: الفوضى، وهي فخر الصناعة الأميركية الحديثة، جرى تصديرها الى العراق فنجحت في تحويله الى أعراق.. نقلت الى فلسطين فأصبحت غزة في جهة والضفة في الجهة الأخرى.. عدا المناطق المحتلة.
ما ينتظرنا نحن اللبنانيين هو هذه النسخة المعدلة.. الفوضى التي تسعى الولايات المتحدة الى ارسالها بطرق مختلفة، وصل بعضها والجزء الاهم لم يصل بعد، المدهش في الموضوع أن الكل في لبنان ينتظرون وكأن ما سيأتيهم هو الدعم والمساعدات الموعودة...
ما ننتظره، ان لم نستيقظ من غفلتنا.. ان لم نقطع دابر الفتنة.. ان لم نلتق فنتوحد خلف وطننا، ما ننتظره هو كالذي عشناه لسبع عشرة سنة. نحن سنموت في شوارع وطننا وأميركا ستتفرج من عوكر او من واشنطن.
اغتيال النائب أنطوان غانم هو حلقة من هذه الفوضى.
متى نعي أن الفوضى ولو أميركية هي ليست خلاقة.. هي نسخة معدلة عن الحرب الاهلية التي نعرفها.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1233 ـ 21 أيلول/سبتمبر2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018