ارشيف من : 2005-2008
ضفاف قصيّة
لأننا لم نول الأهمية والجهد المناسب للولوج إلى قلب المشهد الثقافي الغني الذي ساهم في تشكيل هذا المنعطف العريض الذي رسمته الثورة لوعي إيران نفسها كما لوعي العالم العربي والإسلامي.
في كتاب "الأدب الإيراني المعاصر" للدكتور اسماعيل حاكمي اضاءة شاسعة على المخزون الإبداعي الذي تعوم عليه إيران الإسلامية، ومنه أقتطف باقة من أبيات الشاعرة الإيرانية بروين اعتصامي (1926 ـ 1941) وأقدمها للقارئ في شهر الله كي يتاخم معي الضفاف التي ارتادتها بروين في عمق التراث العرفاني الإسلامي.
تقول الشاعرة الإيرانية بروين اعتصامي:
من تنور حب النفس تعالت
شعلة الأفعال القبيحة
نحن أنجينا ذلك الغريق المسكين
بعد أن نجا من الموت صار صياد الهوى
تضيف ابنة المترجم والكاتب العالم المعروف يوسف اعتصامي في قصيدة تحمل عنوان لطف الحق:
كم من ضائع قد أعدناه
وكم من لا زاد له ربيناه
كل مسكين هو ضيفنا
يعرفنا لأنه لا يعرف أحد
وبلغة مترعة بالعشق الصوفي الأبدي تقترب من لغة سعدي ومولوي وناصر خسرو تقول بروين:
القطرة التي تجري في جدول
تذهب لعمل مأمورة به
وتضيف مخاطبة أم النبي موسى (عليه السلام) بلسان الحق اللطيف لمّا رأى ترددها وخوفها على وليدها:
إلى أين ترجعين، دعي أمره لنا
منذ متى وأنت تحبينه أكثر منا.
هذه إطلالة بعيون شاعرة عرفانية على تجربة شعرية ضاربة في القدم، لم نطّلع عليها للأسف كي نثري ذوقنا ومعرفتنا وصلاتنا بأحلام شعب تشبه أحلامنا.
حسن نعيم
الانتقاد / العدد 1233 ـ 21 أيلول / سبتمبر 2007
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018