ارشيف من : 2005-2008

من فشل إلى آخر...

من فشل إلى آخر...

القادم في واشنطن؟‏

المعطيات التي واكبت الإعلان وتواكب التحضير له لا توحي بأنه سيكون مؤتمرا ناجحا أو على الأقل سيلبي التوقعات التي وضعها بوش في أساس الدعوة.‏

لنبدأ بالتوقعات حول الدول المشاركة إذ صدر الكثير عن مشاركة العربية السعودية وأهمية هذه المشاركة بالنسبة لكيان العدو بحيث تكون الباب الذي لن يوصد أبدا أمامه للأسواق والدول العربية، لكن ما لبث أن خفض سقف هذا التوقع بعدما صدرت مواقف من المملكة العربية السعودية تطالب بجوهرية للمؤتمر وبمشاركة كل الدول المعنية دون استثناء، وكرت سبحة التخفيض وصولا إلى كلام خفي عن عدم مشاركة مصر أيضا في ظل توتر يسود العلاقة بين واشنطن والقاهرة، أضيف إليه مؤخرا كلام صدر عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تردده في المشاركة.‏

أما لجهة النتائج فكان السقف حلا نهائيا وشاملا للقضية الفلسطينية ما لبث أن تلاشى نهائيا وسط الكلام الإسرائيلي المصر على أن لا يصدر عن المؤتمر أي حسم نهائي لهذه القضية، ومطالبته بأن يكون شكليا فقط، ولالتقاط الصور بهدف استثمار مشاركة دول عربية كبرى كالسعودية، وبأن يقتصر على إعلان نوايا وعودة التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما كان بعيد اتفاقات أوسلو.‏

وفي هذه الأجواء تأتي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لإخراج وعد رئيسها من عنق الزجاجة لكنها خلصت في أول جولة مباحثات لها إلى أن الدعوات لم تصدر بعد إلى أحد، وهو مؤتمر دولي سيعقد بعد أكثر من شهر بقليل.‏

ربما كان بوش غارقا في حلم ما وقرر أن يسقطه على الواقع، وربما تكون هذه من عادات بوش الدائمة ولكن يبقى السؤال هو متى يدرك هذا الرئيس أن الأحلام إنما سميت أحلاما لأنها لا تتطابق مع الواقع، قد يجد الجواب عندما يتوقف عن القفز من فشل إلى آخر.‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ العدد1233 ـ 21 أيلول/سبتمبر2007‏

2007-09-21