ارشيف من : 2005-2008

برغم مرور عام على العدوان : هواتف بنت جبيل لا تزال تفتقد حرارتها

برغم مرور عام على العدوان : هواتف بنت جبيل لا تزال تفتقد حرارتها

بنت جبيل والمحيط، التي أجريت لها العديد من الجولات والاحتفالات والخطابات، وبرغم ذلك فإن الحرارة اقتصرت على تلك اللقاءات والاحتفالات ولم تنتقل إلى المئات من هواتف المشتركين حتى الآن برغم أنهم واظبوا على تسديد ما عليهم من فواتير واشتراكات عن الفصول المتلاحقة، برغم قرار الإعفاء المبهم الذي اتخذته الوزارة منذ فترة ليست قصيرة، فيما تمتنع حتى الآن عن اعادة قيمة الفواتير التي دفعت قبل صدور القرار.‏

اليوم لا يزال مئات المشتركين في قرى بنت جبيل دون هواتفهم الأرضية، فيما لا يبدو في الافق أي احساس بالحرارة يمكن أن يتسرب إلى الكوابل المقطوعة في القرى بسبب تعثر الإجراءات من جهة، ونقص حاد تشهده مستودعات هيئة "أوجيرو" خاصة في ما خص الكابلات اللازمة لمد تلك الخطوط الى بيوت المشتركين.‏

اما حال الأهالي فهو الملل من المراجعات وإعلان اليأس من تعديل النظرة الرسمية لهذه المنطقة، لذلك فقد تحدى سليمان رضا أن يكون هناك مناطق باستثناء بنت جبيل لا تزال تعيش دون هواتف بعد هذه المدة على وقف العدوان الاسرائيلي.. مشيراً إلى أن هذا الوضع هو عبارة عن نموذج من التعاطي الرسمي الدائم مع هذه المناطق الحدودية منذ ما قبل التحرير.‏

والواقع أن هناك العديد من القرى لا تزال دون هاتف كليا، لا سيما بلدة عيتا الشعب وقسم من مارون الراس وبنت جبيل، حيث تعيد مصادر في هيئة "أوجيرو" الموضوع الى شدة الدمار الذي أصاب تلك القرى وطرقاتها من جهة، ونقص في العديد من قياسات الكوابل من جهة اخرى، من دون وجود سبب واضح، برغم توافرها في مناطق اخرى.‏

وفيما لم تنتهِ بعد اعمال توصيل الكوابل ولا يبدو أنها ستنتهي في القريب المنظور، يشير احد المشتركين إلى انه راجع مكتب "اوجيرو" أكثر من خمس مرات لإعادة وصل خطه من العلبة الفرعية إلى منزله، علما بأن العلبة الرئيسية سلمت من الحرب وجيرانه ينعمون بخطهم باستثنائه هو، مشيرا إلى أن جواب الشركة كان في كل مرة انه لا يوجد فرق صيانة كافية لذلك، وأن الأمر يتطلب بعض الوقت! متسائلاً: "أيحتاج الأمر إلى أكثر من شهرين لوصل خط واحد من علبة إلى منزل؟ فكم من الوقت نحتاج لإعادة وصل جميع المشتركين؟".‏

والجواب الذي أجيب به المشترك هو نفسه الجواب الذي تلقته "الانتقاد" لدى استيضاحها حول الموضوع، "فعديد الفرق الفنية غير كافٍ، وهم كانوا يعانون من الضغط حتى قبل الحرب الأخيرة عندما كانت الشبكة على ما يرام، فكيف الآن وأكثر من نصف الشبكة يحتاج إلى صيانة أو إعادة تبديل".‏

كما يعاني مركز بنت جبيل الذي يؤدي خدمات لحوالى 50 قرية مجاورة ولآلاف المشتركين، من عدم وجود أجهزة الحاسوب اللازمة لإجراء معاملات المواطنين، ما اضطرهم في مرحلة اولى لمراجعة مكاتب صور ومرجعيون لإجراء معاملاتهم قبل ان يوافَق على إرسالها بالفاكس من بنت جبيل الى تلك المكاتب، بعد ان علت الاصوات المحتجة على هذا الاهمال.‏

ولا تقتصر مشكلة المواطنين على الهواتف الارضية، بل ان للهاتف الجوال حصته من العذاب اليومي للمشترك، فالتحميل الزائد على الشبكة يؤدي الى مشاكل تقنية متعددة تجبر المشترك على تكرار محاولة الاتصال اكثر من مرة في كل مرة يريد اجراء مكالمة هاتفية، مع ما يترتب عن ذلك من ارتفاع أكيد في الفاتورة او ضياع الوحدات دون الاستفادة منها. ويشير محمد فران صاحب محل لبيع هواتف الخلوي الى "اننا اعتقدنا في بداية الامر ان الموضوع متعلق بعطل في الهاتف، الا ان تكرار الشكوى أكد لنا ان المشكلة تعود الى التحميل الزائد على الشبكة، ما يؤدي الى تداخل الخطوط وضعف الارسال والتغطية، ما يتطلب اجراء مكالمة واحدة عدة محاولات".‏

ولأن السياسة قد دخلت في كل شيء فلم يستبعد الأهالي وجود كيديات سياسية وراء هذا التأخير.‏

ولأن الأمل يبقى شعلة كل صاحب حاجة، فإن المواطنين يأملون أن تجد مشكلتهم طريقها إلى الحل قريبا، مع اعتقادهم بأن هذا الحل لن يكون على يد هذه الحكومة.‏

علي الصغير‏

الانتقاد / العدد 1233 ـ 21 أيلول/سبتمبر 2007‏

2007-09-21